مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. ريـاض جـنـزرلي
لا لــن أغـضِـــبَـه
تـأتي وتَـسـألُـني
مـن كـلِّ نـاحـيـةٍ
كـيـفَ الهـــدوءُ؟
وكـيـف تـسـكـتُ غـاضِـبَـةْ؟
هـيّـا أجِـبْـني..
فـإنّ الـصـمـتَ يـقـتُـلُـني
لا تَـبـتـسمْ.
فـأنـا أحـبّ الـحـقّ دونَ مُـوارَبَـةْ
أغـتــاظُ.. أصــرخُ.. أرتعـــشْ
وأراكَ تُـنـصِـتُ هـادئــاً
مــن دونِ ردٍّ.. أو جـــوابٍ
أو تــثـورَ لِـمَـثْـلَــبَـةْ
أو أنْ تُـداوي جُــرحَ أُنْـثى
مُـتْـعَــبَـةْ
مِـن أيـن يـأتـيــكَ الـهـــدوءُ؟
وإنـنـي
أغـتـاظُ مـن كَـرْبٍ..
ومِـن ظَـرْفٍ.. ومِـن ظُـلـمٍ.. ومِـن
كُـلِّ الأمـورِ الـمُـرعِـبَـة؟
أغـتـاظُ مـن نـفـسي وأشْـعُــرُ أنـنـا
نحـيـا بـدُنـيـا
تـافـهـةْ.. ومُـعَـذّبــةْ،
مـا عُـدتُ أعــرِفُ
أنَّ صَـمـتَـكَ حِـكـمـةٌ..
أم غـايــةٌ مُـتـقـلَــبَـةْ
مـاذا أقـــولُ؟
أفي هُـدوئِـكَ ثــورتي
وتَـساؤلـي.؟
أم أنّـني …؟؟؟
إنّي لـنـفـسيَ قـائـلـةْ..
ومُـخـاطِـبَـةْ
وأقـولُ ذا عـنْ تَـجْـرِبــةْ!
* * * *
فـأجـابـهــا:
لا تـسـألي..
لا تـسألي يا كلَّ قـلـبيَ إنـني
آلـيــتُ أنّـي لـــنْ أنـاقــشَــكِ
وأنـتِ مُـغـاضِـبَـةْ
أو أنْ أكــونَ أنــا
رغـمَ الـظـروف –
لـرُوحِ قـلـبيَ مُـوجِـعــاً
ومُـسَـبِّـبـاً في جَـلْـبَــبَـةْ
كـلُّ الأمـورِ الـتي.. تَحكِـيْـنَهـا
صـارتْ لـديَّ مُـحَـبَّـبَـةْ
حـتى وإنْ..
قــد كـنـتِ أنـتِ الـمُـذنِـبـةْ
هــذا فـأنـتِ مُـقَــرَّبَــةْ
وإلى الـفُـؤادِ مُـحـبَّـبَـةْ
إنّي رأيـتُ الـعـمـرَ أقـصَـرَ
مِـن حـيـاةٍ ذاهِـبــةْ
أو مِــن قـضــايـــا مُـرعِــبَـةْ
ما لي أغـاضِـبُ مَـن هَـوِيـتُ
ومَـن أراهــا صـائِـبَـــةْ
هـل يَـغـضَـبُ الـروضُ
مِن شَـــتْـوٍ لِأرضٍ مُـجْـــدِبَـــةْ
أو يَـغـضـــبُ الأَيْــــكُ
مِــن ريــحٍ
جاءت تُـلـقِّـحُ زهـرَهُ مُـتَـطـيّـبَـهْ
– حـتى وإن كـانـت عـواصـفَ مُـتْـرَبَـةْ –
هـا صـوتُـكِ الـمكْـلـومُ يُـنْـبي
عـن جِــراحٍ مُـلـهَـبَــةْ
ما لي أَرَى – يـا نـورَ قـلـبيَ – أنـجُـمـاً
تَـهْـوي فـيَـرقُـصُ خـافِـقـي
كَـنَـاهِـمٍ في مـأدُبـةْ
إني عَـقَــدْتُ الـعَــزمَ بـالـعـهــد الـذي
قـد كان مـنّي:
مـا فـعـلـتِ وتـفـعَـلـيـن فإنّـني
إن طـالَ عـمــري الـعُـمـرَ..
أَنْ لا أُغْـضِـبَـه.
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=38540