spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الدكتور خالد العزي- الدلائل البصرية في الحرب ضد أوكرانيا: ماذا يعني حرف” Z ” ….

مجلة عرب أستراليا سيدني- الدلائل البصرية في الحرب ضد أوكرانيا: ماذا يعني حرف” Z “ ….

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد ممدوح العزي 

انتشرت صورة حرف” Z” زد الذي تحمله الآليات العسكرية الروسية على كل محطات التلفزة، حتى بات سيد الشاشات، وأصبحت صورته مجالا خصبا للدراسات التي تدعي الانتماء إلى علم الدلالة.

إنشغل الجميع بتفسير هذا الرمز وما يحمله من دلالات تدخل في إطار ثقافة السيمولوجيا أو علم الدلائل والرموز البصرية، وانطلاقا من قراءتي للعديد من التفسيرات ونشر الكميات الكبيرة من المعلومات غير الموفقة في تفسير الدليل البصري واستنادا لإقامتي المطولة في مدينة سانت بطرسبورغ، حيث أنهيت دراستي الجامعية وحملت منها عدة شهادات وانطلاقا من معرفتي بالثقافة الروسية والمكان والتاريخ الروسي، فإن فكرة ” Z ” تعود إلى كلمة زينيت Zenit” Зенит “، وهي كلمة مستخدمة منذ أيام القياصرة، حيث تم بناء المصانع تحت اسم زينيت وفي العهد السوفياتي ذاع اسم الكاميرا التي تحمل الاسم نفسه، التي خرجت للنور بأنواع متعددة في مصانع الأوبتيك في لينينغراد “سانت بطرسبورغ” ثم توقفت عن الإنتاج بعد انهيار المصانع.

وتعني زينيت “Zenit” ” Зенит حدة البصر وهو اسم سلسلة كاميرات مقاسها 35 ملم تم تصنيعها في الإتحاد السوفياتي السابق بين عامي 1948 و 1978، ومن بعدها تطورت الكاميرا لتظهر بشكل رشاش كلاشينكوف تمارس الرش في التصوير ولكنها توقفت، وحاول الروس إعادة تصنيعها مجددا، لكنهم فشلوا في عرضها بسب تطور الأسواق العالمية في مجال التطور التكنولوجي وتطور تقنية التصوير. وفي المدينة نفسها، كان هناك “استاد” رياضي لفريق المدينة المشهور “زينيت” الذي تأسس عام 1925 ولا يزال فاعلا في كرة القدم الروسية، ويقع الستاد في منطقة فاسيلي اوستروف على الضفة الاخرى من نهر النيفا.  أما الصواريخ الروسية زينيت “Зенит ” Zenit، فهي فخر الصناعة السوفياتية، إستخدمت بين 1976 وعام 1985 كمرحلة أولى من تصنيع قذائف “الإنرجيا”، وسمي آنذاك زينيت1، وفي مرحلة تطورية ثانية أصبح صاروخا محمولا.

وتم تصنيع صاروخ زينيت بصفة أساسية في أوكرانيا ولكن توقفت صناعته بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي، إلا أن بعض المحركات ما تزال تصنع في روسيا.

وتعني كلمة زينيت، نقطة على الكرة السماوية، تقع فوق رأس الراصد حسب تعريف آخر، وهو إتجاه يشير مباشرة إلى “أعلى” فوق موقع معين، أي إنه أحد اتجاهين عموديين متعامدين، مع المستوى الأفقي عند نقطة موضع المراقب. ويتم تعريف مفهوم “up” بشكل أكثر دقة في علم الفلك والجيوفيزياء والعلوم ذات الصلة.

ووفقا لهذا التعريف، فقد حمل الهجوم البوتيني على أوكرانيا الرمز z” ” للإشارة إلى أن زينيت ستكون صانعة إنتصارات الامبراطورية الروسية، والتي تشير إلى الكلمات التالية  التي تفسر ها  الدولة باستخدامها  للحرف ” Z” نسبة إلى الكلمة التي طرحتها  القيادة العاليا في العركة السياسية والعسكرية  وهي  من اجل النصر “ПобедуЗа

” والكلمة الثانية التي تحمل”  تعتبر  قوات الدفاع “V”выражение”Сила V  (в) правдеاما الكلمة الثالثة ” “المهمة ستنتهي ستنفذ”Ещеодна”V”значит”Задачабудетвыполнена” والتي جميعهم تحمل مفهوم  واحد لتوجهات بوتين الهادف لأسقط أوكرانيا.

لذلك فان إستخدم بوتين الحرف المذكور في حربه ضد الدولة المعتدى عليها والتي يعتبر وجودها خطأ تاريخي من لينين وستالين ويريد إصلاحه، وهي تعبير عن الغطرسة البوتنية بالنظر إلى الأعلى وإلى السماء تحديدا من خلال إختياره لرمز العملية حيث إختار لقواته الغازية هذا الحرف التاريخي.

والجدير بالذكر كل الصناعات المذكورة لـــ “زينيت تحمل الرمز الذي هو الحرف بالروسي  ” Z “وليس باللاتيني ولذلك يمكن تقسيم الدلالات إلى ثلاث أنواع وهي:

أولا:  دلالة عقلية، مثل دلالة الأثر على المؤثر، مثل دلالة حركة اليد على حركة الخاتم الموجود في أصبع منها.

ثانيا: دلالة طبيعية، مثل دلالة إرتفاع حرارة جسم الإنسان المؤشرة إلى المرض، ودلالة التقيؤ والإسهال الشديدين للدلالة على مرض معدي.

ثالثا: دلالة بصرية ، وهي دلالة شيء ما توافق عليه أفراد المجتمع على أن يكون دالا على معنى معين من خلال الإشارة إلى الرمز  ” Z “الذي  يشير للنصر .

وهذا المدلول الإصطلاحي مثل لوحة الصليب الأخضر يشير إلى وجود صيدلية. إن إنتاج الهوية البصرية هي جمع الصور والمعلومات الرسومية التي تعبّر عن هوية العلامة التجارية وتميزها عن غيرها. بمعنى آخر، تصف كل شيء يمكن للعملاء رؤيته فعليا، من الشعار إلى التصميم الداخلي للمتجر إلى أغلفة المنتجات وغيرها. فكل شيء تصممه يدل على هوية تلك العلامة.

من هنا نرى بأن التعبير البصري، يبنى على هذا العنصر من خلال الاستعانة بالمصممين سواء كانوا في عمل حر أو موظفين ويتمثل التعبير البصري في عدة أنواع منها تصميم شعار العلامة التجارية أو بطاقات العمل وقوالب النشر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.

إذن، فكرة الشعار الروسي التي إستخدمها الروس في حملتهم العسكرية على أوكرانيا ورسمه على الآليات المهاجمة على أراضي الدولة المعتدى عليها، هي خطة عسكرية تقوم بها موسكو لإحتلال أوكرانيا، حيث استخدم حرف “زد” ورسم على كل الآليات بشكل كبير ذات اللون الأبيض الفوسفوري، وحظي هذا الرسم بإهتمام جميع المحللين العسكرين وأصبح شغلهم الشاغل، حيث وضعوا الكثير من التفسيرات لإستخدام هذا الحرف الأبجدي في الروسية وحاولوا نسبه إلى عائلة الرئيس الاوكراني زيلنيسكي، وأعادوه إلى التعبير عن حجم العداء الذي يكنه بوتين له، لكن الحرف غائب عن الأبجدية الأوكرانية، بالرغم من كونهم من نفس اللغة السلافية لكن هناك بعض الإختلافات البسيطة فيما بينهما. بالنهاية الحرف بشكل عام يمثل رمز وهو عنصر أساسي يتفاعل معه الجمهور، ولتصميم الشعار قواعد ناظمة تساعد على إنتاج شعار متماسك ومتوازن.

والسيمائية أو السينماتيك هي مهمة إدراك المدلول للمصطلح في الحقل النقدي، والقناة التي توصل المتلقي بالمرسل، وهي عبارة عن كلمة أو جملة تتجاوز دلالتها اللفظية والمعجمية إلى تأطير تطورات فكرية.  إذن الهوية البصرية هي مفتاح العلامة والهوية والتي تحمل الكثير من الأسئلة التي يمكن أن يتم الإجابة عليه من الرموز والدلائل التي تجيب عن الأسئلة الأساسية الثلاثة: من أنت ما هي الرسالة ومن هو جمهورك وما هو منتجك؟ لذلك، كانت مهمة الحرف أساسية في الحملة الحربية العسكرية الروسية التي تجيب بنفسها عن الأسئلة التي تشكل عاملا أساسيا للجمهور الذي كانت روسيا تريد أن يلتحق بها ويشكل لها حضانة شعبية وتؤيد حملتها العسكرية.

أما النقطة الثانية هو أن هذا الرمز الأبجدي جاء للتعريف عن شكل المنتج الذي يميزه عن الآخرين وخاصة أن الآليات الروسية واللباس والشكل واللون لا تختلف عن الأوكرانية، فكان هناك ضرورة للتمييز أثناء العبور، كي لا يتم الإشارة له بالخطأ من قبل الأصدقاء وكذلك من سلاح الطيران والاستطلاع،

بإعتقادي أن إستخدام هذه الرموز العسكرية يأتي من ضمن الإستراتيجيات التي تقوم بها الدول ومؤسساتها العسكرية أثناء غزوها للدول الأخرى كما حال روسيا أو الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيوش الأخرى.  وهذه الحالة شهدنا مثلها في لبنان، أثناء غزو العدو الإسرائيلي وإحتلاله، فكانت القوات الإسرائيلية تغطي الآليات بأغطية قماشية أو نايلون أو ترفع أعلاما بلون “الأورنج” الفوسفوري، لكي يعكس أشعتها على الطائرات وكي لا تعكس الشمس ألوانها وإشعاعها على أسراب الطائرات ومثل هذه العلامات إستخدمها الجيش الأمريكي في إحتلال أفغانستان والعراق.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22258

ذات صلة

spot_img