مجله عرب استراليا – سدني – بشير صوالحه -الناشط السياسي والاجتماعي في سيدني
هاجر من فلسطين إلى أستراليا في نهاية الثمانينات وأدت حرب الخليج إلى تخليه عن حلم تعلم الطيران والانطلاق في عالم السياسة الأسترالية.لا يغيب اسم الفلسطيني الأسترالي بشير صوالحة عن أي فاعلية لحزب الخضر في مدينة سيدني. الرجل الذي ينحدر من مدينة نابلس حمل على عاتقه إيصال رسالة الحزب إلى الجالية العربية.
كان صوالحة أول مرشح لحزب الخضر على مقعد Lakemba في عام 2003، كما أسس فروع للحزب في Canterbury وAuburn وBankstown.ساهم صوالحة أيضا في تأسيس الغرفة التجارية في Lakemba من أجل الاهتمام بالمصالح المحلية وتيسير الأمور مع الشرطة والحكومة المحلية.
وصل صوالحة إلى مدينة سيدني في الخامس والعشرين من أكتوبر تشرين الأول عام 1989 في يوم لا ينساه: “كنت أتمنى أن أسافر إلى أستراليا منذ أن كان عمري 15 عاما، حيث كنا ندرس عنها في الجغرافيا.”وقال صوالحة “كان لدي خال في أستراليا، لكن لم يكن لدينا أي اتصال به.”
كان بشير يدرس التربية وعلم النفس في جامعة الخليل عندما اندلعت الانتفاضة الأولى في 1987: “بعد الانتفاضة قررت أن أترك البلد وأذهب إلى أي مكان، فقدمت على أستراليا لآتي هنا لدراسة اللغة.”وأضاف “كنت محظوظا، حيث أتاني القبول، وجاءت التأشيرة أن أسافر إلى أستراليا، فحزمت حقائبي وسافرت في اليوم التالي.”
أدرك صوالحة أنه وصل إلى بلد مختلف للغاية منذ اللحظة التي وطأت قدماه أرض مدينة سيدني: “كان الجو في فلسطين شتاء، وعندما وصلت إلى هنا كان الجو حارا.”وأضاف “حدث لي موقف مضحك في المطار، حيث حاولت الركوب مكان سائق التاكسي، لأن الطرق في بلادنا مختلفة.”
ذهب صوالحة إلى بيت خاله حيث استقبله حتى استطاع الاستقلال بمعيشته: “كنت محظوظا لأنني وجدت عملا في مستشفى سيدني، وبدأت الدراسة في معهد للغات تابع لجامعة نيو ساوث ويلز.”
حاول صوالحة تعلم الطيران لتحقيق حلم الطفولة: “تعرفت من خلال العمل على صاحب لي يدرس الطيران، وقد كان حلمي في الطفولة أن أصبح طيارا.”وأضاف “سألته عن الطريقة، فقال إنه أمر بسيط للغاية، أولا عمل دراسة في TAFE، ثم الالتحاق بدراسة الطيران، وهذا ما فعلته بالفعل.”
ولكن مع اندلاع حرب الخليج في عام 1991 ارتفعت أسعار الوقود في أستراليا بشكل تعذر معه استكمال الدراسة: “كنت قد أنجزت 20 إلى 30 ساعة طيران، وكنا ندفع 120 دولارا في الساعة، بعد الحرب أصبحت كلفة الساعة 250 دولارا.”
وأضاف “في نفس الوقت، لكي أنهي الدراسة يجب أن أقوم بنحو 500 ساعة من الطيران لكي أصبح طيارا مؤهلا.”ودع صوالحة حلمه القديم، واستمر في العمل بالمستشفى والعمل بدوام جزئي في مكتب البريد، كما قام بعدد من الوظائف الأخرى.
اضطر صوالحة بعد عامين ونصف للعودة إلى فلسطين، بسبب مرض الوالدة ورغبته في وداعها: “ذهبت إلى جامعة الخليل مرة أخرى، حيث قال لي اصدقائي إنني استطيع انهاء دراستي، وفي نفس الوقت قمت بفتح محل للملابس مع مكتب للديكور في نابلس، وأسميت المحل بوتيك سيدني.”
تعرف صوالحة على زوجته في فلسطين، ثم تزوج وأمضى شهرا هناك، قبل أن يعود مرة أخرى إلى سيدني.وقال صوالحة “ما لاحظته في أستراليا أنها بلد الخير، والإنسان الذي يقصدها ناويا هدفا معينا، ويجتهد لتحقيقه، فإنه ينجح في ذلك.”
وأضاف “لكن الهجرة لها معاناة أيضا، أتذكر في إحدى المرات أني مرضت وقضيت يومين أو ثلاثة لا يسأل عني أحد، وكنت أذهب إلى الحمام زحفا.”
واعتبر صوالحة ان الانخراط في السياسة كان طبيعيا بالنسبة له، لأنه فلسطيني وقد عاصر الانتفاضة الأولى أيضا: “أنا أحب السياسة، وبسبب نشأتنا أصبحنا نحب السياسة من أجل الدفاع عن حقوقنا.”
انخرط صوالحة في حزب العمال في بداية التسعينات: “أثناء وجودي في الحزب بدأت اسمع عن حزب الخضر، وقد كان حزبا جديدا في هذا الوقت، وجذبني إليه دفاعه عن البيئة والعدالة الاجتماعية، فانضممت إليه وأصبحت ناشطا به.”
نقلا عن sbs arabic 24
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=12610