مجلة عرب أستراليا سيدني
إصلاح نظام الهجرة
بقلم الكاتب هاني الترك OAM
طالعتنا أرقام دائرة الشؤون الداخلية الأسبوع الماضي أن عدد طالبي اللجوء الذين يدخلون استراليا على متن الطائرات 400 لاجئ أسبوعياً.. فقد بلغ عدد الطلبات حوالي مئة ألف لاجئ ومهاجر.. موجودون في استراليا إنتظاراً لمعرفة نتيجة طلباتهم.. وهم إما من الطلبة أو من السياح.. يحملون تأشيرة إقامة مؤقتة ويحق لهم العمل.
ينتظر هؤلاء اللاجئون نتيجة طلباتهم التي تستغرق عدة سنوات.. وبرنامج الهجرة لهذا العام يبلغ 190 ألف مهاجر سنوياً.. فإن نسبة المهاجرين في أستراليا 30% من تعداد السكان.
كانت الهجرة ولا زالت هي المورد الرئيسي لبناء استراليا وتقدمها. فقد ولى العهد الذي كانت فيه سياسة استراليا البيضاء وقبول عدد كبير من المهاجرين البيض من أوروبا.. وبعد الحرب العالمية الثانية تبنت استراليا سياسة واسعة للهجرة قبلت على أساسها أكبر عدد من المهاجرين في تلك الفترة من تاريخها.
وفي الستينات من القرن الماضي سمحت الحكومة بقبول المهاجرين من الدول غير الأوروبية.. وبعد إطلالة سياسة الهجرة عام 1973 ألغيت رسمياً سياسة الهجرة على أسس عنصرية.. وفتحت باب الهجرة لجميع الأجناس بشرط ان تتوفر في صاحب الطلب مواصفات الهجرة المطلوبة.
غير ذلك، زاد عدد المهاجرين من جميع أنحاء العالم حتى نحن نرى بين كل 3 أشخاص شخصاً واحداً وُلِد خارج استراليا.. وأصبحت استراليا أفضل بلد في العالم.
لقد أثر المهاجرون على جميع أنشطة الحياة الاسترالية وساهموا في بناء الإقتصاد المتقدم.. لتصبح استراليا ذات الحجم المتوسط بين الأمم المتحضرة ومجتمع الحضارات المتعددة.
والواقع أن استراليا كانت متعددة الحضارات منذ يوم 26 تشرين الثاني/ يناير عام 1788.. حينما ألقى الأسطول مراسيه على شاطئ سيدني.. وكانت ضمن الأسطول الأول جنسيات غير بريطانية مثل الأيرلنديين والأفريقيين الى جانب الوجود الأبوريجيني الأصلي قبل الإستيطان في ذلك اليوم التاريخي. والآن وبعد مرور 235 عاماً على إستيطان استراليا أصبحت دولة قوية تعتبر من الدول ذات الحجم المتوسط.. وأفضل دولة في العالم.. إذ صوّت 8 ملايين سائح في العالم أن سيدني هي أفضل مدينة في العالم.. حتى ان البرطانيين صوّتوا لاستراليا كأفضل دولة في العالم.. فقد إنبثقت استراليا من رحم بريطانيا وفاقت عليها بعد مرور 235 سنة من تأسيسها.. مع أن ذلك الزمن يعتبر قصيراً في تاريخ الشعوب.
لذا يجب إصلاح نظام الهجرة.. والبت السريع في طلبات اللجوء والهجرة.
الإسترخاء النفسي يؤدي إلى السعادة
إن الصحة النفسية والجسدية هي قضية هامة للإنسان يلعب بها العقل دوراً كبيراً في تجنب الوقوع في أنياب المرض أو العلاج أو حتى الشعور بالسعادة.. فإن الصلاة وممارسة رياضة الإسترخاء الذهني والتأمل مع الذات تدعم جهاز المناعة وتمنحه القوة في مقاومة الأمراض الجسدية والعقلية.
تشير إحصائية حديثة أن مليون ونصف مليون استرالي بدأوا في ممارسة الإسترخاء الذهني خلال العام وشعروا بالفرق إذ إزدادت نسبة السعادة في نفسياتهم وإرتفعت معنوياتهم وتجنبوا الوقوع في مخالب الأمراض بنسبة أعلى من الذين لا يمارسون الصلاة والتأمل والإسترخاء النفسي.
تفيد الدراسات أيضاً أن الشخص الذي يتكلم عن نفسه ومشكلته لصديق أو لطبيب فإن ذلك يغذي العقل مثل ممارسة الجنس أو تناول وجبة طعام شهية بعد جوع.. وبالتالي إخراج مكنونات النفس لصديق يقي من الأمراض.. لأن كبت الشعور والأفكار من الداخل يؤذي صحة الشخص.
والعثور على صديق يثق فيه الشخص صعب هذه الأيام.. وخصوصاً بين أبناء الجالية العربية ومعظمها لا يقرأ ويقضون الوقت في الزيارات والكلام الفارغ وعدم التحدث عن قضايا عامة وعلاقتها بأفكار الشخص.
ومن ثم يقترح العلماء أن يتكلم الشخص مع نفسه بصوت عالي حتى يعبر عن مكنونات نفسه.. بل أن هناك أشياء لا يستطيع الشخص التصريح بها علنا لصديق أو صديقة أو أي شخص.
ومن ثم التردد على أخصائي نفسي مفيد جداً من أجل التعبير عن خفايا النفس التي لا يستطيع الشخص التصريح بها لصديقه أو صديقته.. وقد يؤدي ذلك لشعور بسعادة حتى لا تقمع على أفكار الذات في الداخل وتقتل صاحبها.
وتشير إحصائية نشرت أمس أن أصحاب العمر الطويل يشعرون بالسعادة والتفاؤل بالحياة. فقد درس العلماء 243 شخصاً فاقت أعمارهم على مئة عام ومعظمهم كان مبتسماً ضاحكا ومتفائلاً واجتماعياً.. يعتبر الضحك جزءاً هاما في الحياة الاجتماعية وشبكة الإتصالات.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=28876