spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

آسيا الموسوي ـ “أفغانستان”: حلم الحرية الضائع

مجلة عرب أستراليا سيدني-  “أفغانستان”: حلم الحرية الضائع

بقلم  آسيا الموسوي-أستراليا

آسيا الموسوي
آسيا الموسوي

عن أحلام زكي أنوري أتحدث، لاعب منتخب الشباب الوطني لكرة القدم و البالغ من العمر تسعة عشر عاماًو الذي وجدت أشلائه مع أحلامه ممزقة في عجلات الطائرة الأميركية  التي أقلعت في عملية إجلاء من مطار مدينة كابول بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.أنوري كان من بين مئات الشباب الذين حاولوا الهروب للحصول على فرص نجاةمتشبثين بطائرة عسكرية أمريكية.

هو اليوم السابع, أسبوع مأساوي من عهد طالبان الجديد في أفغانستان, اعلان عن نوايا للحركة لدعوة النساء إلى المشاركة في نشاطات الإدارة الجديدة لأفغانستان, وعود يصعب تصديقها مع صعود الملا عبد الغني برادر الى الحكم,هذا الوجه، الذي أصبح رمزا عاما لطالبان، يخفي قائدا عسكريا متمرسا لأخطر حركة راديكالية في العالم و لديه معتقدات دينية صارمة حول كيف يجب أن يكون العالم.

و أعطى  نهار الثلاثاء المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول بعد سقوط البلاد في أيدي مقاتليها، تطمينات وتعهدات باحترام حرية الصحافة وبعدم اضطهاد الصحافيين، كما أكد أن النساء سيسمح لهن بمواصلة عملهن شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر, معلنين أن ارتداء المرأة للبرقع بات اختيارياً.

تطمينات يصعب تصديقها مع تاريخ الحركة الحافل الذي رافق فترة حكمها البلاد بين عامي 1996 و2001 ، حيث منعت النساء من الخروج من المنازل و منعت عملهن و تعليمهن  وحظرت الترفيه ونفّذت إعدامات علنية و كانت “ملالا يوسف زي” أكبر مثال عن حكم طالبان المتطرف.ففي عام 1999 ، لم تكن هناك أي فتاة مسجلة في المدرسة الثانوية في أفغانستان، وكان عددهن في المدارس الابتدائية لا يتجاوز الـ 9000 تلميذة.

وبحلول عام 2003 ، كان هناك 2.4 مليون فتاة في المدرسة، وارتفع هذا العدد الآن إلى نحو 3.5 مليون، وحوالي ثلث الطلاب في الجامعات العامة والخاصة هم من النساء.و بدأت أكثر من 1000 امرأة أفغانية أعمالهن التجارية الخاصة بهن بحلول عام 2019 و تشغل النساء ما لا يقل عن 27 في المئة من المقاعد في مجلس النواب بالبرلمان, كانت جميع هذه الأنشطة محظورة في ظل حكم طالبان.

تطمينات تبخرت مع ورود تقارير عديدة أفادت بقيام طالبان بتفقد منازل المواطنين لإعداد قوائم للنساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 45 عاما، بغرض تزويجهن قسرا من المقاتلين الإسلاميين, مخطرين النساء بوجوب عدم مغادرة المنزل إلا في حال رافقهن الرجال وأنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية تزامناً مع إقفال المدارس أيضا, و ذلك في ظل نفي طالبان العودة لتلك الممارسات.

سقوط حكومة طالبان في 2001 أفسح المجال لحقبة جديدة لحقوق المرأة, طرأ تحسن كبير في مجال التعليم، وانخفض معدل وفيات الأمهات على صلة بالولادة،  والتوظيف، ودور المرأة في الحياة العامة والحكومة, و لكن بحسب ناشطات أفغانيات فإن أن أي مكاسب في حقوق المرأة في أفغانستان قد ضاعت,مع انهيار كل مدينة أفغانية، تنهار حياة بشرية، تنهار أحلام، ينهار التاريخ و العلم , تنهار حياة نساء قاتلوا ليصلن الى حيث هن, بإنتظار معجزة توقف هذا الكابوس المزعج, لعل هناك بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المعتم.

جيل كامل من نساء عاشوا حلم الحرية التي ناضلوا و حاربوا للوصول اليها  من حرية ارتداء ملابس من اختيارهن, الى حرية الخروج وصولاً الى حرية التعلم, فتعلموا و أصبحوا طبيبات و ناشطات و صحفيات و عالمات و ووصلن الى أعلى المراتب, و لكن قبل سبعة أيام من اليوم بدأوا برؤية أحلامهن تتبخر ليتحولن الى الفئة الأضعف في البلاد, و مع أحلامهن تطير طائرة ورقية محملة بأمل انتشالهن من واقع خافوا عودته.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=18348

ذات صلة

spot_img