spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

الكاتب هاني الترك: هل يتكرر الكساد العالمي الكبير

مجلة عرب أسترالي- سيدني-لم يشهد العالم أزمة صحية واقتصادية مثل التي يشهدها الآن منذ حوالي مئة عام.. وذلك في فترة الكساد الكبير The Great Depression الذي حدث في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي.

فالعالم الآن يمر في هوة الركود الاقتصادي Recession .. وقد يتحول الى كساد.. والركود يعني الآن إرتفاع معدل البطالة وديون متفاقمة وتدمير الثروة وعدم الأمان المالي وثقافة الاعتماد على الحكومة والتوتر النفسي.

وقال احد الرواد العالميين في الاقتصاد هامش دوغلاس انه قد يقع العالم في مخالب الكساد.. مثلما حدث في فترة الكساد الكبير.

فما الذي حدث في الكساد الكبير مع ملاحظة انه لو وقعنا في انياب الكساد الكبير فلن نشابه ما حدث في فترة الكساد الكبير.. ولكن سوف تكون ظروفه ومجابهته تختلف عما حدث في الثلاثينات.. والذي يحدث مدى وقوع العالم في هوة الكساد الكبير هو مدى إيجاد المصل او علاج لفيروس كورونا.

فلنستعرض هنا ما الذي حدث في ذلك الزمن..

في تاريخ 29 تشرين الاول/ اكتوبر من عام 1929 هبطت فجأة أسعار الاسهم في سوق بورصة نيويورك.. وانتقلت الاخبار الى العالم ومنها سيدني.. وحدث ما يعرف في التاريخ بالكساد الكبير.. فقد وصلت أسعار البضائع والسلع الى درجة منخفضة وارتفع معدل البطالة حتى بلغ ثلث القوى العاملة.. وأصيبت الاسواق العالمية بالكساد.. ومر العالم بأزمة اقتصادية ومعيشية خانقة.. كان الناس ينامون في الشوارع وفي مخيمات.. لم يكن يوجد البنى التحتية للضمان الاجتماعي كما هو الوضع الحالي.

فقد اجتاح الفقر العالم والمجاعة عضت بأنيابها الحادة على معظم الناس.. وكانت مواد التموين توزع دورياً مثل السكر والحليب والدقيق.. كانت وجبة الخبر مع البيض والزبدة نادرة واللحوم عزيزة.. كان الاطفال يطعمون قبل اطعام الافواه الجائعة من الراشدين.. فكان المواطنون يصطفون في الطوابير للحصول على قسيمة الاكل في السيركولار كي، ويسيرون الى محطة قطار السنترال من اجل الحصول على المواد الغذائية والعودة الى منازلهم.

تقلص حجم الاقتصاد ولم يتمكن المستأجرون من دفع قسيمة إيجار المنازل .. وكانوا يطردون الى الشوارع.. وبدأ النسل يزداد إذ ان الجنس هو متعة الفقراء.. كان الناس يظنون ان سبب الكساد العالمي هو النظام الرأسمالي بإنهيار سوق البورصة وإنخفاض سعر الاسهم.. واعتقدوا انه يجب التحول الى الاشتراكية او الشيوعية.. مع ان الكساد العالمي داهم الدول الشيوعية والاشتراكية ايضاً.

لم يعرف الاقتصاديون اسباب الكساد الكبير بالضبط اذ ان علم الاقتصاد ليس علماً دقيقاً مثل الرياضيات.. ولكنه علم تقديري مثل باقي العلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية.. ومع ان النظام الرأسمالي ليس هو النظام الامثل في العالم.. ولكنه بدون شك افضل من النظام الشيوعي والاشتراكي.

هذه لمحة بسيطة عما حدث في فترة الكساد الكبير.. وقد عُرضت تفاصيل تلك الفترة بالصور والرسومات في المعرض الكبير في متحف سيدني منذ عدة سنوات.. وفي نهاية المعرض تمكن الزائرون كتابة ملاحظاتهم وكذلك الاساتذة لتعريف التلاميذ الذين زاروا المعرض بالظروف الحياتية الصعبة التي مر بها اجدادهم. وقد كتب احد الزوار قصة والده وقت الكساد الكبير حيث اخبر ليلة بلوغه سن التاسع عشر انه سوف يُفصل من وظيفته بسبب بلوغه سن الرشد لان مرتب الراشدين كان اعلى من القاصرين.. وحتى يوفر صاحب العمل المال ويستمر في وظيفته فقد أبقى على عمره رسمياً 17 عاماً.

فان العالم يمر الآن بفترة ركود اقتصادي عميق.. ولم تبلغ الى درجة الكساد الاقتصادي بعد.. ونتمنى الا يحدث الكساد الاقتصادي.. مع ان هذا يتوقف على مدى توصل العلماء الى القضاء على الشيطان المسخوط فيروس كورونا.

رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=7907

أ / هاني الترك

ذات صلة

spot_img