spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 51

آخر المقالات

هاني الترك OAM ــ  التضامن مع الفلسطينيين في أستراليا

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM كتب الناشط...

الدكتور علي الموسوي ـ الطائر الجنوبي فاروق القاسم يُحلّق فوق سحاب النرويج 

مجلة عرب أسترالياـ  بقلم الكاتب والإعلامي الدكتور علي موسى الموسوي   طائرٌ جنوبي...

د. صائب عبد الحميد ـ ماجد الغرباوي.. المـقاتـل بالكلمة

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. صائب عبد الحميد أولا: الغرباوي...

روني عبد النور ـ أصل الحياة و”لوكا” الذي يجمعنا

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور قبل أيام،...

سهير سلمان منير ـ المخاطر الغذائية في الحياة العصرية

مجلة عرب أسترالياـ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير 

مستشارة التغذية سهير سلمان منير
مستشارة التغذية سهير سلمان منير

بخلاف الماضي يواجه المجتمع الإنساني المتحضر اليوم مخاطر تناول الغذاء السريع  والغذاء  المصنع ولا نتنبه كفاية لمخاطر التنازل عن الطعام الطازج الطبيعي ولا نصغي لأجسامنا التي تحتاج لمركبات غذاء متنوعة وضرورية كل يوم.  والغذاء السريع : هو الغذاء المقدم للطعام بعد إعداد سريع بفضل تقنيات حديثة  أو لإعداده كميات كبيرة سلفا يتم تسخينها فورا بعد الطلب. رغم احتساب المأكولات التي تحتاج لتحضير قصير بطبيعة الحال كـ ” طعام سريع ” لكن هذا المصطلح يعني عادة الأطعمة ذات الجودة الهابطة وقيمتها الغذائية الصحية  متواضعة وهي تقدم للمشتري بغلاف يستخدم لمرة واحدة بهدف الحصول عليه  بطريقة ” تيك أويي “. ومطاعم كثيرة مختصة بالطعام السريع هي جزء من شبكة مطاعم مشابهة يتم تزويدها بأطعمة موحد من مصنع مركزي واحد علاوة على وجود أكشاك تسوق هذا النوع من الطعام. وتأثر هذا النوع من الطعام  بثقافة الاستهلاك في أيامنا والتي صممت ظاهرة منتشرة على شكل شركات غذاء عملاقة  بما يختلف عن أكشاك الطعام في الشوارع.

الغذاء المصنع : في الماضي طالما تناول الإنسان الغذاء الذي أنتجته الطبيعة فأكل الفواكه، الخضراوات، الحبوب والبقول بشكلها الكامل ودون إعداد أو تصنيع وكذلك الدجاج والأسماك ومنتوجات حيّة أخرى. وكان الإنسان يوازن ما تناوله من سكريات وعسل بواسطة العمل الجسماني والمشي حينما لم تصنع بعد المراكب ووسائل النقل الأخرى. لو حضر أجدادنا اليوم لما تمكنوا من التعرف على أنواع الغذاء التي تسوقها الشركات.

في القرن الأخير باتت عملية إعداد الطعام لقيمة مقبولة. المخبوزات على أنواعها كانت تعد من طحين القمح الصافي أما اليوم فتعد من طحين أبيض مصنع تنقصها كثيرا العناصر الغذائية. ويفضل البشر في دول الغرب الأطعمة المصنعة كالكعك ومأكولات البطاطا وأغذية أخرى بعيدة جدا عن شكلها الأصلي.  وكثير من الناس لا يدركون أن مسيرة إعداد وتصنيع الطعام تهدم لحد بعيد مركبات غذائية كامنة في المواد الطبيعية كما يتجلى في الفارق بين خبز أبيض وخبز قمح. في الحالتين يكون القمح مصدر الخبز لكن خبز القمح يعد من طحن تم إعداده بطحن الحبوب كاملة مع قشرتها بعدس الطحين الأبيض. وللتوضيح فإن المنتجين يقومون بانتزاع قشور حبات القمح حتى يكون الخبز خفيفا ويصمد وقتا أكثر على رفوف الدكاكين فالقشور تحتوي على زيوت طبيعية من شأنها أن تتسبب بتلف الخبز. بالإضافة لاستخراج مركبات غذائية حيوية من المنتوج فإن إعداد هذا النوع من المخبوزات  يقلل من فائدتها نتيجة استخدام السكر والأصباغ ومواد حافظة  وغيرها من المواد الاصطناعية. كما تروج اليوم المشروبات الخفيفة والحلويات المصنعة والوجبات المثلجة والصلصات الجاهزة وكل هذه تحتوي على مركبات اصطناعية بدلا من مركبات طبيعية طازجة.

والخطير أن بعض المنتجين الذين يستخدمون هذه المواد الاصطناعية في عملية إعداد الغذاء يسمونها ” إثراء ” . بالطبع لا يمكن إنتاج الفيتامينات والمواد المعدنية والعناصر الغذائية الطبيعية التي تحتويها النباتات.  عندما نقرأ المصطلح ” ثري ” على غلاف الرغيف مثل ” طحين أبيض غني ” أو ” طحين قمح غني ” فهذا يعني أن المنتجين استخرجوا المركبات الجيدة من القمح وبنهاية الإعداد حاولا استعادة بعضها للمنتوج. وهكذا مع حبوب الصباح المصنعة فهي تحوي حبوبا تعرضت لعملية إعداد طويلة وأضيفت عليها سكريات اصطناعية تشمل بعض الفيتامينات. إن حاجة المنتجين لإضافة مركبات غذائية للغذاء المصنع تدلل إلى أي مدى صارت أنماط طعامنا غريبة. حتى الأمس القريب كنا نتناول الأغذية الطازجة والمتوفرة أما اليوم فصرنا نتناول الأغذية السريعة والمريحة للتحضير والرخيصة دون تفكير ملي بالسؤال هل هي تزود أجسامنا بالمركبات الغذائية المطلوبة طيلة اليوم.

رابط مختصرـ https://arabsaustralia.com/?p=38651

ذات صلة

spot_img