spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

أنطوان القزي – الرحالة اليافاوي هاني الترك

مجله عرب استراليا سدني – الرحالة اليافاوي هاني الترك : من يافا الى غزة ومصر وسوريا والأردن والكويت مرورا بيوغوسلافيا وبلغاريا وصولا الى أستراليا

بقلم  أنطوان القزي .

مدیره « الصهيوني » كان وراء تركه وظيفته في نيو كاستل .

 

ولد هاني الترك في مدينة يافا الفلسطينية يوم الأحد في 25 شباط فبراير سنة 1945 وهو الولد البكر لوالديه مانويل نقولا الترك وفدوى ميخائيل الحن . وله شقيقان و هما موریس ومازن وأربع شقيقات وهن : جولييت وأليس ولوريس ومارسيل . سنة 1948 حصلت النكبة وكان هاني في الثالثة من عمره . فنزحت العائلة الى غزة وهناك استقرت حيث تابع هاني دروسه الإبتدائية والثانوية قبل أن ينتقل الى مصر سنة 1962 لمتابعة دروسه الجامعية .. التحق هاني أولا بجامعة القاهرة – كلية التجارة وسرعان ما انتقل الى جامعة عين شمس في القاهرة مفضلا دراسة الفلسفة على التجارة والمحاسبة ، ومنها تخرج مجازة في الفلسفة بتقدير سنة ١٩٦٩ .

وفي القاهرة تعرف هاني على الثقافة العربية وتعلم على يد كبار المفكرين مثل الدكتور فؤاد زکریا والدكتور عبد الرحمن بدوي وسواهما . وعندما أنهى هاني دراسته الجامعية ، أراد مغادرة مصر وكانت العودة الى غزة مستحيلة خاصة بعد نكسة سنة 1967 واحتلال اسرائيل للقطاع ، وكان لا بد من التفتيش عن بلد يهاجر اليه ويستقر فيه . كان لهاني صديق في الأردن من آل اللبابيدي وهو الذي أرسل اليه مبلغ من المال ثمن البطاقة سفر الى سوريا لأنه لا يستطيع دخول الأردن . وفي سوريا حصل على بطاقة عضوية من منظمة التحرير الفلسطينية من مركز المنظمة في سوريا .

وبعد أيام انتقل من سوريا الى الأردن بطريقة غير شرعية حيث أمضى شهرا في عمان ولم يتمكن من الحصول على جواز سفر أردني ، لذلك قرر مع صديقه أكرم اللبابيدي السفر الى أوروبا رغم عدم وجود مال لديهما . قصدا سوريا أولا ، ثم تركيا ، ومن هناك وصلا الى يوغوسلافيا عن طريق الأوتوستوب وكانا ينامان في الشوارع والحدائق العامة واستمرت الرحلة شهرا وبعد نفاذ النقود لديهما ، قصد هاني مطعمأ اسمه برلين في صوفيا عاصمة بلغاريا وهناك تعرف الى بائعة هوى قادته الى شخصين لبنانيين أعاداه بسيارتهما المرسيدس الى الحدود، السورية الأردنية وبقي صديقه في بلغاريا .

واللبناني الذي أوصله الى الحدود الأردنية أعطاه مبلغا من المال ليتدبر أمره ، ويقول هاني : ما زلت أذكره بالخير حتى اليوم » . ومن هناك انطلق ثانية الى العاصمة عمان حيث عمل في مصنع بلاستيك بانتظار تأشيرة دخول الى الكويت حيث كان ابن عمته الموجود طلب له تأشيرة دخول للإلتحاق به . في هذه الأثناء من سنة 1969 تسلم هاني رسالة من السفارة الأسترالية في القاهرة تفيده بأنه قبل للهجرة الى أستراليا ، وهو كان قد تقدم بطلب الهجرة أثناء وجوده في القاهرة .

غادر هاني الى الكويت بعد أيام من عمله في مصنع البلاستيك بواسطة باص عن طريق البر وفي الباص التقى رجلا فرنسيا اسمه جون ،ولأن هاني لا يجيد لغة الرجل رسم له على ورقة أنه يريد الذهاب الى استراليا بعد الكويت ، وفي منطقة ( هتش فور ) بين الأردن والعراق ، شك بعض الركاب هو جاسوس وأن هاني ايضا جاسوس ويتعامل معه ويرسم له على الورقة خرائط لمناطق عسكرية ، ولأنهم جاهلون حاصروا هاني وضيقوا عليه ونزعوا منه الورقة ، الى أن فقد الوعي ، ولما صحا وجد الرجل الفرنسي يغطيه ببطانية.

 

واقتيد هاني من قبل الجنود العراقيين الى قاعدتهم العسكرية ورغم أنه أبرز لهم بطاقة انتمائه الى منظمة التحرير ، طمشوا عينيه وهناك عذبوه وأحرقوه بالكي لتخويفه وراحوا يسألونه عن أنواع الأسلحة وهو لا يعرف عنها شيئا. بقي هاني يومين بلا شراب أو طعام وفي اليوم الثالث أوقفوه أمام جدار واعتقد أنهم يريدون إعدامه ، فتمالك نفسه وجاءته الشجاعة ، فسحب كتابين من جيبه : الأول الكتاب المقدس والثاني عن حياة سيغموند فرويد . وفتح الكتاب المقدس وراح يتأمل في صورة لأخوته كان وضعها فيه وهو الذي لم يرهم منذ سنة 1962 ، ولأن قمة الخوف ، يقول هاني ، قد تجعلك تمتلك قمة الشجاعة قال للجنود الذين كانوا يحيطون به ويحققون معه : قبل أن تعدموني اسمعوا كلمة الله ، ورسم اشارة الصليب على وجهه وقرأ لهم آية من الإنجيل وهم يصغون إليه .

 

وبعد دقائق ، جاءت سيارة عسكرية من الأردن تابعة لمنظمة الصاعقة وأقلته ثانية الى عمان وهناك أطلقوا سراحه . وسافر الى الكويت بعدما أرسل له من هناك ابن عمته موریس منصور بطاقة سفر لدى وصوله الي الكويت دخل هاني الى المستشفي كي يتعالج من الإنهيار العصبي الذي تعرض له أثناء التحقيق . ثم حصل على عمل في الخطوط الجوية الكويتية . قسم الشحن عمل فيه لفترة ستة أشهر ذهب أثناءها الى السفارة البريطانية في الكويت التي كانت تقوم مقام السفارة الأسترالية و أراهم الرسالة التي تسلمها من السفارة الأسترالية في القاهرة وحصل على تأشيرة دخول الى أستراليا . وصل هاني الترك الى أستراليا في شهر نوفمبر تشرين الثاني سنة 1970 .

في الفترة الأولى أقام عند ابنة عمه ليندا في منطقة كابرامانا في كاراج المنزل لفترة أربعة أشهر كان يعمل خلالها في معمل لقطع السيارات ، تم انتقل للإقامة مع عائلة فلسطينية أردنية من آل جهشان مقابل إيجار لنحو ثلاثة أشهر .

وهناك تعرف الى زوجته اليزابيت التي كانت تقوم مع والدها منصور يواكيم بزيارة آل جهشان ، وفي اليوم التالي ، اتصل بوالدها وقال له أنه يريد زيارته لشرب فنجان قهوة ، وفي اليوم التالي زاره وأعلمه أنه معجب بابنته اليزابیت ، ثم انتقل هاني واقام في منزل جدي اليزابت ( اليصابات وزوجها فرانس يواكيم ) وبقي هناك ثلاثة أشهر ، بعدها تزوج من اليزابيت وانتقلا للعيش في منطقة « كروز نیست حيث راح هاني يعمل ستة أيام في الاسبوع 12 ساعة يومية في مصنع للمطاط .

وكان يتعلم اللغة الانكليزية بعد أوقات العمل بعد خمسة أشهر تقدم للدراسة في قسم المكتبات في جامعة نيوساوث ويلز وبعد التخرج حصل على وظيفة مكتبة في نيوکاستل ، وكان المدير المسؤول كما يصفه هاني « صهيونيا » عمل طرد هاني بعدما قال له أنه سيمنع أية فرصة له للعمل دوائر الحكومة وذلك بسبب حصول خلاف بينهما .

وبعد تسعة أشهر في نيو كاستل إنتقل الى سيدني بواسطة جار له إسكتلندي في نیو کاسل وهو كان سكيرتير الجامعة فيها ، فاتصل برئيس الموظفين في سيدني وأخبرهم الحقيقة وقصة التحامل على هاني . وإنتقل هاني الى سيدني للعمل في المحكمة العليا مسؤولا عن فهرسة القضايا والكتب والتشريعات لنحو 15 سنة وطيلة هذه الفترة كان هاني يكتب في جريدة « النهار » الأسترالية مقالة إسبوعية تحت عنوان استراليات كما وضع كتاب « الفلسيطنيون في استراليا » .

وكان هاني حصل سنة 1984 على ماجيستير بقسم المكتبات من جامعة نيو ساوث ويلز ودرس البحث القانوني في جامعة سيدني . وكان لفترة ثلاث سنوات مديرة المكتبة وزير الإدعاء العام في الولاية سنة 2000 تقاعد هاني الترك وعمل في « التلغراف » العربية متابعة كتابة عموده الأسبوع استراليات ، ولا يزال هاني يعمل للتلغراف حتى اليوم ويمدها بالأخبار الأسترالية اليومية حصل هاني على العديد من الجوائز التقديرية ومنها وسام الملكة OAM للعام 2010 وعشرات الجوائز والشهادات التقديرية لديه أربعة صبيان : مانويل ، مارك ، جورج وجوزيف . وهو يعيش حالياً مع زوجته إليزابيث في نورث بارامانا .

رابط مختصرhttps://arabsaustralia.com/?p=13534

 

ذات صلة

spot_img