مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM
تعالت الأصوات مؤخراً تنادي بإلغاء التعددية الحضارية في أستراليا.
وتطالب وسائل الإعلام الأسترالية الحكومة بإلغاء سياسة التعددية الحضارية الرسمية، واستبدالها بالوطنية المدنية، مع التعهد بتطبيق القيم الأسترالية.
كما تدعو هذه الأصوات إلى إلغاء المنح المالية المخصصة للتعددية الحضارية، والتي قد تؤدي إلى الانفصال الإثني، بالإضافة إلى ترحيل النشطاء المتطرفين إلى خارج أستراليا قبل حصولهم على الجنسية الأسترالية، والتأكد من أن المهاجرين إلى أستراليا سيلتزمون مسبقًا بتطبيق القيم الأسترالية، مع الولاء والانتماء للدولة.
وفي بريطانيا، صرّح رئيس وزرائها السابق، ديفيد كاميرون، بأن بريطانيا دولة مسيحية، وأن من يعيش فيها يجب أن يطبق القيم البريطانية.
أما المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي دعمت سياسة التعددية الحضارية، فقد أقرت بأنها كانت تجربة فاشلة، ويجب إلغاؤها.
أما في أستراليا، فلا تزال التعددية الحضارية قيد التطبيق، ولم تفشل حتى الآن، بخلاف ما حدث في أوروبا وبريطانيا، حيث أدى ارتفاع عدد المهاجرين وارتكاب بعضهم للجرائم إلى تصاعد المطالبات بإلغاء هذه السياسة.
وأضاف كاميرون أن البريطانيين يطبقون مبادئ الديمقراطية، وحكم القانون، وحرية التعبير، وحرية الثقافة. كما شدد على ضرورة تدريس هذه المبادئ الأسترالية في المدارس والجامعات لضمان نجاح التعددية الحضارية في أستراليا.
إن التعددية الحضارية الناجحة تستوجب دمج العناصر الإيجابية من الحضارة الأسترالية مع العناصر الإيجابية من الثقافات المختلفة، مثل أهمية العائلة كوحدة اجتماعية أساسية في المجتمع.
وتكمن فوائد التعددية الحضارية في تمكين المهاجرين من تبني القيم الإيجابية من الثقافة الأسترالية، مثل الديمقراطية، والحرية المسؤولة، والمساواة بين الجنسين. كما يمكنهم الاحتفاظ بالجوانب الإيجابية من ثقافاتهم الأصلية، مع التخلي عن بعض المعتقدات التي تتعارض مع قيم المجتمع الأسترالي، مثل رفض زواج المثليين والإباحية الجنسية.
ولم تفشل سياسة التعددية الثقافية في أستراليا حتى الآن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الثقافة إذا توسعت خارج حدودها تُعرف بالحضارة. وأستراليا تطبق هذه الثقافة، مما يستدعي فهماً دقيقاً للتعددية الحضارية والثقافية.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط النشرـ https://arabsaustralia.com/?p=41258