spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الدكتور خالد العزي- المستنقع الأوكراني يُهدّد هيبة “القيصر”

مجلة عرب أستراليا سيدني- المستنقع الأوكراني يُهدّد هيبة “القيصر”

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد العزي  

تتصاعد الأزمة الأوكرانية في ظل التوتر الناري السائد على الرغم من محاولة التفاوض التي حصلت بين الطرفين والتي لم تشر إلى أي معطيات جدية، فيما العالم لم يعد ينظر إلى مطالب بوتين، الذي يبررها بطروحات مختلفة. إنما باتت النظرة إلى أن تصرف موسكو الإجرامي الناتج عن غزوها أراضي دولة مستقلة في الأمم المتحدة، خرق للنظام العالمي الذي بات يعتبره بوتين فاشلاً وقديماً، بحيث تشير تصرفات روسيا بأنها محاولة لتغيير النظام الجديد الذي فرض بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ستالين شريكاً في صناعة ذلك النظام.

منذ بدأت الأزمة لا يزال بوتين متمسكاً بشروطه التي باتت ثقيلة على روسيا نفسها ويحاول فرض أمر واقع بقوة السلاح بعدما رفض الغرب تلبية شروطه التي تهدد الأمن العالمي. هذه الشروط التي يطرحها بوتين لم يتم التوافق عليها في فترة الماراثون الديبلوماسي الأخيرة، ما دفعه إلى الذهاب نحو السلاح الذي ليس مبرراً، سوى في تفكيره التاريخي، لان العملية العسكرية التي يشنها الجيش الروسي ضد أوكرانيا هي عملية واضحة لاستعادة أراضي الدولة القيصرية التي خسرتها روسيا، حيث بات واضحاً من خطاب بوتين المتلفز بأنه يريد تصحيح أخطاء لينين وستالين، وهو يقوم بعملية تأديب لسلوك قادة أوكرانيا وشعبها لإقامة نظام فيها يحرك من موسكو.

أوروبا الغاضبة من تصرفات بوتين التي تهددها مباشرة عبر الحقل الأوكراني، الذي بات يدفع الثمن غاليا في الدفاع عن أوروبا وقيمها الإنسانية والحرية والديموقراطية التي ترى فيها موسكو تهديدا لتغيير نظامها السياسي في حال استمرت الحياة الديموقراطية التي نشأت في كييف، بالرغم من الأخطاء الكثيرة التي لا يمكن إحصاؤها. لكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة السير نحو محاصرة روسيا والوقوف بوجه تصرفاتها غير المسؤولة التي يُمارسها قيصرها.

إن الطريقة الروسية المستخدمة في إعادة الاعتبار لدورها المفقود تعتبر مستفزة للغرب ومهينة له، ما دفع ألمانيا وفرنسا أصحاب المواقف اللينة مع روسيا والتي سمّيت بالمتخاذلة، إلى اتخاذ مواقف متشددة والإصرار على تسليح كييف بسلاح متطور جداً. بالطبع الغرب بات يعلم أن التخاذل مجدداً والصمت عن أفعال بوتين سيطرق أبوابه عاجلاً أم آجلاً، وبحسب المثل الروسي «الشهية تأتي وقت الطعام».

لا بد من القول إن صمود أوكرانيا انعكس ايجابياً على العالم بحيث باتت صورة زيلينسكي المتواضع الصامد الشجاع في أرضه والمدافع عن بلده، مقابل صورة بوتين الغازي القاتل المحتل المتغطرس. وبذلك، فان صمود الشعب والجيش الأوكرانيَيْن في الدفاع عن أرضهما أجبرت قادة العالم على السير في المواجهة غير المباشرة مع روسيا.

ولعبت الفيديوات والتقارير التي تنتشر في كافة الوسائل العالمية دوراً ايجابياً، إذ أظهرت البطولات التي سطرها الأوكران في الدفاع عن مدنهم في كييف وخاركوف وأوديسا وماريوبول وغيرها… وفي الدفاع عن المطارات، خصوصا مطار أنطونوف العسكري، حيث أبيدت الفرقة المظلية الشيشانية وقتل الجنرال الشيشاني محمد توشين.

باتت القوات الغربية التي تسيطر على الأجواء في دول الناتو، تقوم بإعطاء الإرشادات لجنرالات الجيش الأوكراني وتحدد لهم الأهداف وتزوّدهم بالسلاح والصواريخ. واكتشفت الاستخبارات الأميركية المخطط منذ البداية، على الرغم من نكران روسيا المستمر، وبدا أن حلف الناتو يتباطأ في المواجهة في البداية وبوتين يستعرض العضلات، لكن المعادلة انقلبت وبات الروس يتلقون الردود الميدانية في أوكرانيا، والناتو يستعيد زمام المبادرة لوجستيا ويضغط ديبلوماسياً وسياسياً.

لا شك أن الحرب قذرة وتستخدم فيها كل الوسائل لتحقيق الأهداف التي رسمت لها، لكن لنترك كل الأحاديث والأخبار والتحاليل القريبة من هذا الطرف أو ذاك جانباً، فالمسألة معقدة جدا، إذ إن هناك حرباً بدأت تخاض بطرق غير عادية مهمتها رسم خريطة جيوسياسية جديدة في أوروبا والخروج من النظام العالمي السابق، وهذا ما أكده بوتين في خطاباته وتعليقاته التي عبّر فيها عن وجهة نظر مرتبطة بعملية التغيير.

فالحرب ما هي إلا سلاح القوة الخشنة التي تحاول روسيا فرضها على العالم بعد أن فشلت الديبلوماسية وطرقها، لان موسكو لا تستطيع خوض حرب ناعمة كونها لا تملك من الحوافز لتقديمه للآخرين من اجل لعب دور ريادي في أوروبا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يعطي بايدن بوتين ما رفض إعطاءه في أيام المفاوضات بقوة النار، خصوصا أن موسكو تحاول طرح فكرة الحوار المشروط وتدعو الرئيس الأوكراني إليه؟ لكن المفاوضات فتحت اطاراً آخر لاستمرار الحرب أكثر فأكثر لتحسين شروط التفاوض للطرفين. كما يبدو أن روسيا دخلت في مستنقع من الصعب أن تخرج منه متعافية في ظل هذه العقوبات والجو العلني المضاد ضدها وضد تصرفاتها.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الصين مؤهلة للعب دور الوساطة من أجل إخراج روسيا من الأزمة. كذلك، هناك تأثير للشارع الروسي والاعتراض الداخلي، بمن فيهم الأوليغارشيون، المؤثرون في محيطهم سياسياً واجتماعياً، إذ إن دورهم لا يقتصر على جمع الثروات المالية، بل بات يتحتّم عليهم لعب دور سياسي ضاغط ذات تأثير في المجتمع وليس سرقة الأموال وتكديسها في الخارج وعدم إغضاب النظام الحاكم.

رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=22211

ذات صلة

spot_img