spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

غدير سعد الدين ـ حكمة وجود الحرب وأين العدل؟ 

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة غدير سعد الدين تحدث الحروب...

الدكتور طلال أبو غزاله يكتب : أجندة صهيونية شريرة

مجلة عرب أسترالياـ  الدكتور طلال أبو غزاله يكتب :...

عباس مراد ـ لبنان، نهاية الفراغ لماذا الآن؟

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب عباس علي مراد المعروف أنه...

د. زياد علوش ـ ماذا يعني انتخاب جوزاف عون رئيساً للبنان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. زياد علوش عند قراءة هذه...

الدكتور محمد الديراني ـ عرش الحقيقة: سيادة الذات في مواجهة العواصف”

مجلة عرب أستراليا-  بقلم الدكتور محمد الديراني في عالمٍ تتراقص...

أ.د.عماد شبلاق ـ اللغة العربية في أستراليا: البعض يقرأ والقلة تكتب، والأكثرية لا تهتم!

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو الهيئة الاستشارية بمجلة عرب أستراليا

في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام يُحتفى باليوم العالمي للغة العربية إحياءً لليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973، نظرًا لأهمية اللغة العربية إذ تشكل (لغة الضاد) وسيلة التعبير والتواصل لما يزيد عن 400 مليون شخص حول العالم.

مؤخرًا استمعتُ لتقريرٍ مُذاع على قناة عربية SBS Arabic حول هذا الموضوع، وكان من إعداد الزميلة بيترا طوق وتقديم الصديق فارس حسن، حيث استعرضا تجربة (الضيفة) كريستال باسيل في 18 من ديسمبر 2024، وقد لخصتُ أهم ما جاء فيه في النقاط الآتية:

  1. دهشة كريستال عن مدى الإقبال الشديد على تعلم اللغة العربية في أستراليا (سيدني).
  2. قلة المحتوى المعرفي للغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي (ربما 3%).
  3. تم اللجوء إلى تبسيط اللغة العربية وتقديم المعلومة بطريقة مبسطة وسريعة، والبعد قليلًا عن الأساليب التقليدية لتعلم العربية كقواعد النحو والصرف وتصريف الأفعال ومخارج الحروف، لتحبيب الطلاب باللغة وممارستها بشكل تتلاقى فيه المتعة مع المعلومة.

وحقيقة الأمر أن موضوع اللغة العربية (اللغة الأم) في أستراليا وربما نفس الشيء يُقال في الولايات المتحدة وكندا وربما كل دول المهجر والاغتراب (أوروبا وإفريقيا وغيرها) يشكل هاجسًا حقيقيًا وربما مؤلمًا لكثير من العرب المهاجرين. فمن جهة يريد الأهل أن يتمكن أبناؤهم من الانخراط في المجتمع الجديد أو الوطن البديل وإتقان لغة أهله لاستمرارية العيش والعمل والتأقلم، وفي الوقت نفسه يتمنون أن يحافظ الأبناء على لغة وهوية آبائهم وأقربائهم أو معارفهم. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية لكثير من الآباء، فقد انشغل معظمهم في البحث عن الوظائف والأعمال ولم يهتموا كثيرًا بتعليم أولادهم ممارسة اللغة العربية قراءةً وكتابةً، ولا حتى بذل الجهد في التعلم والممارسة حتى فقد الكثير من أبناء المهاجرين العرب عروبتهم ودينهم (نصارى ومسلمون)!

أنا شخصيًا أعرف الكثير من هؤلاء لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا حتى المحادثة باللغة الأم، وربما كان الوالدان والأهل هم السبب، وربما كانوا متفاخرين/فخورين بذلك (الإنجاز)! ويمكن تقسيم الأمر هنا إلى شقين:

  1. الجيل القديم من المهاجرين العرب (اللبنانيون والمصريون مثلًا)، والبعض منهم قد عاصر أكثر من جيلين أو ثلاثة (الجد، والأب، والابن، والحفيد). والكثير منهم لا يعرف من العربية إلا اسم العائلة فقط، وحتى لفظها صار مختلفًا وقد ذاب في المجتمع الأسترالي بالكامل.
  2. الجيل الجديد من المهاجرين العرب (السوريون، والأردنيون، والفلسطينيون، والعراقيون وغيرهم)، وربما كان هؤلاء أكثر حظًا في تمسكهم بلغتهم الأم، لكونهم قد حضروا في أعمار كبيرة نسبيًا وما زالت العربية هي لغة المحادثة في المنزل.

التجربة اللبنانية هي الأصعب كون العديد من الآباء والأمهات قد انشغلوا (قديمًا) في طلب الرزق وتأمين لقمة العيش لأبنائهم، ومضيهم للساعات الطوال في العمل، مما قلل الوقت لبذل الجهد في تعلم لغة الآباء والأجداد. ومن المفيد التعلم من هذه التجربة لتفادي نفس الخطأ والمعاناة للأجيال الصاعدة من الأبناء والأحفاد. وبالرغم من قيام البعض من فئة المفكرين والكتاب والمهتمين بشأن اللغة بتحفيز وتشجيع النشء الجديد من أبناء الجاليات العربية المهاجرة بمختلف جنسياتهم الأصلية، إلا أن المزيد من الجهد والعطاء ما زالا مطلوبين للتعريف بثقافة وحضارة العلماء والمفكرين والأدباء العرب، والإنجازات التي تحققت في العصور الذهبية.

وكيف أن الغرب قد أخذ الكثير من الفلاسفة العرب والمسلمين أمثال: البيروني، وابن الهيثم، وجابر بن حيان، والكندي، وابن رشد، وابن سينا، والغزالي (في مجالات الطب والفلك والفيزياء)، والإمام الشافعي، والمتنبي، وأبو الأسود الدؤلي، والفراهيدي، وابن خلدون، وجبران خليل جبران، وطه حسين، والعقاد، والمنفلوطي (في الأدب والشعر واللغة) وغيرهم.

ورحم الله الشاعر الكبير حافظ إبراهيم (1872 – 1932) في أحد أبياته الشعرية عن لغة الضاد:
“أنا البحر في أحشائه الدر كامن … فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”

وهذه حال اللغة العربية في المهجر، لغة القرآن والإنجيل، والتي تجاهلها الكثير من أبناء العرب (أهلها) كبارًا وصغارًا، في الوقت نفسه الذي دأب الكثير من غير أهلها لتعلمها لما فيها من رقة وعذوبة وسهولة في التعلم والأداء.

وأخيرًا: اللهم فاشهد، اللهم هل بلغت؟ والله المستعان.

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=40394

ذات صلة

spot_img