مجلة عرب أسترالياـ هل تنجح أستراليا والاتحاد الأوروبي في تجاوز الخلافات نحو اتفاق تجاري؟
قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، إن بلاده منفتحة على إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد على أنها لن تقبل اتفاقا “بأي ثمن”، وذلك بعد سنوات من المفاوضات المتعثرة بحسب “بلومبرغ”.
وخلال زيارته إلى روما ولقائه قادة من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكد ألبانيزي دعم أستراليا للتجارة “الحرة والعادلة”، وتتناول المحادثات اتفاقًا تجاريًا بمليارات الدولارات يشمل التعاون في المعادن الحيوية، ضمن جهود غربية للحد من هيمنة الصين على سلاسل الإمداد.
من جانب آخر، مازالت صادرات المنتجات الزراعية نقطة خلاف، إذ قال ألبانيزي إن أوروبا لم تُبدِ مرونة كافية في هذا الملف، كما دافع عن حق المهاجرين الأوروبيين في أستراليا في استخدام مسميات مثل “فيتا” و”بروسكو”، المرتبطة بإرثهم الثقافي، رغم اعتراضات أوروبية سابقة.
يُظهر الموقف الأسترالي نهجًا براغماتيًا: انفتاح على التعاون، لكن بشروط واضحة تحفظ مصالحه الاقتصادية والثقافية. فمن جهة، تدرك أستراليا أهمية الاتفاق في سياق استراتيجي عالمي يتطلب تنويع الشراكات وتقليل الاعتماد على أسواق تقليدية. ومن جهة أخرى، لا تبدو مستعدة لتقديم تنازلات في ملفات حساسة مثل الزراعة، التي تمثل مكونًا أساسيًا في اقتصادها الريفي.
في حين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى فرض معايير حماية جغرافية للمنتجات الأوروبية، ما يُصطدم بثقافة المهاجرين في بلدان مثل أستراليا، حيث تُستخدم هذه التسميات منذ عقود. وهنا تدخل الهوية الثقافية في صلب المعركة التجارية. يبدو أن الاتفاق لا يزال ممكنًا، لكن نجاحه يتطلب مقاربة أكثر توازنًا من الطرفين، تجمع بين حماية المصالح التجارية واحترام التعددية الثقافية.
المصدر: العربية
رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=42285