spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم إفطاراً في فندق ايدن باي لانكاستر

مجلة عرب أستراليا- الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم...

الإسلام وأوكرانيا.بقلم خالد العزي

بقلم خالد العزي

مجلة عرب أستراليا – سيدني – اختلف وضع الجالية الاسلامية الاوكرانية بعد احتلال الروس لجزيرة القرم والحاقها اداريا بالعاصمة الروسية فقدت اوكرانيا الكتلة البشرية الاسلامية التي انتمت الى شبه جزيرة القرم والتي كانت تدعى بتتار القرم ولتتار القرم قصة تاريخية مع الإمبراطورية الروسية والدولة السوفياتية القمعية التي تعاملت مع الدين الاسلامي بنوع خاص من الشك والحذر حيث كان مصير التتار الترحال والتشريد والتي كان اخرها ابان الحرب العالمية الثانية عندما هجر ستالين تتار القرم متهما اياهم بالعمالة للنازية .

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حاول العديد من العائلات التتارية العودة إلى الجزيرة ولم الشمل مع الاهل والاقارب بظل التفكك الذي حدث في دول الاتحاد السوفياتي السابق .

لكن في العام 2014 احتلت روسيا القرم وفرض امر واقع جديد على الخارطة السياسية مما سمح ذلك بالتدخل التركي في شؤون اوقاف الاقلية التتارية الاسلامية نتيجة العلاقات الروسية التركية المستجدة .

بهذا الشكل خسرت اوكرانيا جالية مسلمة شكلت نوعاً من التنوع الديني داخل المجتمعات الاوكرانية الحديثة وسمحت للدولة الحديثة الانفتاح على العالم الاسلامي المتنوع بكل اطيافه من خلال وجود هذه الجالية الكبيرة وما يترتب عليها العمل وفقا للأسس الدينية المتعارف عليها .

وفي ظل التغول التركي القطري على المؤسسات الدينية الاسلامية في دول اوروبا وتنشيط حركة الاخوان المسلمين داخل الجاليات الاسلامية المنتشرة في هذه الدول نتيجة اللجوء من الدول العربية والاسلامية أو نتيجة نمو عائلات عربية اوكرانية ذات المزيج في الثقافتين السلافية والعربية منعت الدولة الاوكرانية من معرفة الكثير من التفاصيل في تركيبة هذه المكونات الاسلامية ومدى علاقتها بالدول المجاورة ، نتيجة ارتباط هذه الجاليات مع محور ضد محور مما يترك الانعكاس السلبي على العلاقات الدبلوماسية الأوكرانية .

فاذا حاولنا النظر لوجود وانتشار الجالية الإسلامية في أوكرانية تنتشر في المدن الكبرى والجنوب الأوكراني فإنها تصل الى 50 الف شخص معظمهم من العرب وتحديدا من الفلسطينيين والعراقيين والنسبة الأكبر من السوريين اضافة الى العديد من السكان الذين ينتمون  الى دول إسلامية  كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق كأذربيجان ودول وسط اسيا اضافة الى مسلمين من روسيا من الشيشان والتتار الذين تركوا روسيا نتيجة الخلافات السياسية مع النظام الروسي وقد حصلوا على جنسيات اوكرانية .

لكن نسبة كبيرة من تتار القرم الذين رفضوا البقاء تحت نظام الدولة الروسية خوفا من تكرار سيناريو الاجداد معهم فقرروا البقاء مع الدولة الاوكرانية اضافة الى قسم من هذه الجالية التتارية التي كانت تتشر في بعض المدن الاوكرانية المختلفة .

لكن ففي نظرة سريعة على احوال الجالية الاسلامية في اوكرانيا حيث باتت تشكل نسبة  من 3-الى 5 بالمئة من مجموع سكان الدولة الاوكرانية وكذلك أوكرانيا تنظر بحذر الى هذا الملف الذي بات ينتظر سريعا من الدولة تنظيمه وكشفه الى العلن وربما تحاول أوكرانيا تكرار تجربةنيكولايساركوزي حينما تولى وزارة الداخلية عام 2002 ، و كان الملف الاسلامي من بين الملفات المهمة والعالقة  على مكتب وزير الداخلية ، حينها اطلق ساركوزي شعاره الشهير سوف أخرج هذا الاسلام الرسمي من تحت الارض.

فالقضية باتت تكمن فيما يتعلق بتحديد علاقة واضحة بين الإسلام في فرنسا وقيم الجمهورية. لقد وجد ساركوزي أمامه تياران يمثلان الإسلام في فرنسا احدهما رسمي يشرف عليه مسجد باريس، ومعتدل لكنه لا يحظى بتمثيل كبير بين المسلمين، الآخر شبه رسمي، يثير القلق، ويمثله اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.

لكن في نهاية شهر ديسمبر 2002 جمع ممثلي مختلف التجمعات والمنظمات الإسلامية مهما كانت ولاءاتهم ومنافساتهم في ندوة لمدة يومين في قصر تابع لوزارة الداخلية. وأقيم قاعة لإتمام الصلاة في القصر.

وهذا ما كتب عنه فيما بعد قائلاً: “كانت تلك هي المرّة الأولى والوحيدة منذ عام 1905 ـ تاريخ فصل الدولة عن الكنائس في فرنسا ـ التي تقام فيها الصلاة رسمياً داخل وزارة الداخلية “انتهت تلك الندوة بتأسيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي”.

ولكن ما زاد الطين  بلة قرار الرادوغا  ( البرلمان  الاوكراني بتاريخ 5 حزيران من العام الجاري والذي ينص على منح جنسية لكل مقيم على الاراضي الاوكرانية بغض النظر عن جنسيته ولونه وعرقه ومذهبة ، وهذا القرار الذي تم اتخاذه ربما محق جدا لكن لنرى من الذين استفادوا منه  وحلوا مشاكلهم  وخاصة السوريين والعراقيين  الذين وصلوا الى اوكرانيا هربا من الحرب او من بعض الذين اشتركوا في هذه الحرب القذرة وكانوا ينتمون الى احزاب متطرفة.

وأيضا استفاد من هذا القرار العديد من الاشخاص الروس ومن الدول المسلمة الذين قاتلوا في سورية مع التطرف وهربوا الى اوكرانيا  لانهم مطلوبون في بلادهم  للأمن المحلي والعالمي وسيتم تبديل اسمائهم او عائلاتهم لانهم فقدوا الاوراق الشخصية  .

ربما  هذه المشكلة المستجدة  في الدولة قد وضعت  الرئيس  فلاديمير زيلنسكي  امام مشكلة هذا الوضع المرعب والمخيفبظل استراتيجية انتشار التطرف الاسلامي الذي يختبئ في اوكار الدين والمساجد ويدعم من دول لها اجندات خاصة في الحصول على مشاريعها الخاصة ، والمشكلة بانه لا احد يعرف ماذا يخطط في داخل الحفر  الارضية نتيجة عدم المس بقدس الاقداس  .

بالطبع هذه الحالة غير المنضبطة اليوم تطرح نفسها على الدولة الأوكرانية التي باتت ترى بأن تنظيم الوجود الاسلامي في أوكرانيا بات ضروري جدا من خلال انتخاب مفتي لكل الجمهورية يتبع للشؤون الدينة في أوكرانيا حيث يضم المجلس الى جانب المفتي البطريرك الارثوذكسي والكاثوليكي والحاخام اليهودي.

وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية حيث تقدم وزارة الشؤون الاجتماعية كل المساعدات المطلوبة تحاول بذلك استنساخ تجربة روسيا من وضع اليد على الجالية المسلمة وترتيب وجودها الامني والمالي ومنع كل التوجهات المتطرفة من حجز مواقع لها في داخل الجالية بظل انتشار حركة الاخوان المسلمين والحركات الجهادية كـ”داعش والنصرة” الموضوعتين على لائحة الارهاب في الدول الاوكرانية.

وكذلك منع تغلغل الحرس الثوري داخل الجالية السنية والعربية، وتقديم الدعم المالي والأيديولوجي لها تحت شعار محاربة اسرائيل واليهود والجدير ذكره بأن أوكرانيا بعد دولة الكيان الصهيوني يصل فيها اول مواطن اوكراني من الديانة اليهودية الى سدة الرئاسة .

تشكيل هيئة افتاء في الجمهورية وانتخاب مفتي من المواطنين الأوكران وبالتالي ستكون الاوقاف تحت سيطرة الدولة ومراقبة كل التحركات اضافة الى مراقبة المساجد والحركات والتجمعات الدينية التي تصبح اوكار مخبئة تحت الارض تعمل فيها الكثير من الدول تحت شعار تنشيط المفاهيم الدينية وتقديم المساعدات المالية والدينية واقامة مساجد تنشط فيها بعض العناصر المتطرفة التي تحمل افكار بعيدة عن الافكار الاسلامية المعتدلة .

فالسؤال الذي بات يطرح للعلن لماذا تحاول أوكرانيا قوننة الإسلام المنتشر على اراضيها بظل النمو المتزايد للجاليات الإسلامية فالأمر يعود الى:

أولاً : يكمن في اخراج الاسلام من الاوكار ووضعه في تصرف الجمهورية كدين معتدل يمارس من اجل التعبد والتقارب مع الله دون وضعه تحت سيطرة التطرف وادخال الدولة في ازقة الحروب والمشاكل الدولية .

ثانياً: لقد علمت أوكرانيا جيدا بأن تركيا لن ترخي بظلال علاقتها المستجدة مع الروس من أجل عيون أوكرانيا بالرغم من مغازلتها أحيانا وإستخدامها في شد الحبال والزكزكة مع روسيا لكن من المؤكد بأن العلاقات التركية الروسية ذاهبة بعيدا جدا وقريبا الرئيس اردوغان سيقوم بافتتاح مسجد كبير في مدينةسيمفروبل عاصمة  شبه جزيرة  القرم التتارية المحتلة  الى جانب حليفه القيصر الروسي الاحمر.

ثالثاً: يتأكد يوميا للدولة الأوكرانية بأن ترك العمل الإسلامي في مدن أوكرانيا سيترك أثاره السلبية على الجاليات الإسلامية المختلفة التي ستقع في فخ التطرف والتي ستشكل لأوكرانيا ازمة في التواصل مع الدول العربية الاخرى .

من المؤكد هذا التوجه الجديد الذي ستتبعه أوكرانيا مع المسلمين من خلال التنظيم والانتخابات والإشراف بكل معانيه  سيسمح للدولة الاوكرانية بمحاصرة التطرف من جهة وحصر يد تركيا وقطر وجماعة الاخوان وإيران وفتح باب العلاقات مع الدول العربية والإسلامية الأخرى والتي تحارب الإرهاب وتقف ضده وفي مقدمتها الامارات العربية والسعودية ومصر العربية والعديد من الدول التي سترحب بهذه الخطوة بوضع الدولة يدها على مسألة قانونية خطيرة جدا ستشكل لاحقا خطر قومي على أمن الجاليات العربية والدولة الأوكرانية.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=9665

خالد ممدوح العزي

صحافي  وكاتب لبناني  مختص

الشؤون الدولية الروسية وأوروبا الشرقية

ذات صلة

spot_img