spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

خلدون زين الدين- بلينكن حلّق فوق السّودان واكتفى… أين السّفير؟

مجلة عرب استراليا سيدني- بلينكن حلّق فوق السّودان واكتفى… أين السّفير؟ بقلم الكاتب خلدون زين الدين النهار العربي

الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين
الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين

قبل خمسة عشر عاماً، اعتمد قادة السودان المتحاربون على أميركا قوة عظمى وحيدة، للمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية الطويلة. اليوم تكاد تكون على الهامش، مجرد لاعب بين لاعبين كبار. في ما جرى أخيراً ويجري دليل على ذلك.
يوم سيطر الفريق أول عبد الفتاح البرهان على السلطة وعزل الحكومة الانتقالية، “كانت واشنطن على الهامش”، تكتب “الفورين بوليسي”. انحرف نظر الولايات المتحدة إلى إثيوبيا، وعايشت انقساماً بشأن الطريقة الواجب التعامل فيها مع الأزمة السودانية والرد على الجنرالات.

الخلاف بين أهم مسؤولين في إدارة بايدن حول فرض العقوبات على جنرالات الخرطوم هنا، أدى إلى منازلة دبلوماسية عقدت الجهود لتشكيل إستراتيجية يمكن من خلالها حل الأزمة السياسية، وقد مضى عليها أشهر.

الانقسام الأميركي الداخلي هو بالتحديد بين المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان من يحبذ فرض العقوبات ومولي في مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية من تُفضّل الطريقة التصالحية مع قادة السودان العسكريين. يقول دبلوماسيون إن الإشكاليات بينهما حُلّت أخيراً، وقرار البرهان الإفراج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وإعادته إلى منصبه، وإن بسلطة أقل، وضع مسألة العقوبات جانباً ولو في الوقت الحالي.

أين أميركا؟

الأزمة السودانية تفتح نافذة على الدبلوماسية الأميركية الفوضوية والمندفعة أحياناً، بحسب المجلة الأميركية. توازياً، وبينما “لحظة القوة العظمى الوحيدة تتلاشى، تجد قوى إقليمية جديدة ودول ثرية مثل دول الخليج ومصر وروسيا والصين طرقاً للتأثير في أفريقيا (…)”.

لم يهتم جنرالات السودان بمغادرة المبعوث الأميركي البلاد عندما أعلنوا عن انقلابهم. قادة الانقلاب أمروا بقمع المتظاهرين، وبعد يوم واحد من زيارة “في” الخرطوم. الحكومة السودانية لم تستشر واشنطن عندما أعلن حمدوك قبوله الاتفاق مع الجيش، وعاد إلى منصبه رئيساً للوزراء. بالنسبة الى المحللين السودانيين، غياب أميركا مرتبط بغياب الإستراتيجية المتماسكة، وهو ما أدى الى ازدياد الشعور بانسحاب الدبلوماسية الأميركية، وفتح المجال للقوى الإقليمية الأخرى.

علاقات متقلّبة

بين الولايات المتحدة والسودان علاقات متقلبة. نستعيد هنا قرار الرئيس بيل كلينتون ضرب مصنع الشفاء للأدوية، بناءً على “أدلة واهية وهي تصنيعه غاز أعصاب”. العلاقات وصلت إلى درجة متدنية في التسعينات، عندما استقبل السودان تنظيم “القاعدة” وزعيمه أسامة بن لادن. وبعد هجمات 9/11، خشي الرئيس في حينه عمر البشير من رد الفعل الأميركي، فعرض توسيع التعاون الأمني مع واشنطن. الأخيرة ساعدت وقتذاك على وقف حرب أهلية استمرت 22 عاماً وقُتل فيها مليونا شخص.

أين السّفير؟

روبرت زوليك، من كان مساعداً لوزير الخارجية وقاد الجهود الأميركية للتأكد من تطبيق اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005، قال إن هناك غياباً واضحاً للسفير الأميركي في الخرطوم، “فبعد عقود من التوتر، وافقت واشنطن على استئناف العلاقات بعد ثورة 2019، ولكنها لم ترسل بعد سفيراً، إذ تعتمد على الدبلوماسي براين شوكان لإدارة السفارة كقائم بالأعمال. ولم يعين الرئيس السابق دونالد ترامب أبداً سفيراً، ومضى عام على بايدن ولم يرشح بعد سفيراً، كما ترك المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث منصبه. هناك توقعات بترشيح جون غودفي، المسؤول في مكافحة الإرهاب، وهو ما لم يحدث (…)”.

حلّق فوق السّودان

الشهر الماضي جال أنطوني بلينكن في أفريقيا. بدأ جولته من كينيا، وغيّب السودان عن أجندته. كاميرون هدسون، المسؤول السابق في “سي آي إيه” والخبير في شؤون أفريقيا سأل: “هل كان (السودان) يستحق زيارة وزير الخارجية؟ نعم”. أضاف: “دعونا ننظر إلى اللحظات المهمة في العلاقات الأميركية – السودانية. ذهب كولين باول إلى هناك، وكذا كوندوليزا رايس ومايك بومبيو وجون كيري، بينما قرر بلينكن التحليق فوق السودان وحسب، وفي مرحلة حرجة”.

روسيا… وبورتسودان

يحضر اللاعبيون الدوليون والإقليميون بقوة في المشهد السوداني. يتنافسون، يستثمرون ويحسنون ملء الفراغ الأميركي. رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان صرح حديثاً حول القاعدة البحرية الروسية في السودان. قال إن الملف قيد الدرس، وإن العلاقات مع روسيا قوية.

الصحافي والمحلل السياسي السوداني محمد الأسباط تحدث الى “النهار العربي” من باريس معلقاً على الملف هذا، فقال إن “الصراع الروسي الأميركي على البحر الأحمر لم يحسم بعد، لا سيما بعد ثورة كانون الأول (ديسمبر) 2018 التي عرقلت تفاهمات بين الرئيس المخلوع عمر البشير والقيادة الروسية”.

تابع قائلاً إنه “منذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تحاول روسيا العودة إلى محادثات مع قادة الانقلاب، إلا أنها تصطدم بمواقف الشارع الرافضة (للانقلاب)، إضافة إلى الضغط الأميركي على حلفاء الانقلابيين، ما يجعل من احتمال عودة سريعة لبناء قاعدة روسية في بورتسودان أمراً صعباً ومعقداً (…)”.

حضور عربي.. ومصر قصّة مختلفة

في السودان تحضر استثمارات خليجية في الزراعة والأمن من أجل منع إيران استخدامه كمركز لها. وفي السنوات الماضية، شارك سودانيون في الحرب ضد الحوثيين في اليمن. وفي ليبيا أرسلت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو أو حميدتي مقاتلين للقتال مع خليفة حفتر.

مصر هنا تلعب دوراً مهماً، وبخاصة عبر وجودها الأمني الواسع. أشارت فورين بولسي إلى أن مسؤولاً عمل مع حمدوك قال إن “المصريين هم من يتخذون القرارات”. الرجل أضاف: “لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بقدر من التأثير مع حلفائها مثل إسرائيل ودول الخليج، ولكن مصر هي قصة مختلفة”.

… وصول قوى جديدة إلى السودان وتراجع التأثير الأميركي “هما نتاج عقد من غياب الاهتمام الدبلوماسي”. “نعم هناك فراغ أميركي ـ يقول المراقبون ـ لكنّ هناك كذلك تنافساً بين القادمين الجدد وهم يلعبون دوراً أكبر يستحق المتابعة”.

المصدر: النهار العربي

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=20708

ذات صلة

spot_img