مجلة عرب أستراليا
رويترز ـ قال الديوان الملكي إن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح توفي اليوم السبت عن عمر يناهز 86 عاما بعد ما يزيد قليلا على ثلاث سنوات من توليه السلطة في البلد الخليجي المنتج للنفط المتحالف مع الولايات المتحدة.
ولم يتم الكشف على الفور عن سبب وفاته. ودخل الأمير المستشفى أواخر الشهر الماضي بسبب ما وصفته وكالة الأنباء الرسمية في ذلك الوقت بأنه مشكلة صحية طارئة لكنها قالت إنه في حالة مستقرة.
أعلنت الكويت الحداد لمدة 40 يوما وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام. وأشاد قادة العالم بالشيخ نواف وقدموا تعازيهم لخلفه الشيخ مشعل وأسرة الصباح وشعب الكويت.
واعتبر دبلوماسيون الشيخ نواف من بناة توافق الآراء على الرغم من أن فترة حكمه اتسمت بمواجهة حادة بين الحكومة والبرلمان المنتخب مما أعاق إصلاحات هيكلية رئيسية في الدولة الخليجية الغنية بالنفط. في الأشهر الأخيرة، عاد التوافق بين الحكومة والبرلمان.
الكويت، صاحبة سابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، لها حدود مع المملكة العربية السعودية والعراق، وتقع عبر الخليج من إيران. تم غزوها واحتلالها من قبل العراق في عام 1990 ، مما أثار حرب الخليج الأولى بعد عدة أشهر في عام 1991 عندما هزمت الولايات المتحدة ودول أخرى العراق وحررت الكويت.
منذ توليه السلطة في عام 2020 ، حافظ الشيخ نواف على سياسة خارجية توازن العلاقات مع هؤلاء الجيران ، بينما تم تشكيل ثماني حكومات محليا تحت حكمه.
وبموجب الدستور الكويتي، يصبح ولي العهد أميرا تلقائيا، لكنه لا يتولى السلطة إلا بعد أداء اليمين الدستورية في البرلمان. وأمام الأمير الجديد ما يصل إلى عام لتسمية وريث.
ويقول محللون ودبلوماسيون إن الشيخ نواف وولي عهده الشيخ مشعل يبدو أنهما ينحازان الكويت بشكل أوثق إلى المملكة العربية السعودية.
وستتم مراقبة اختيار الأمير الجديد لولي العهد ورئيس الوزراء – الذي سيكلف بإدارة علاقة الحكومة العاصفة في كثير من الأحيان مع البرلمان – عن كثب بينما يتنافس جيل الشباب من الأسرة الحاكمة في الكويت على المناصب.
غالبا ما ظهرت مثل هذه الصراعات بين الفصائل داخل عائلة الصباح في البرلمان حيث يبني المتنافسون على الخلافة رأسمالهم السياسي وقاعدتهم المحلية.
وقبل تسليم معظم واجباته الدستورية إلى وريثه المعين، حاول الشيخ نواف تأمين انفراج على الساحة السياسية الداخلية، بما في ذلك من خلال إصدار عفو عن المعارضين سعت إليه شخصيات المعارضة منذ فترة طويلة.
لكن الجمود استمر، تاركا الشيخ مشعل يحاول وضع حد للمشاحنات السياسية هذا العام من خلال حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في يونيو.
وتحظر الكويت الأحزاب البرلمانية لكنها لا تزال واحدة من أكثر الدول ليبرالية سياسيا في المنطقة وتشهد جدلا سياسيا حادا وأقوى مجلس تشريعي منتخب في المنطقة يضم السنة والشيعة والليبراليين والإسلاميين.