spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور ـ عن غزو الفضاء وتحدّياته الجسدية والنفسية

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور أطلقت...

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ صفحة مطوية من ذكرياتي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب هاني الترك OAM 

Hani-Elturk-Oam
Hani-Elturk-Oam

كل عام جديد يمنح العرش الملكي في بريطانيا وسام الجدارة الخاص لشخصية مثالية جداً.. ونادراً ما تمنحه لغير البريطانيين.. وكان قد مُنِح رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق جون هاورد وسام الجدارة Order Of Merit.. ويمكن الآن لهاورد أن يستخدم اللقب OM مع إسمه.

مُنِح هذا اللقب لـ24 شخصاً فقط في أنحاء العالم.. الذين حققوا إنجازات إستثنائية في الفنون والعلوم والخدمة العامة.. وهناك ثلاث شخصيات استرالية منهم قد مُنِحوا اللقب وهم: سير سيدني نولان والدام جوان ساثرلاند واللورد فلوري.. وقد خدم جون هاورد استراليا على مدى 33 عاماً أمضاها في البرلمان.

وحينما طالعت هذا الخبر في وسائل الاعلام قفز الى مخيلتي حادثة طريفة.. وقعت معي أثناء عملي كمدير مكتبة في المحكمة العليا منذ عدة سنوات.. فقد إتصل بي أحد القضاة وسألني عن كيفية معرفة فيما إذا كان إبنه المحامي الأسترالي الذي كان موجوداً في لندن قد مُنِح لقب مستشار الملكة The Queens’s Council.. وهو لقب يُمنح لنخبة قليلة للمحاميين الاستراليين من قبل العرش الملكي.

لم تكن وظيفتي في ذلك الوقت العمل في قسم المكتبة المسؤول عن إجابة إستفسارات القضاة.. إذ كان مهام وظيفتي فهرسة المطبوعات والكتب التي تصل المكتبة.. وقد طلبت مني مديرة قسم الإجابة على إستفسارات القضاة ان أقوم بالمهمة بالنيابة عنها إذ ذهبت لمهمة خاصة.. إذ انني كنت أعلم اين أسترجع المعلومات في المكتبة.. لأني كنت المسؤول عن فهرستها وتوزيعها على رفوف الكتب.. كانت تصلنا في ذلك الوقت بالطائرة صحيفة التايمز اللندنية.. إذ لم تكن الإنترنت متطورة بعد.

ذهبت رأساً الى الرفوف وحصلت على آخر نسخة في صحيفة التايمز.. وبسرعة كبيرة عثرت على إسم المحامي إبن القاضي بأن الملكة إليزابيث قد منحت اللقب القانوني المميز لإبنه.

إندهش القاضي للسرعة العجيبة للعثور على المعلومة.. وطلب مني معرفة المصدر الذي حصلت عليه.. فذكرت له.. فطار من الفرح.. ومن شدة إعجابه للسرعة الفائقة لمعرفة المعلومة سألني ما هي خلفيتي الإثنية.. قلت له فلسطيني الأصل.. فقال مازحاً وبسرور: “إذا إرتكبت جريمة خطف الطائرة ووقعت تحت يدي في المحكمة سوف أبرئك من النهمة”.. قلت له مازحاً: “لا داعي يا حضرة القاضي لأنني طيلة عمري لم أرتكب أي جنحة خارجة عن القانون.. ولن أمثل أمامك أو أمام أي قاضي.. فأنا لا أؤيد خطف الطائرات.. وأفزع من الحروب والقتال والعنف”.

إن الفلسطينيين أصحاب حق تاريخي في فلسطين.. وكان خطف الطائرات هو وسيلة إلتجأوا إليها لإظهار حقهم التاريخي.. إذ ان جميع الظروف متضافرة ضدهم.. ودول العالم تقمع شخصياتهم الوطنية.. فقال القاضي انه يعلم ذلك وشكرني.. والآن فأغلبية الشعب الأسترالي يؤيد إقامة دولة فلسطين المستقلة.. لقد تغير الرأي العالم.. ولا بد ان القاضي تقاعد الآن وقد لا يعلم انني قد مُنِحت وسام الإعلام في استراليا عام 2010 OAM.. تقاعدت من عملي في المحاكم لوصولي الى سن التقاعد.. وغيرت مهنتي إلى الصحافة العربية – جريدة التلغراف.. وكذلك مُنِح رئيس تحرير جريدة التلغراف أنطوان القزي ذات الوسام.. إنها ذكريات سنوات طويلة من الحياة في استراليا التي هاجرت إليها عام 1970.

نشر في جريدة التلغراف الأسترالية

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=39784

ذات صلة

spot_img