spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

الدكتور ياسر النعواشي ـ تحدّيات تربية الأبناء في المهجر

مجلة عرب أستراليا ـ  بقلم الدكتور ياسر النعواشي واحدةٌ من...

كارين عبد النور _ لورين بطلة من لبنان: تهميشٌ بالأمس… تكريمٌ اليوم!

مجلة عرب أسترالياـ لورين بطلة من لبنان: تهميشٌ بالأمس…...

أ.د . عماد شبلاق ـ “الجوّال “…. الذي فتك بصاحبه!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د . عماد وليد شبلاق...

الدكتور طلال أبــو غزالــــة رئيـــساً للمجمع العربي الدولي للابتكار وعمّان مقراً له

مجلة عرب أسترالياـ  الدكتور طلال أبــو غزالــــة رئيـــساً للمجمع العربي...

مقابلة خاصة مع اللبنانية الأسترالية فيروز عجاقة

مجلة عرب أستراليا - السيدة فيروز عجاقة تعزز لغة...

أ. د / عماد وليد شبلاق ـ ولا حياء في العلم أيضًا… الهندسة القيمية وصناعة الإنسان مثالًا

مجلة عرب أستراليا

بقلم: أ. د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
نائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
عضو مجلس الإدارة بمجلة عرب أستراليا

Edshublaq5@gmail.com

خلق الرب أو الإله (الله) صاحب الكون الكائنات بجميع أشكالها، ومنها النباتات والحيوانات، ثم خلق الإنسان وجعله في أحسن تقويم (صورة). في حقيقة الأمر، فإن خلق الإنسان وتشكيله بهذا الشكل النهائي هو معجزة كونية تستحق الإعجاب والتقدير من صانعي الأشياء الدنيوية، إن صح التعبير. لقد كرّم الخالق عز وجل الإنسان بالعلم والمعرفة (الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم) صدق الله العظيم.

عند النظر إلى خلق الإنسان أو صناعته بمفهومنا الدنيوي المحدود والقاصر، يتضح أن هناك أساسيات أو معطيات لتصميم هذا الكائن البشري وصناعته. فهو يختلف، على سبيل المثال، عن صناعة السيارات أو الطائرات أو غيرها من الأدوات. فعلى سبيل المثال، لم يتمكن الإنسان في عصرنا الحالي من أن يعيش لمدة 200 سنة، على الرغم من أن هذا كان ممكنًا في أزمنة سابقة (أعمار طويلة). كما أن الإنسان، مهما طال عمره، فإنه هالك لا محالة، وليس هناك علاقة بين ذلك وبين الهواء الذي يتنفسه أو الماء الذي يشربه للبقاء، بخلاف الصناعات الأخرى. ولا حتى المواد التي خلق منها الإنسان، كالتراب والعظام واللحم، والتي تُعد موادًا ضعيفة وهشة وقابلة للتحلل والتآكل مع الزمن (بإذن خالقها وصانعها).

في هذا المقال، سنربط صناعة الإنسان وخلقه من منظور منهجية الهندسة القيمية Value Engineering من خلال تحليل بعض وظائفه.

الهندسة القيمية هي تقنية إدارية ممنهجة، يقوم بها فريق عمل مختص لتحليل وظائف المنتج أو المشروع بهدف الوصول إلى أفضل النتائج (SAVE-Int., USA, 1947).
لفهم الموضوع بشكل أعمق، يمكننا أن نعطي بعض الأمثلة وفق المنهجية المعمول بها من قبل المنظمة الأمريكية للهندسة القيمية – SAVE International:

  • السيارة:
    التحليل الوظيفي – Function Analysis
    الوظيفة الرئيسة – Basic Function: نقل (فعل) – ركاب / أغراض (اسم).
    الوظائف الأخرى:…

 

     أنظر الجدول التالي

تحليل الوظائف ومنهجية الهندسة القيمية: مثال على صناعة الإنسان

تحليل الوظائف في الهندسة القيمية يتميز بطريقة وأسلوب مختلف عن باقي التقنيات الإدارية مثل إدارة المشاريع وإدارة الجودة الشاملة أو إعادة هيكلة العمليات (6 Sigma) وغيرها. ويستند التحليل الوظيفي إلى مجموعة من الأسئلة المهمة التي تساعد في تقييم المنتج أو العنصر، وهي:

  1. ما هو العنصر؟
  2. ما هي وظيفته أو الغرض من وجوده؟
  3. ما هي تكلفته (الجودة – الأداء – التكلفة) قبل الدراسة القيمية؟
  4. ما الذي يجب أن يؤديه أو ما الذي يستحق أن يعمل بعد الدراسة القيمية؟
  5. معامل أو مؤشر القيمة Value Index، وهو حاصل قسمة البند رقم 4 على البند رقم 3، حيث أن الرقم المثالي هو 1.

المثال المذكور أعلاه (صناعة السيارة) يوضح كيفية إجراء التحليل الوظيفي. فعلى سبيل المثال، الوظيفة الرئيسة للسيارة هي نقل ركاب أو بضائع. والسؤال الأول: هل يمكن للسيارة أن تقوم بنقل الركاب دون وجود محرك؟ الجواب بالطبع لا، وبالتالي فإن وظيفة المحرك (تحريك السيارة) هي وظيفة رئيسية لا غنى عنها، والأمر نفسه ينطبق على العجلات (الإطارات).

أما بالنسبة لجهاز التكييف (منظم الهواء والحرارة)، فقد يكون ضروريًا في المناطق الحارة جدًا، ولكنه قد يصبح ثانويًا أو غير مطلوب في القطب الشمالي أو الأماكن الباردة، وبالتالي يمكن استبعاده لتوفير التكلفة والصيانة. وينطبق نفس التحليل على تعديل صوت الشكمان أو تظليل نوافذ السيارة، حيث إنها وظائف ثانوية لا تؤثر على الوظيفة الأساسية للسيارة.

تطبيق منهجية الهندسة القيمية على الإنسان:

إذا طبقنا هذه المنهجية على الإنسان، يمكننا تبسيط الوظائف الرئيسة والثانوية على النحو التالي:

  • الوظيفة الرئيسة للإنسان: عبادة الخالق (فعل – اسم)، تعمير الأرض، وإنتاج الذرية.
  • الوظائف الثانوية المطلوبة: التعامل مع البشر، التعامل مع الكائنات الأخرى، الاستفادة من التقنيات، استخدام الموارد، إظهار القوة.
  • الوظائف غير المطلوبة: قتل البشر، استعباد الآخرين، ظلم العباد.

في منهجية الهندسة القيمية، نستخدم إجابات مختصرة تتألف من فعل نشط و اسم قابل للقياس بدلًا من الجمل الإنشائية.

تحليل وظائف بعض أجهزة الإنسان:

الجهاز الهضمي:

  • الأمعاء: (فعل – اسم)
  • الكبد: (فعل – اسم)
  • البنكرياس: (فعل – اسم)
  • مثال على الزائدة الدودية: ما هي وظيفتها؟!

يمكننا تطبيق التحليل ذاته على الأجهزة الأخرى مثل الجهاز التنفسي والعصبي.

الجهاز التناسلي والبولي:

  • القبل (العضو الذكري):
    • وظيفة رئيسية: إنتاج أو إنجاب (فعل) ذرية (اسم).
    • وظيفة ثانوية مطلوبة: تحصيل (فعل) متعة أو إثارة (اسم).
    • وظيفة غير مطلوبة: تهييج (فعل) شهوة (استمناء).
    • وظيفة رئيسية: إخراج (فعل) بول (اسم).
    • وظيفة رئيسية أو ثانوية: توصيل (فعل) الحيوان المنوي (اسم) داخل الرحم، وقد تصبح وظيفة ثانوية مع وجود تقنيات الإخصاب في المختبرات.
  • الدبر (المؤخرة):
    • وظيفة رئيسية: إخراج (فعل) براز (اسم).
    • وظيفة غير مطلوبة: إثارة (فعل) شهوة (اسم).

هذه التحليلات تؤكد أن الأعضاء المرتبطة بالعفة والشرف في تكوين الإنسان، مثل الجنس والمتعة، هي في الأصل أماكن مخصصة لإخراج الفضلات من الجسم (الدم، البول، البراز)، ويجب التعامل معها بحذر.

أتمنى أن أكون قد أوضحت لك عزيزي القارئ معنى الهندسة القيمية وكيفية فهمها وتطبيقها. والله المستعان.

رابط مختصر …https://arabsaustralia.com/?p=38882

 

ذات صلة

spot_img