spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

أ.د/ عماد شبلاق -النداء النهائي والأخير لرحلة العودة رقم (000)

النداء النهائي والأخير لرحلة العودة رقم (000) بقلم: أ.د/ عماد...

كارين عبد النور _ الأوبئة والأمراض التي تهدّد النازحين اللبنانيين: خطر يتفاقم في ظلّ الأزمات

مجلة عرب أستراليا- كارين عبد النور  حذّرت منظمة الصحة العالمية...

هاني الترك OAMـ عودة إلى الله

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM الكتب والمؤلفون...

أ.د/ عماد شبلاق -النداء النهائي والأخير لرحلة العودة رقم (000)

النداء النهائي والأخير لرحلة العودة رقم (000)
بقلم: أ.د/ عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
نائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
عضو الهيئة الإدارية بمجلة عرب أستراليا
Edshublaq5@gmail.com

هناك مُسَلَّمات حقيقية في هذه الدنيا بزمانها ومكانها، وقد تكون مريرة (بطعم المرار) وقاسية لأنها حتمية ولا رجعة فيها. وليس موضوعنا اليوم تشاؤميًا أو مخيفًا لدرجة الذعر، ولكنه من باب التذكير لأولي الألباب (العقول) والعمل بها قبل فوات الأوان.

القاعدة أو الحقيقة الأولى: “حب من تحب فإنك مفارقه”، والثانية: “عِشْ ما عِشتَ فإنك ميت”! ومن هنا يبدأ التخطيط الاستراتيجي للإنسان العاقل والكيس الفطن (مع مراعاة التشكيل الإملائي). المعنى هو أننا كلنا مشروع إعدامي (حُكِم علينا بالإعدام، أو ما يسمى بالموت) سواء أذنبنا أم لم نذنب، صالحين كنا أم طالحين، مجرمين وقتلة أم نسّاك ووعاظ، فمصيرنا واحد وهو الموت أو الفناء: “كل مَن عليها فان”. وإن اختلفت الوسيلة أو الطريقة للمغادرة، فإن ساعة الإعدام أو خروج الروح قد حُددت وكُتبت منذ أن قيل للقلم: “اكتب”.

وسواء كنت من أهل الدين والإيمان (مهما كانت الملّة) والاعتراف بأن للكون خالقًا وإليه المرجع والمصير، أو كنت على عكس ذلك، فإن الحياة الدنيا قصيرة. مخططاتك المالية أو الاجتماعية أو السياسية قد لا تتجاوز الخمسين عامًا، وبعدها قد لا تقدر حتى على خدمة نفسك بتناول كأس من الماء، فالضعف في الجسم والذاكرة هما من شواهد اقتراب أو نهاية الرحلة والاستعداد للعودة السماوية. الحقيقة الثانية تؤكد ذلك.

أما الخطة الاستراتيجية الحقيقية للمسافر، وقد اقترب موعدها، فتندرج في ثلاثة اعتبارات (مبادئ) أو مؤكدات:

  1. مبدأ اليقظة والحذر، ويشمل:
    • الخوف من الجليل (صاحب الكون أو الخالق)
    • العمل بالتنزيل (الكتب السماوية)
    • الرضا بالقليل (القناعة بالرزق: صحة، مال، أولاد)
    • الاستعداد ليوم الرحيل (رحلة العودة)
  2. مبدأ التزود والاستعداد:
    • “تَزَوَّدوا، فإن خير الزاد التقوى” (محتوى المبدأ الأول)
  3. مبدأ المنافسة والمحاسبة، ويشمل الاغتنام لكل من:
    • اغتنم شبابك قبل هرمك (دورة الحياة)
    • اغتنم صحتك قبل سقمك
    • اغتنم غناك قبل فقرك (ما تقدمه من عمل الخير)
    • اغتنم شغلك قبل فراغك
    • وأخيرًا: اغتنم حياتك قبل موتك.

في عالم الأعمال الدنيوية، قد تنجح الخطط الاستراتيجية (ثلاث سنوات أو خمس أو عشر)، وقد تفشل، وهذا مؤكد. فالمخطط لا يعلم إن كان مسيطرًا أم مأمورًا، مسيَّرًا أم مخيَّرًا، فالحياة ليست ملكه ولا يملك الظروف نفسها. فلا يمكن له أن يتحكم في الزمان أو المكان، لأن هناك من هو أعلى منه، فهو الذي يخطط ويقدر ويرتب ويسير الأمور، وذلك وفق موازين محكمة ودقيقة منذ أن خُلِق الإنسان.

الرحلة شاقة وأبدية ولا رجعة فيها. تأكد تمامًا من أنك قد جهزت نفسك (Check List)، فهناك الكثير من المواقف التي قد تختلف تمامًا عن كاونترات الجوازات، والأبدان، وإقرارات الدخول، وفحص الشنط. وما قد كتب لك فقد كُتِب بالأدلة والبراهين المقروءة والمسموعة. ليس هناك مجال للخداع أو الكذب أو المراوغة. والله المستعان.

رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=39293

 

ذات صلة

spot_img