spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

د. زياد علوش ـ كيف سترد المقاومة على تفجيرات (البيجر) وأخواتها في لبنان

مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش نحو 3 آلاف...

الدكتور ياسر النعواشي ـ تحدّيات تربية الأبناء في المهجر

مجلة عرب أستراليا ـ  بقلم الدكتور ياسر النعواشي واحدةٌ من...

كارين عبد النور _ لورين بطلة من لبنان: تهميشٌ بالأمس… تكريمٌ اليوم!

مجلة عرب أسترالياـ لورين بطلة من لبنان: تهميشٌ بالأمس…...

أ.د . عماد شبلاق ـ “الجوّال “…. الذي فتك بصاحبه!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د . عماد وليد شبلاق...

الدكتور طلال أبــو غزالــــة رئيـــساً للمجمع العربي الدولي للابتكار وعمّان مقراً له

مجلة عرب أسترالياـ  الدكتور طلال أبــو غزالــــة رئيـــساً للمجمع العربي...

د. زياد علوش ـ كيف سترد المقاومة على تفجيرات (البيجر) وأخواتها في لبنان

مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش

نحو 3 آلاف جهاز اتصال(البيجر)، معظمها من طراز “إيه بي 924”. احدث طراز طلبه “حزب الله اللبناني” من تايوان لعناصره، فجرتها إسرائيل عن بعد بما يعتقد أنهم من القوى العاملة لدى الحزب في وضح النهار وفي أماكن مختلفة من لبنان وقد طالت الأراضي السورية وسط المدنيين والتي أدت بالفعل إلى استشهاد وإصابة العديد منهم، وأشارت إحصاءات لبنانية رسمية إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين جراء انفجارات الموجة الأولى.

يُرجح أن جهتان في اسرائيل تقفان خلف الجريمة هما جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) والجيش”.  من جهته حمل حزب الله اللبناني إسرائيل المسؤولية،

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أفادت نقلا عن مسؤولين أميركيين وآخرين لم تسمهم، قولهم إن أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت “صنعتها شركة غولد أبولو التايوانية وفخختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان”.

يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا، والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر “حزب الله” إلى امتلاك هذه الأجهزة.

أبرز التفسيرات أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر “حزب الله”. وفعلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل إسرائيل، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز، مما يؤدي إلى انفجارها.

كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” نظرية أخرى، حيث قالت نقلا عن شركة “لوبك إنترناشيونال” الأمنية إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو على الأرجح برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها.

المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة تزن حوالي أونصة إلى اثنتين. الهجوم بدأ الساعة 3:30 عصرا بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة في البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات “حزب الله”، ثم بدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة.

وزير الدفاع اللبناني السابق يعقوب الصراف استبعد أن يكون تفجير جهاز الاتصال المحمول (البيجر) خرقاً سيبرانياً، مشيراً إلى أنه “مقتنعٌ بأنّ هذا النوع من المعدات لديه شيفرة مرمزة من قبل صانعها، لضمان إمكانية تفجيرها بموجب مفتاح معلوماتي يدعى (Back door) يسمح للمُصنع بالولوج وإعطاء التعليمات لتفجير الجهاز”، مؤكدًا أن “على لبنان أن يتقدم بشكوى أممية مستقلة بهذه الجريمة التي يمكن أن تصنف في دائرة الاغتيال الجماعي”.

وأضاف “إننا أمام أكبر جريمة تحصل، فهي تستهدف من يمسك الجهاز سواء كان مدنيا أو حزبيا أو مقاوما أو رجلا سياسيا أو دبلوماسيا أو حتى عسكريا، وفي الجيش اللبناني، من هنا على لبنان أن يتقدم بشكوى أممية مستقلة بهذه الجريمة التي يمكن أن تصنف في دائرة الاغتيال الجماعي”.

وأضاف: “أستنتج مما أعلاه أن العدو قد أُعطي هذه الشيفرة واستعملها لاقتراف جريمته المروعة هذه  وقد يكون هناك أكثر من جهاز، لكننا أمام مصنّع واحد، مع الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون ضمن خاصية الأجهزة ما يدعه يحترق أو ينفجر في حال أرسل إليه الأمر”. وأوضح: “يكفي أن تنفجر الأجهزة كلها في نفس الوقت، ما يعني أن لا خرق للجهاز نفسه، بل خرق للنظام الذي يشغل كامل الأجهزة؛ وبالتالي هناك أمر مركزي وليس موضعياً، ولو كان موضعياً لكانت انفجرت على فترات متتالية، بحيث إنه لا يمكن الاتصال بألف جهاز مثلاً في الوقت نفسه، لكن يمكن الاتصال بالشبكة الأساسية التي تعطي الأمر لجميع الأجهزة بأن تنفجر أو تنقطع أو غير ذلك”.

وتابع الصراف: “أنا مقتنعٌ بأنه للتمكن من الدخول إلى النظام الأساسي يجب أن تكون هناك علاقة مع المشغل الأساسي، من هنا اقتناعي بأن ما حصل ليس هجوماً سيبرانياً، والعدو الإسرائيلي كان لديه حق الولوج إلى هذا النظام، وبكل الأحوال التحقيقات والأيام ستظهر إذا كانت هذه الأجهزة تابعة لشركة واحدة أو أكثر، والخوف يبقى على المدنيين الذين يحملون البيجر من الشركة نفسها، إذ إنهم سيكونون مهددين، علماً أنّ ذلك لا يعني أن كل حاملي البيجر مهددون”.

يبدو أن موجة التفجير الثانية ضاعفت الاستنتاجات المراد منها بث الذعر والتأثير في الواقع اللبناني العام لا سيما حاضنة المقاومة بقصد نزع المبادرة من حزب الله طالما شكلت الحرب النفسية العامل الأبرز بين الطرفين والتي اتقنها السيد نصر الله

بالتأكيد ليست خطورة الجريمة التي وصفت بجريمة الحرب في التفاصيل التقنية مع تطور الثورة التقنية والتكنولوجية والقدرة التي تتمتع بها اسرائيل وحلفاؤها والتي سجلت نصراً تكتيكياً مهماً ومباغتاً على حزب الله، بل في القرار السياسي الذي اعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية، في الدلالات فإن نتنياهو ما لم يكن أرغم على الاستعجال باستعمال الاختراق الصدمة المعد للضربة الكبرى الأولى يحاول الهروب إلى الأمام لاستعادة معادلة الشمال لإعادة المستوطينين باستفزاز محور المقاومة منذ مدة طويلة بهدف استدراجها للحرب الشاملة من البوابة اللبنانية التي تتورط فيها واشنطن بشكل مباشر، ما يغري تل ابيب بالاستمرار هو تواضع الردود السابقة على تخطي اسرائيل الخطوط الحمراء واحداً تلو الآخر وتوالي استدراج عروض التهدئة في ايران وتكرار التصريحات بأن جبهة المقاومة لا تريد للحرب أن تتوسع، لكن العملية الأخيرة زادت من احراجات طهران وبيروت وصنعاء وبغداد، وبالتالي يبدو ان نتنياهو ربما قد نجح في استدراج المنطقة للسيناريو الأسوأ، على أن حزب الله اللبناني تحديداً ليس باللقمة السائغة ولديه حساسية كبيرة تجاه استهداف بيئته وهو بالتأكيد ملزم بتخطي الردود النمطية فهل يستطيع ذلك وكيف في إطار الحرب السيبرانية الجديدة وهل يقتصر الأمر على تتبع اسرائيل خطوط التوريد لأجهزة اتصالات المقاومة أم لا زالت اللعبة الدموية المميتة في بداياتها نسبة لما حدث ويحدث في غزة ولدى اللاعبين المزيد من المفاجئات وإنه رغم الفوارق التقنية الشاسعة فإن القدر يمنح الضعفاء حق الدفاع عن النفس ووسائلها البسيطة في صراع الارادات؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن السؤال الكبير.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=39072

ذات صلة

spot_img