spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- ترامب الأسترالي

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دونالد ترامب هو...

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

الفلسفة والمجتمع ثنائية متلازمة..بقلم الدكتورة عقيلة دبيشي

إعداد الدكتورة عقيلة دبيشي ،أستاذة  الفلسفة السياسة بجامعة باريس

مجلة عرب استراليا ـ سيدني- الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان؛ فيستطيع الإنسان بدراسة الفلسفة، أن يوضح جوانب الغموض في مُعتقداته، فيدفعه ذلك إلى التفكير في المسائل الأساسية، ويصبح قادرا على دراسة آراء الفلاسفة القدامى، لكي يفهم لماذا فكروا على النحو الذي فكروا فيه، وأي أثر يمكن لأفكارهم أن تحدثه في حياته. كما أن العديد من الناس يجدون متعة في قراءة آثار كبار الفلاسفة خصوصًا كبار الكتاب منهم.

وللفلسفة تأثير كبير في حياتنا اليومية، وحتى في اللغة التي نتحدث بها نصنف الأمور تصنيفا مستمدًا من الفلسفة، فعلى سبيل المثال فإن تصنيف الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، يتضمن فكرة فلسفية مفادها أنه يوجد اختلاف بين الكلمات وما يحدث لها. وما من مؤسسة اجتماعية إلا وهي مرتكزة على أفكار فلسفية، سواء في مجال التشريع أو نظام الحكم أو الدين أو الأسرة أو الزواج أو الصناعة أو المهنة أو التربية. وإن الخلافات الفلسفية قد أدت إلى الإطاحة بالحكومات وإحداث تغييرات جذرية في القوانين وتحويل الأنظمة الاقتصادية بالكامل. إن تلك التغييرات ما كانت لتقع إلا لأن الناس المعنيين بالأمر كانت لهم آراء يؤمنون بها حول ما يعتبرون أنه الأهم والأقرب إلى الحقيقة والواقع والأكثر فائدة، وحول الكيفية التي يجب أن تنظم بها الحياة.

توجد علاقة قوية بين الفلسفة والتربية؛ حيث اهتمّ العديد من الفلاسفة خلال العصور القديمة والوسطى والحديثة بدراسة الفلسفة في بداية حياتهم، ومن ثمّ يكملون دراستهم في فلسفة التربيّة، فقال الفيلسوف سقراط أنّ التربية والفلسفة يُشكّلان مظهران يختلفان عن بعضهما لموضوع واحد؛ حيث يُشكّل أحدهما الفلسفة الخاصة بالحياة، أمّا الآخر يوضّح أسلوب تطبيق الفلسفة ضمن شؤون وأحوال الحياة، كما تُمثّل الفلسفة المجهود المُفسّرَ للقضايا النظرية والفكرية، بينما تُمثّل التربية البيئة العلميّة التي تُترجِمُ القضايا إلى عدّة مهارات وعادات واتّجاهات. وهي بذلك لا تنفك عن المجتمع وبنيته وقضاياه.

في العصر اليوناني مثلا لعبت أفكار سقراط دورا هاما في تغيير المجتمع الأثيني و معتقداته، و حرك المياه الراكدة، وأحدث ثورة فكرية تنويرية من خلال أرائه الفلسفية، حاور الناس في الطرقات و الاسواق و الشوارع، و استخدم منهج التهكم و التوليد و حاور السوفسطائين و أظهر جهلهم، ودعا إلي الفضيلة والمعرفة. كما أرسي قيم خالدة، ومات في سبيل مبادئه، و أطلق عليه احكم الناس في عصره.

وكذلك أفلاطون في محاورته الشهيرة الجمهورية، كانت أرائه الفلسفية بمثابة القوة الدافعة في تغيير الكثير من الأفكار في عصره،لما تحمله من رؤي نقدية و أفكار جريئة، أخذ بها مفكري السياسة فيما بعد عن علاقة الحاكم بالمحكومين، و تقسيم طبقات المجتمع، و عن دور الحاكم الفيلسوف في الدولة وأنه يجب أن يكون علي رأس السلطة، و هذا لما للفلسفة من أهمية في المجتمع، و لما يتميز به الفيلسوف من قدرات عقلية و مواهب ذهنية، و قدرة الفيلسوف علي تشخيص مشكلات عصره، و كذلك قدرته علي صياغة حلول لهذه المشكلات.لم يكن الفلاسفة والفلسفة يوما ما بعيدة عن المجتمع و مشكلاته، بل الفيلسوف يعيش هذه المشكلات و يشخصه، و يضع الحلول لها. بل لا نجافي الحقيقة بالقول أن نهضة أي امة تتوقف علي ما فيه من فلاسفة، إذا أردت أن تبحث عن تقدم الأمم ابحث عن عدد الفلاسفة.

شروط عديدة تغرب الفكر الفلسفي وتدفع للتشاؤم من مضامينه، وما يمكن أن يخدم به المجتمع الذي يرتبط جدليا بتراكمات الوعي الإنساني في الزمان والمكان. حقيقة تدفع إلى نبش مقومات النزعة الإنسانية في الفلسفة وكشف تمفصلاتها، ليس على مستوى الفكر فقط، بل أيضا على مستوى الممارسة والتطبيق، إذ أنه من الميسر توجيه الذهن وبسط سيطرته على موضوعات العالم، لكن من الصعوبة بمكان توجيه السلوك، أو لنقل تحويل الأفكار إلى أفعال بالنظر إلى عنف الإيديولوجيا وخطابات اليوتوبيا التي هيمنت على مناهج كثيرة من ثقافة القرون السابقة.

إن البعد الاجتماعي للفلسفة يعكس كل ما تدين به الممارسة الفلسفية للشروط الاجتماعية، وهي علاقة لا تنكشف إلا من خلال العودة إلى تاريخ الأنساق الفلسفية والبحث فيها عما يؤكد جدلية الربط بين الفكرة والسياقات المنتجة لها، حيث يتضح اتصال الفيلسوف بواقعه الاجتماعي، يتأثر بهموم قومه ويتغذى على الأوضاع الصعبة التي يعيشونها. لكن ما يتم تسجيله في هذا المستوى هو سوء الفهم الذي حصل بين الفيلسوف ومجتمعه.

اهمية الفلسفة للمجتمع:

1-  تزود الفلسفة المجتمع بأصول ومبادئ وغايات النظام الاجتماعي الذي يحكمه ويحكم الحياة الاجتماعية فيه.

2-  تزود المجتمع بأصول ومبادئ وغايات النظام التربوي أي فلسفة التربية في المجتمع.

3-  تستمد المنظومة التربوية التي تتكون من الأسرة والمدرسة والمجتمع مادتها ومناهجها وغاياتها ومبادئها وأهدافها من فلسفة المجتمع وفلسفة حياته عامة.

4-  تقوم بدور التنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع من خلال تربية الطفل وتثقيف الفرد باستمرار  فيـعي الفرد وجوده الذاتـي والاجتماعي معـاً.

5-  تُـعرّف الفرد في وطنه على الأصول الفلسفية للثوابت الوطنية.

6- تقوم بتوعية الافراد  والمتعلمين خصوصا  بحقوقهم وواجباتهم في المجتمع خاصة واجبات المواطنة وتنظم المجتمع.

7- تمكن الفرد من التكيف والمساهمة الفعّـالة في تغيير المجتمع، لأن أي تغيير في المجتمع مبني على أسس فلسفية.

8- تمكّـن الفرد من الحرص على تمثل قيم ونظام المجتمع دون إعاقة المبادرة إلى النقد وإلى التجديد باستمرار.

وبالإضافة لكل ما تقدم يمكن القول انه لا يمكن ان يكون هناك مجتمع او يئة معيشية دون فلسفة ما ، لان الفلسفة تعني التفكير والنظام والانتظام، وتفسير الأشياء والظواهر، فهي بمثابة الوقود والحركة لديمومة العيش.

الهوامش

1  حنا عيسى،  الفلسفة واهميتها للفرد والمجتمع،   https://pulpit.alwatanvoice.com

2 ظ:  د. ميمونة مناصرية، فلسفة التربية، الجزائر: جامعة محمد خيضر – بسكرة، صفحة 4، 5، 9، 10.

3  عماد الدين ابراهيم عبد الرازق ، الفلسفة و المجتمع،

https://elaph.com/amp/Web/opinion/2015/3/989543.html

4 ظ المصدر مفسه.

5- https://m.hespress.com/opinions/240471.html

6-  ظ: المصدر نفسه.

7- عماد الدين ابراهيم عبد الرازق ، الفلسفة و المجتمع، https://elaph.com/amp/Web/opinion/2015/3/989543.html

رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=4107

الدكتورة عقيلة دبيشي

ذات صلة

spot_img