مجلة عرب أستراليا سيدني
المثلث الأوديبي
بقلم الكاتبة راغدة السمان
حصد الزلزال، الأوبئة، الحرائق، الغرق، الكوارث عشرات الآلاف من الضحايا ومازال الإنسان يرزح تحت خط القبح،،لا حدود لأمراضنا النفسية وصفاتنا منها المكتسبة ومنها الموروثة…
شخصيات إيجابية وأخرى سلبية تبدو لك واضحة في كثير من المواقف أو مجرد النظر إليها.
صنّف الفلاسفة وعلماء النفس شخصيات البشر بما يزيد على ستين شخصية، لكن أكثرهم في من يعيش بيننا هي الشخصية
النرجسية، القهرية، الاضطهادية، الطاغية، الإكتئابية ..
والأشّد فتكاً لمن يقع في دائرتها وتجتمع فيها كل الموبقات وهي الشخصية النرجسية التي كتب عنها# فرويد# وقام بتحليلها وهي نرسيس.
أما سوفوكليس اليوناني فقد كتب المسرحية التراجيدية# أوديب ملكا#
أو# أوديب الطاغية# وعقدة أوديب وعقدة أليكترا المثلث الأوديبي.
حين اجتاح الطاعون المدينة وساد الدمار والفوضى وامتلأت الأرض بالجثث. وأن سبب الطاعون هو نتيجة ذنب أحد الآلهة ولم يتم القبض على القاتل.
فأتى الملك بعرّاف أعمى البصر وليس البصيرة ، قائلا للملك “أنت نفسك المجرم الذي تبحث عنه”.
المعنى السيكولوجي: نمط من أنماط البشر اللذين يعيشون بيننا…ينسون من حولهم لشدة غرورهم وتركيزهم على ذواتهم
والخلل في الحفاظ على علاقات طبيعية مع الآخر، غير مستعدين لفهم مشاعر وأحاسيس غيرهم، يريدون سماع المديح والإعجاب ولا يستطيع التعامل إلا مع أمثاله ومتدني التعامل مع الآخرين ….
هم يبحثون دوما عن المثالية في آبائهم أو أمهاتهم من حيث المركز والعطاء.
هذه العبرة من موت #نرسيس الأنا#هي رمزية الفناء، فزهرة النرجس تنمو في الصباح وتذبل ليلاً…إنها رمز للإنسان الذي مصيره الذبول والموت…..
لا تسمح بدخول الإحباط والكآبة عندما يعترض سلامك هذه النماذج والعلاقات إلى حياتك واعلم أنها نعمة إلهية، وتأكد أن ما من شخص يدخل حياتك إلا لسبب ورسالة .
داخلك يوجد حقول عميقة لا تشعر بها لتتحرر وترتقي… لا تتذمر ما عليك سوى التجاوز والصبر وأطلق العنان لطاقتك كل صباح وأرسل ترددات مليئة بالحب، دع بيتك مغموراً بالهدوء عطّر أجواء غرفتك ولا تبحث على من يحبك كن أنت الحب يفتح الله لك أبواباً…..
فمن سبب لك الأذى النفسي لا توجه له أي مشاعر سلبية ابتعد وأرسل له كل الحب وتقبل الظروف الصعبة وتجاوزها بإحتضانك لها وهكذا تبقى متصلا بالمصدر بكنزك الحقيقي داخلك.
“أحسنوا استقبال الود والحب فالصديق المحب كنز ثمين في زمن الأنا”
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=29493