spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور _ مستقبل الجنس البشري: تلاشي الكروموسوم ( Y ) ليس التهديد الوحيد…

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور خلال النسخة...

كارين عبد النورـ هل “تُردي” الحرب العام الدراسي اللبناني قبل أن ينطلق؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور قرار وزير...

الإيجابية الواقعية… كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ ومن دون نكران؟

مجلة عرب أسترالياـ الإيجابية الواقعية... كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ...

د. زياد علوش ـ الخيار الثالث يقتحم المشهد الرئاسي اللبناني

مجلة عرب استرالياـ د. زياد علوش على وقع التطورات الدراماتيكية...

سهير سلمان منيرـ تحسين الذكاء بالغذاء !

مجلة عرب أسترالياــ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير...

هاني الترك OAM-بين «نعم» و«لا»

مجلة عرب أستراليا سيدني

بين «نعم» و«لا»

الكاتب هاني الترك OAM
الكاتب هاني الترك OAM

بقلم هاني الترك OAM

يوم السبت بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين الأول يجرى الإستفتاء العام في استراليا الخاص بإضافة بند في الدستور يقضي بإعطاء الأبوريجينيين وسكان جزر توريس حق إقامة لجنة منتخبة تعطي النصائح للحكومة والبرلمان الفدرالي فيما يتعلق بكل شؤون الأبوريجينيين.

والثقافة الأبوريجينية عمرها 65 ألف عام ولا تزال على قيد الحياة.. وهناك حفريات أثرية تثبت هذا الرأي.

ونستعرض هنا القضية منذ بدايتها:

حينما إكتشف كابتن جايمس كوك استراليا عام 1770 أعلن ان ملكية استراليا الأرض الجديدة للتاج البريطاني.. واعتبرها أرضاً بلا شعب.. وتجاهل حقوق الأبوريجينيين.. ويبلغ تعداد الأبوريجيين بين 750 ألف 1.25 مليون نسمة.

توجد علاقة روحانية بين الأبوريجيين وأرض استراليا.. والإلتزام بالعناية بالأرض والحياة فيها.. كانت كتاباتهم ورسوماتهم موجودة على الأثريات.. ويقيمون الرقص بالأغاني.. ويتعاملون بالمعرفة.. وبعض الرسومات تصف خريطة استراليا من اجل العثور على المياه النقية للشرب.. والتجارة مع إنهم كانوا شبه منعزلين عن البشرية.. كان عدد اللغات واللهجات الأبوريجينية بين الـ250 و750 لغة ولهجة.

وحينما إستوطنت بريطانيا في أول أسطول لها في عام 1788 بقيادة كابتن آرثر فيليب..

كان النقص في الأطعمة يهدد المستوطنة.. وداهمت الأبوريجينيين الأمراض من المستوطنين البريطانيين لم يعرفوها من قبل مثل الجدري والزهري والإنفلوانزا.. لعدم وجود المناعة من تلك الأمراض. حصل الصراع بين الأبوريجينيين والمستوطنين حيث إرتكب المستوطنون الجرائم لقتل الأبوريجينيين إلا ان الصراع الحربي توقف.. وإنخرط البعض من الأبوريجينيين في نسيج المجتمع الاسترالي وحافظوا على جذورهم.. والبعض يعيش في مناطق بعيدة يعانون من مشاكل كبيرة جداً.

وفي الأعوام 1910 وحتى 1970 من القرن العشرين إنتزع الاطفال الأبوريجينيين من أحضان عائلاتهم للعيش في مؤسسات وعائلات استرالية.. وفي عام 2008 قدم رئيس وزراء استراليا كيفن راد في البرلمان الفدرالي الاعتذار بالنيابة عن الأمة الاسترالية للأبوريجينيين عن الجيل المسروق.

وفي الإستفتاء عام 1967 صوّت 91% من الاستراليين بمنح الأبوريجينيين الأرض التي يثبتون فيها علاقة روحانية حياتية معها.. وتم النص على ذلك في الدستور.. وفي عام 1992 أقرّت المحكمة العليا الاسترالية البند في الدستور.. الذي يُطلق عليه تشريع مابو.. الذي يمنح الأبوريجينيين تملك الأرض.. فقد أخطأ كابتن كوك باعتبار ان استراليا هي ملك التاج البريطاني.

وفي ذات الإستفتاء أصبح يحق للأبوريجينيين التصويت في الإنتخابات.

وأعلن رئيس الوزراء الأسبق بول كيتينغ ان عام 1992 في العالم الاعتراف العالمي بالسكان الأصليين.. وقال ان العدالة لم تتم في حق الأبوريجينيين .. إذ إنتزعنا الأرض منهم وأحضرنا معنا الأمراض والإدمان على الكحول وقتلناهم ومارسنا التمييز العنصري في حقهم.

وفي عام 2015 بعد إجتماع رئيس الوزراء الأحراري الأسبق مالكولم تيرنبل مع الزعيم العمالي الأسبق بيل شورتن تم تأسيس مجلس الإستفتاء الذي يسمح بإصلاح الدستور من خلال الإستفتاء.. وسُمي بعد ذلك التراث الأبوريجيني ببيان «أورولو من القلب».

والآن بتاريخ يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 سوف يُعرض على الشعب الاسترالي بند يضاف الى الدستور ليقضي بالسؤال: «هل يمكن إضافة ان الأبوريجينيين هم سكان استراليا الأصليين؟.. وهل توافق على تصويت بإضافة لجنة أبوريجينية تُسمى (الصوت) تعطي النصائح للحكومة الفدرالية والبرلمان الفدرالي التوصيات بإصلاح أحوال الأبوريجينيين.. إذ هم يفهمون مشاكلهم وحلّها».

تفيد إستطلاعات الرأي ان التصويت بـ»نعم» متقارب جداً مع التصويت بـ»لا».. إذ ان استراليا منقسمة بهذا الرأي.. والتصويت بنعم يجب ان يكون بالأغلبية من الشعب الاسترالي.. وأربع ولايات من الولايات الست.

والذين يصوتون بـ»لا» يخشون ان إنتخاب لجنة أبوريجينية تابعة للبرلمان هي ضد الديمقراطية إذ ان البرلمان الفدرالي يمثل صوت الشعب ويجب عدم إدخال أي بند في الدستور يقضي على الخلل في النظام الديمقراطي.. ويخشون أيضاً ان التصويت بـ»نعم» قد يؤدي الى عقد معاهدة بين الأبوريجيين واستراليا بالحكم الذاتي.

ومن أجل تصحيح المسار التاريخي الذي إرتكبه جايمس كوك وآرثر فيليب يجب إعطاء الأبوريجينيين حقهم وذلك بإنتخاب هيئة إستشارية تعطي النصائح الى الحكومة والبرلمان فيما يتعلق بشؤون الأبوريجينيين.. لذا سوف أصوّت في الإستفتاء بـ «نعم».

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=31286

ذات صلة

spot_img