spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

خلدون زين الدين ــ قادة أحزابهم مُحرَجون وطردُهُم إشكالي… هؤلاء هم “المشاغبون الألمان”

مجلة عرب أستراليا سيدني- قادة أحزابهم مُحرَجون وطردُهُم إشكالي… هؤلاء هم “المشاغبون الألمان”

الصحافي خلدون زين الدين
الصحافي خلدون زين الدين

بقلم الكاتب خلدون زين الدين 

 

في السياسة راهناً، كلما تحدّثنا عن “المشاغبة”، ظَهَر أمامنا دونالد ترامب مبتسماً. جدليةً تبدو العلاقة بين هذا وذاك. حتى في ألمانيا، ثمة ما يذكرنا بالمشُاغب الأميركي، مع فارق أن من هم من أبناء القارة العجوز، لم يتولوا رئاسة بلادهم بعد. من يعلم ربما لاحقاً.

 

مناسبة الحديث هذا، تزايُدُ التقارير الألمانية عن أحزاب تضم أعضاء بارزين يتصرفون بطريقة مبالغ فيها لاستمالة الرأي العام، أو أقله شريحة معينة منه. ظهورهم الإعلامي مثير للجدل، تصريحاتهم حمّالة أوجه، مفاعيلها قد لا تقتصر على إحراج قادتهم، وبرغم ذلك لا تتخلص أحزابهم منهم!!

طريقة تصرّف هؤلاء الساسة المشاغبين، كما يوصفون، غير مألوفة. عفويتهم “مسيئة”، بحيث يُقال إنها “تنتهك العرف الاجتماعي في ألمانيا”. هو واقع مفروض، يبدو معه قادة الأحزاب الألمانية الرئيسة أمام معضلة “تُشبه بشكل ساخر أسطورة الطبيب الألماني فاوست، مَنْ باع روحه للشيطان مقابل المعرفة الدنيوية والمتعة”. القصد بذلك، أن زعماء الأحزاب بين خيارين: إما طرد هؤلاء المثيرين للجدل أو الاستفادة من شعبيتهم. وحتى إذا رغبوا في طردهم، فمن المحتمل أن يواجهوا الكثير من العقبات القانونية.

هانز – غيورغ ماسن

قبل أسبوع، اقترح هانز – غيورغ ماسن، الرئيس السابق للمكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية في ألمانيا) في مقابلة صحافية، أن يتم فحص خلفيات الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام العامة في ألمانيا، لأنه لاحظ توجهاً يسارياً في برنامج “تاغيسشاو” الإخباري الشهير للقناة الألمانية الأولى “ARD” الألمانية. تصريح الرجل أثار حالة غضب ودعوات الى إقالته. بعد أيام على تصريحه المثير للجدل، غرّد ماسن على “تويتر” كاتباً: يجب ألا يكون هناك فحص للآراء الشخصية للصحافيين.

هانز – غيورغ ماسن، وهو الآن مرشح حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU) في الانتخابات التشريعية المقبلة في أيلول (سبتمبر) عن ولاية تورينغن، غالباً ما يُطلق تصريحات مسيئة ومثيرة للجدل، تكون محور اهتمام وسائل الإعلام لأيام عدة، يحظى عن طريقها بتغطية إعلامية، وبعد ذلك، يحاول التراجع عن تصريحاته جزئياً، إذ يؤكد أنه دائماً ما يُساء فهمه.

زعماء حزب الاتحاد المسيحي CDU، تعرضوا في غير مناسبة لضغوط لإقالة ماسن، آخرها حين وصف سياسات ألمانيا بشأن أزمة التغير المناخي بأنها إحدى علامات الغطرسة التاريخية الشبيهة بالحربين العالميتين الأولى والثانية، قائلاً: “لقد حاولنا في السابق إنقاذ العالم مرتين، لكن الأمور سارت على نحو خاطئ كل مرة”. برغم ذلك، دافع زعيم الحزب أرمين لاشيت عن قرار الحزب ترشيح ماسن لدخول البرلمان عن ولاية تورينغن.

مسار ماسن الاستفزازي، سبق أن قاد وزيرَ الداخلية هورست زيهوفر فجأة لإقالته من منصبه بعد موجة غضب عقب تشكيكه العلني بصحة مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، يظهر تعرض مهاجرين للضرب في شوارع مدينة كيمنتس الألمانية. أراد زيهوفر بداية نقل ماسن إلى منصب آخر في وزارة الداخلية، لكن في النهاية، ونتيجة الضغط العام، أقاله من منصبه.

سارة فاغنكنيشت

أكثر من أي شخصية قيادية أخرى في حزب اليسار، حظيت سارة فاغنكنيشت بشهرة واسعة نتيجة ظهورها المتكرر على الشاشات وفي البرامج الحوارية. ظهورها المتكرر ومعاركها مع الأعضاء الآخرين في حزبها بسبب نهجها اليساري الخاص رسمت دوائر كثيرة من الجدل حولها. فبخلاف أعضاء حزبها، ترى هي أن فتح الحدود للمهاجرين يساعد فقط الشركات الكبرى في الاستفادة من العمالة ذات الأجور المنخفضة، بما ينسجم وخطاب حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي. وأخيراً، أصدرت سارة كتاباً لها تحت عنوان “The Self-Righteous” رأى مراقبون أنه ليس سوى محاولة متعمدة لإغراء اليساريين الليبراليين.

…وفي النهاية، وبرغم إثارتها الجدل، تم اختيارها مرشحة رئيسة للحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة في أيلول (سبتمبر) عن ولاية شمال الراين ويستفاليا.

بوريس بالمر

مذ تولى منصبه عمدة مدينة توبنغن عام 2007، اكتسب بوريس بالمر سمعة في ألمانيا باعتباره إحدى الشخصيات المثيرة للمشكلات والجدل داخل حزب الخضر. الرجل أثار ضجة كبيرة خلال أزمة اللاجئين عام 2015، عندما دعا إلى القيام بعمليات ترحيل أكثر وإغلاق حدود بلدان الاتحاد الأوروبي من قبل الجيش وتوسيع ما يعرف بـ”البلدان التي تُصنف بلداناً آمنة”.

وأخيراً، أثار بالمر حالة من الجدل والغضب خلال أزمة جائحة كورونا بدعوته إلى تخفيف القيود والاعتماد على مناعة القطيع. وفي نيسان (أبريل) عام 2020، قال في برنامج تلفزيوني ما حرفيته: “أقولها بطريقة فظة، ربما لن نستطيع إنقاذ الأشخاص الذين سيموتون في نصف عام على أي حال في ألمانيا، وذلك بسبب تقدمهم في السن أو إصابتهم بأمراض سابقة”.

تصريحات بالمر في غير مناسبة عرضته لانتقادات حادة، واستدعت دعوات الى طرده، خصوصاً مع تعليقاته الموصوفة بالعنصرية والمبتذلة على مواقع التواصل الاجتماعي… لكن قيادة الحزب عارضت بداية طرده، وحاولت النأي بنفسها عن تصريحاته، قبل أن تضطر للسير بإجراءات طرده هذا العام.

بيورن هوكه

تماماً كغيره من الساسة الألمان الموصوفين بالمشاغبين، وجّهت انتقادات عديدة الى “بيورن هوكه”، أكثر الشخصيات شهرة في حزب البديل الشعبوي، على خلفية آراء عنصرية عبّر عنها خلال أزمة اللاجئين عام 2015. هو قال إن “الأوروبيين والأفارقة طوروا عادات وراثية مختلفة يمكن في نهاية المطاف أن تهدد السكان “الأصليين” في أوروبا إذا سمح باستمرار الهجرة”.

في تصريح آخر قال: “الوقت حان لتبدأ ألمانيا استعادة “رجولتها المفقودة” بدلاً من إحياء ذكرى ضحايا النازية”. مثل هذه التصريحات رأى فيها الباحثون محاولة لإحياء الأفكار النازية. تصريحات هوكه، دفعت رئيسة حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي آنذاك فراوكه بيتري إلى القول إنه أصبح عبئاً على كاهل الحزب.

…أيضاً وأيضاً، فشلت محاولات قيادة حزب “البديل من أجل ألمانيا” في التخلص من هوكه.

تيلو زاراتسين

خلال توليه منصب وزير المالية في ولاية برلين، أظهر تيلو زاراتسين مؤشرات تدل الى ابتعاده عن الأعراف والتقاليد المعتدلة لليسار. زاراتسين يُعدّ السياسيَ الوحيد في قائمة “السياسيين المشاغبين” ممن يتمتع بنفوذ سياسي حقيقي.

تصريحات عديدة له أثارت الجدل، الأبرز سُجّل عام 2010 يومَ نشرَ كتاباً حقق مبيعات كبيرة حمل اسم “ألمانيا تلغي نفسها”، كتب فيه أن “الازدهار المستقبلي في ألمانيا مهدد بسبب التحول الديموغرافي الناجم عن انخفاض معدل المواليد وتدفق المهاجرين الفقراء وغير المتعلمين من الأتراك والعرب”. الكتاب هذا أثار ضجة في الإعلام الألماني، وتعرض زاراتسين لكثير الانتقادات من أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلا أنه رفض ترك الحزب طواعية، ما جعل الحزب يدخل في معارك داخلية، فيما تعرض هو للتهميش علناً، قبل إطاحته في تموز (يوليو) 2020 بعد معركة قانونية طويلة.

…بين خيار طرد الأعضاء المشاغبين، أو “تجاهل” تصريحاتهم المثيرة للجدل لغايات على صلة بشعبية الحزب هذا أو ذاك، يقف قادة الأحزاب الألمانية الرئيسة في الوسط. وحدها كرة ثلج الانتقادات متى كبرت أمكن لها تنحية “الساسة المشاغبين” جانباً وإن بعد عناء. القصة تتكرر في غير مناسبة. التاريخ يشهد، والحاضر يحكي الكثير.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=17616

 

ذات صلة

spot_img