مجلة عرب أستراليا سيدني
بقلم الكاتب هاني الترك OAM
أين العدل أيها الحكام؟
إن الشعوب التي تتعاطف مع المدنيين الأبرياء في غزة في وادٍ.. والحكام في وادٍ آخر.. حتى أن حزب العمال الحاكم متواطئ مع الولايات المتحدة في الكارثة التي تقع في غزة.
فقد امتنعت أستراليا عن التصويت على قرار معظم دول العالم في الأمم المتحدة المطالبة بالهدنة.. من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لمقومات الحياة الأساسية في القطاع.
وفي الواقع ان موقف حزب الخضر مشرّف واتهم زعيم الحزب آدم بانديت حكومة ألبانيزي بالتواطؤ مع الولايات المتحدة.. بعدم إيقاف العدوان الإسرائيلي على القطاع.. وأضاف بانديت أن الحكومة العمالية بدلاً من إستخدام الديبلوماسية من أجل الهدنة.. فقد صوّتت مع الولايات المتحدة في إستمرار العدوان.
وأضاف بانديت ان عزم إسرائيل الهجوم البري على قطاع غزة سيكون كارثياً.. ونادى بإنهاء إسرائيل إحتلالها لفلسطين.
وتصريح وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ التي نادت بالإنسانية وإيقاف الحرب..
لاقت الغضب من الجالية اليهودية.
وكان مراسل مؤسسة الإعلام الأسترالية أي بي سي توم جوينر قد قال بأن الإدعاء الإسرائيلي بأن حركة حماس تقطع رؤوس الأطفال هو إدعاء قذر وغير صحيح.. ويخضع جوينر الآن للتحقيق من قبل إدارة أي بي سي.. وتم نقله من إسرائيل إلى مكان آخر.
وعلى صعيد آخر دعم وزير التوظيف طوني بورك مبادرة رفع العلم الفلسطيني على مبنى بلدية كانتربري بانكستاون.
وفي ظاهرة غير مسبوقة في استراليا وقّع رؤساء الوزراء السابقين الذين لا زالوا على قيد الحياة.. بإستثناء بول كيتينغ على بيان مشترك يدينون فيه هجمات حماس بتاريخ 7 أكتوبر على إسرائيل.. وطالبوا المواطنين الاستراليين بالحفاظ على الوحدة.
وقد وقّع البيان جون هاورد.. كيفن راد.. جوليا غيلارد.. طوني آبوت.. مالكولم تيرنبل وسكوت موريسون.
ويقول البيان نحن نعتقد ان معظم الاستراليين من كل الديانات والملحدين يوافقون على التضامن مع الاستراليين اليهود في هذا الوقت.
فإن الهجوم على العائلات الإسرائيلية أكبر مجزرة يواجهها اليهود منذ الهولوكوست.. وان حجم الهجمات يعادل أفعال داعش. وينادي البيان بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بدون شروط التي أسرتهم حماس.
ويؤكد البيان بأننا نقف مع الجالية الفلسطينية التي لها عائلات يموتون في غزة فهم يستحقون حبنا ودعمنا.. فإن نجاح أمّتنا يعتمد على الوحدة وعدم السماح للصراع خارج استراليا بأن يجعل أحدنا يواجه الآخر.
ويحث البيان إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين الفلسطينيين.. ويدعم إسرائيل في سعيها نحو القضاء على حماس.
ويطالب البيان دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة الفلسطينيين المدنيين.. ويؤكد على حل الدولتين من أجل إحلال السلام الدائم للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقال ناطق بإسم الحكومة الاسترالية ان البيان يمثل وجهة نظر الحكومة الاسترالية.
وعلّق المدير التنفيذي لمجلس النواب الاستراليين اليهود أليكس ريفتشين أن البيان هو رد قوي على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في سيدني. ويضيف ريفتشين ان رؤساء الوزراء الاستراليين قد طرحوا إختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية ويقفون متحدين كمثال يحتذي به جميع الاستراليين.
وعلى مستوى الولاية خرج نائب بانكستاون الوزير جهاد ديب عن صوت حزب العمال الحاكم في الولاية وعلى لسان رئيس الحكومة كريس مينز الذي ناشد بوحدة رأي نواب الحكومة..
إذ قال ديب أنه يجب دعم هدنة بين الطرفين وإيقاف قصف غزة.
وأضاف جهاد ديب ان مواصلة قصف غزة وعدم وصول المساعدات الأساسية لمقومات الحياة وإغلاق الحدود ونزوح الفلسطينيين.. نجم عنه العقاب الجماعي على سكان غزة.
وأكّد ديب ان الكثير من سكان منطقته الانتخابية يشعرون بالتوتر نتيجة الصراع.
وكان ديب قد تحدث مرتين في البرلمان عن الحرب بين حماس وإسرائيل.. إلا ان تعليقه على الأوضاع في غزة جاء نتيجة أسئلة الصحفيين له.
وكان مينز قد وجّه رسالة للنواب العماليين في حكومته ان يتكلموا بصوت واحد.. بعد أن حوالي 12 نائباً عمالياً لأصدقاء فلسطين رسالة تأييد للفلسطينيين مع مراعاة ان ديب ليس من الموقعين على الرسالة .
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=31592