spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الدكتور خالد العزي- بوتشا تخفق أحلام بوتين …

مجلة عرب أستراليا سيدني- بوتشا تخفق أحلام بوتين …

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد ممدوح العزي

خدع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي كل المتابعين والمراقبين بعدم نيته غزو أوكرانيا، لكن كل هذه الوعود تبددت، حيث كانت صادمة بتاريخ 24 شباط – فبراير من العام الحالي، عندما حرك جيشه في عملية عسكرية واسعة ضد أوكرانيا لاحتلالها وتقويض الحكم فيها، من خلال فتح خمس جبهات عسكرية ضدها لفرض شروطه التي لا تزال  تستخدم في خطاب القوات الروسية والدبلوماسية والإعلام. استسلام كييف وانتزاع سلاحها وتنظيفها من الفاشيين هو الهدف من الحملة التي يقوم بها الروس، وهي لا تختلف في طبيعتها عن المتطرفين الأوكران، لأن القومية الروسية أشد تطرفا وضيقا من باقي القوميات، وخاصة لدى الشعوب التي تحلم بإعادة أمجاد الامبراطوريات، والروس منهم.  فهي تعاني من مرض العودة إلى السلف الصالح، أي “العرق السلافي “، وتحقيق حلم الامبراطورية القيصرية، “لأن إسقاط أوكرانيا حتما سيحقق السيطرة على القوقاز ومولدافيا ووسط آسيا، لإعادة الامبراطورية بقوة الحديد والنار.

فإذا توقفنا أمام الحملة الإعلامية التي قادها الكرملين، بأنه يرفض اقتراب الناتو من حدوده، حيث يعتبر هذا التمدد تهديدا لأمنه القومي، في حين أنه يتعايش مع الناتو في ألاسكا ودول البلطيق والشمال. لكن إذا نظرنا جيدا إلى مضمون النظام الداخلي للناتو فستضعف أطروحة البروباغندا التي يختبئ خلفها بوتين لتحقيق حلمه الامبراطوري.

يستقبل الناتو أي طلب للانضمام إليه، ولكنه لا يعطي الموافقة السريعة، لذلك نرى بأن الناتو لم يعط وعودا لأوكرانيا بالانضمام. وبوتين يعلم جيدا بأن أي انضمام لدولة جديدة يلزم عليها أن تسلك مسارا طويلا للحصول على العضوية، ما بين  10 و 15 سنة، وعليها أن تطبق كل توصيات الناتو. وهنا توجد فقرة مهمة بالنص، أي بالنظام الداخلي للحلف، بأن كل دولة ترغب في الدخول إلى الناتو، يجب أن لا تحمل مشاكل داخلية أو خارجية يحمل الناتو أوزارها، بالإضافة إلى التحديث الذي يجب اتباعه في البنى التحتية وفي القوانين. وطبعا أوكرانيا لم يكن لها هذا الحظ، بل كانت تطالب بالدخول للوصول إلى حماية عسكرية من عنجهية بوتين. بالنهاية، لكل دولة حق تقديم طلب الانضمام، وعلى الناتو أن يرد إيجابيا أو سلبيا، وهذا لايختلف مع القانون الدولي، لكنها روسيا.. قناصة حظوظ.

وبظل الخلاف الأوروبي، وضعف الإدارة الحالية، تم السطو على أوكرانيا تحت الشعارات التي وقعت أسيرة لها… وإذا اطلعنا على مسار الحقبات السياسة الروسية – البوتينية، فإن الحملات العسكرية التي شنها، كانت حملات مصيرية، ترتبط بمستقبله السياسي واستمراره في القيادة، من خلال خلق حروب وهمية مفتعلة. فمنذ توليه السلطة في العام 1999 كانت الحملة ضد الشيشان، وتدمير مدينة غروزني. وفي العام 2008 كانت الحملة العسكرية “ذات الأنياب” ضد جورجيا. وفي العام 2014 ضد القرم والدونباس، وفي العام 2022 الحملة الاستعراضية التدميرية التي يشنها ضد أوكرانيا وشعبها وثقافتها وأرضها، كما حل السيناريو السوري في العام 2015، حيث تم تدمير المدن السورية وتهجير أهلها دفاعا عن الديكتاتور.

من هنا يتساءل المراقبون والمتابعون للأحداث في أوكرانيا:

  • هل سيتحقق هذا السيناريو السوداوي، بالنسبة لروسيا بالسيطرة على أوكرانيا ودق أبواب الغرب وفرض قوتها التخريبية على العالم؟
  • أم سيتم تقسيم أوكرانيا إلى شرقية وغربية؟
  • أم سيكون هناك حل سياسي بشكل آخر؟
  • أم أن هناك سيناريو آخر… ومن سيكون الرابح والخاسر؟

أعتقد أن هناك الكثير من السيناريوهات، ولكن الأوكران طرحوا من خلال الخطاب الأخير لرئيسهم زيلنسكي، بالنسبة  للتفاوضن الذي وضع النقاط على الحروف، بأن أي اتفاق قادم لن يتم إذا لم تتم انسحابات روسية. وأي تغيير يجب أن يكون عن طريق الاستفتاء، ويجب أن يكون افرقاء ضامنين للاتفاق…

لذلك أعتقد أن كل سيناريو بات محبطا بالنسبة لروسيا، لأنها فشلت في تحقيق السيناريو الأول، الذي استخدمته في بداية المعركة، انطلاقا من السيطرة الكاملة، حيث تم استخدام مخطط تجربة الناتو في صربيا…

السيناريو الثاني الذي يعمل عليه الكرملين هو السيناريو السوري، إسقاط المدن ومحاصرة السكان، من أجل الضغط على الدولة بالاستسلام…

السيناريو الثالث سيناريو تقسيم الشرق والغرب، لوضع فيتو في أي قرارات مصيرية، ويشبه ما جرى في البوسنة، ولكن كم يبدو هذا السيناريو فاشلا، لأن الناس لم تخرج بالكارديورات الآمنة إلى بيلاروسيا وروسيا…

يبقى السيناريو الأوحد، وهو قضم مناطق في الجنوب وتأمين إقامة جمهورية نوفا روسيا…

هناك سيناريو يشبه العام 2014، إقامة منطقة مجمدة كما حال قبل الاختلاف الداخلي…

السيناريو الأخير، هو الذي سيلي تدمير المدن وتهجير الناس، كما حال السيناريو السوري.

ولكن كل السيناريوهات يحددها تطور العملية العسكرية على الأرض، لأن العسكر هم من يفرض المعادلة، وبالتالي الذهاب لإطالة أمد المعركة… لمدة ثلاثة شهور. عندها تتضح أمور التفاوض التي لن تحقق أهداف روسيا.

طبعا، إن فشل كل التوجهات والحجج التي أطلقها بوتين في غزوه لأوكرانيا، سيدفعه للتراجع في شرق كييف، والتوجه نحو الجنوب في الدونباس لتحقيق انتصار يستخدمه في عملية التفاوض. لقد بات واضحا بأن روسيا تتعثر في غزوها لأوكرانيا، وأضحى مأزقها يتسع في السهوب الأوكرانية، مما دفع الروس للتركيز على تحقيق النصر في شرقي أوكرانيا مع بداية مايو- أيار المقبل، وأنها ستعدل استراتيجيتها الحربية للتركيز على السيطرة على إقليم دونباس ومناطق أخرى في الشرق. وهذا النصر بإمكانه مساعدة الرئيس بوتين في أن يضع نصب عينيه تاريخ التاسع من أيار- ماي القادم (ذكرى عيد النصر في روسيا) للاحتفال بانتصار من نوع ما في هذه الحرب. لأن الحرب مستمرة، وعلى الرئيس بوتين أن يستعد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا كما جرى في الشيشان.

لكن مجازر كل من أربين وبوتشا وغستوامل في ضواحي كييف، تشير لمجازر مروعة ارتكبت في تلك المنطقتين بحق المدنيين الأوكرانيين من قبل الروس، سوف تغير طبيعة الحملة، وربما ستضع حدا نهائيا لطموحات بوتين.

بالرغم من مسارعة الكرملين في نفي مسؤولية جيشه عن تلك المجازر التي قدرت حتى اللحظة بحوالي 450 قتيل، بين نساء وأطفال وشيوخ، إلا أن ردود الفعل الدولية الشاجبة والداعية إلى محاكمة المرتكبين، كونها تقع تحت أحكام البند الثامن من اتفاقية جنيف لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ألقت بظلالها على التطورات المتسارعة. فيما اعتبر انسحاب الجيش الروسي من ضواحي كييف انتصارا يسجل للأوكرانيين.

لقد أطل على الإعلام العالمي الرئيس الأوكراني فولوديمير زلنسكي بتاريخ  3-4-2022، ليعلن عن ارتكاب الجيش الروسي أبشع المجازر في ضواحي كييف قبل انسحابه، ما أثار عاصفة من ردود الفعل الدولية الغربية، تراوحت بين الإدانة والمطالبة بمحاكمات قضائية، لاعتبار ما جرى جرائم حرب موصوفة في القانون الدولي، وبين من دعا إلى المزيد من العقوبات على الرئيس بوتين وحاشيته.

لذلك، لابد من القول إن أي سيناريو قد يتم تنفيذه من قبل الدولة الروسية لم يعد مهما بالنسبة للسياسة الدولية الجديدة، التي وضعت روسيا تحت عقوبات ثقيلة وطويلة، وأخذتها إلى حقل الاستنزاف المادي والبشري طويل الأمد، والأيام القادمة ستزيح مزيدا من ركام الثلوج عن الكثير من السياسات الحربية الروسية في مناطق أوكرانية أخرى، قد تعزل  الروس وتفشل خططهم التوسعية.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22825

ذات صلة

spot_img