مجلة عرب أستراليا سيدني- ألوان من ثقافتي مع أستراليين
بقلم الكاتب هاني الترك OAM
صديقي الأول:
لي صديق ونسيب استرالي من أصل أيرلندي.. طاعن في السن.. يبلغ عمره 94 عاماً.. لا يزال في صحة جيدة ونشيط.. يعيش في استقلالية في قرية المتقاعدين.
تمتد صداقتي معه على مدى خمسين عاماً.. فهو إنساني جداً.. يهب لمساعدة الآخرين.. ويهوى أعمال الخير.
يحب الثقافة العربية.. وكانت زوجته الراحلة فلسطينية.. مغرم بالتراث الفرعوني.. ويستهويه جمال المرأة العربية بالذات.. حتى أنه سافر الى مصر والدول العربية.. حتى يرى التراث المصري القديم.. ويرى ويحس شخصياً بجمال المرأة العربية «لسة نفسه خضرا».
أشاهد معه سوياً الأفلام العربية وأترجم له الفيلم.. ونشاهد ونستمع دائما إلى أغنية الكرنك الخالدة لموسيقار العرب الراحل عبد الوهاب.. فقد قام صديقي بزيارة معبد الكرنك وله ذكريات فيه.
هو مثلي قارئ نهم.. نذهب سوياً إلى المكتبات العامة لإستلاف الكتب.. وإلى مكتبات بيع الكتب الجديدة.. وهو يعتقد مثلي بتقمص الأرواح على أسس علمية.. ونتجاذب دائماً أطراف الحديث عن مواضيع نقرأها.
وهو يدخن بشراهة مثلي.. وبعد عمر طويل على وجه الأرض.. سوف نتقابل في عالم الروح بإذن الله.
صديق ثاني:
لي صديق آخر استرالي أصيل.. كان زميلاً لي في جامعة نيو ساوث ويلز عام 1973.. درسنا سوياً في مؤهلات المكتبات.. تمتد صداقتي له على مدى 50 عاماً.. أكملت أنا دراسة الماجستير في المكتبات والقانون.. وهو أكمل دراسة الماجستير في علوم الفضاء.
يتعاطف صديقي مع القضايا العربية.. وخصوصاً الحق الفلسطيني.. إصطحبته سنة 1984 إلى غزة بلد العزة.. تأثر بثقافتنا العربية وطلب الزواج من فتاة عربية.
في غزة تعرف على فتاة قريبة لي وتزوجا.. وكان زواجاً موفقاً وعاشا في سعادة وتناغم.. أنجبا أولاداً خليطاً من الجمال العربي والجمال الغربي.. أذكياء وأصحاء.
أصبحا جداً وجدة بإنجاب أحفاد وحفيدات.
وهو إنساني في معتقداته ولا يهتم بتقمص الأرواح.. ويركز إهتمامه على علوم الفضاء.
صديق ثالث:
أما صديقي الثالث فهو من نوع آخر.. فهو أسترالي كان شيوعي المبدأ.. تعرفت عليه منذ دراستنا معاً في جامعة نيو ساوث ويلز عام 1974.
توطدت الزمالة والصداقة بيننا.. وكنت أتردد على منزله.. ويتردد على منزلي.. وتعرفت على زوجته.. كانت إمرأة جميلة ومدرسة.. قال لي ذات مرة انه يريدني أن أضاجع زوجته.. قلت له لا تقل هذا الطلب مرة أخرى فأنت صديقي وأنا أقدس حرمة الصداقة.
طلب مني مرة أخرى فقلت له في غضب إذا كررت هذا الطلب سوف أقطع صداقتي معك وأمزق عنقك.. وبالفعل لم يكرر طلبه بعد ذلك.
أصبحت زوجته تصطحب زوجتي إلى الكنيسة.. إذ قالت لي إذا ذهبت معنا إلى الكنيسة فإن زوجي سيذهب معنا.. ووافقت.
أثناء الصلاة في الكنيسة رفع المصلون أياديهم إلى السماء ممسكين بأيادي بعضهم.. ولكن صديقي رفض الإمساك بيد جاره على المقعد.. قال له الجار لماذا ترفض أن تمسك بيدي.. قال له صديقي إني لا أؤمن.. فقال له الجار لماذا أنت في الكنيسة إذن.. فقال له صديقي إن زوجتي قد أحضرتني.
وبعد هذه السنوات تحول صديقي عن الثقافة الشيوعية وأصبح يتردد على الكنيسة مع زوجته.. قال لي ذات مرة أني أدركت أهمية الصداقة الحقة.. فقد علمتني أهمية الصداقة البريئة بعيداً عن الجسد الفاني.
صديقة أخرى:
صديقتي الاسترالية كانت تشغل منصب محامية مرافعات تعرفت عليها أثناء عملي في المحكمة العليا.. كنا نتناول طعام الغذاء أثناء الاستراحة.
كانت معجبة بي وتشتهيني وأنا لم أكن أدري.. كنت بريئاً في ريعان شبابي.. شاءت الأقدار أن أحضر المؤتمر الدولي للمكتبات في برزبن.
كان لي غرفة في الفندق الذي يضم النزلاء من المشاركين في المؤتمر.. وفي اليوم الثاني للمؤتمر دقت صديقتي باب غرفتي وقالت لي: هل تريد رومانس.. قلت لها أنت صديقتي وانا لم أفكر فيكِ يوماً كهدف جنسي.
عانقتني وحضنتني وإنكبت تقبلني بحرارة.. وقالت هذا لون من صداقتي معك.. فإنني إشتهيتك منذ رؤيتك في العمل.
لم أستطع المقاومة أمام جمالها الفتان وتبادلنا الغرام واللقاء الجنسي.
وبعد عودتنا الى سيدني عادت وانتقلت الى العيش في كوينزلاند ولم أر وجهها منذ ذلك الحين.نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25661