مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM
منذ 50 عاماً كنت أعمل بوظيفة أمين مكتبة في نيو ساوث ويلز.. كان المدير يهودي الديانة.. حصل بيننا إختلاف.. كنت في ذلك الزمن فقيراً في المعلومات التاريخية عن الهولوكوست (المحرقة) التي ارتكبها هتلر ضد اليهود حيث قتل نحو 7 ملايين يهودي. وقلت له يا ليت النازية قد قضت على اليهود.. إذ إحتلوا فلسطين بدون وجه حق.. وخلقوا إسرائيل وشردوا الفلسطينيين عبر العالم.
لقد كلفتني تلك العبارة غير الإنسانية وظيفتي.. ولم أتمكن من الحصول على وظيفة في مكتب رئيس الوزراء الراحل غوف ويتلم.. لإجراء مقابلة لي في مكتبة ويتلم.
مع مرور الأيام تسلحت بالثقافة والتاريخ وأدركت ان هتلر إرتكب جرائم وحشية بربرية في حق اليهود والبشرية.
تذكرت هذه الواقعة.. مع ان إسرائيل ترتكب الجرائم البشعة ضد الفلسطينيين في غزة.. وقلبي مع الضحايا من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. إلا انني أناشد أبناء الجالية الفلسطينية والعربية.. بعدم إرتكاب أي عمل أحمق غير قانوني في أستراليا ومعادي للسامية.. ونحن الفلسطينيون من سلالة السامية مثل اليهود.
فنحن في أستراليا التي فتحت أبوابها للفلسطينيين والجنسيات الأخرى.. فنحن جالية مسالمة.. ومن هنا في أستراليا والبلاد الغربية يجب تجنب أي عمل تخريبي ضد اليهود في أستراليا ونرفضه تماماً.. لأنه عمل إجرامي ضد أستراليا موطننا الحديث.. فإن أستراليا مجتمع الحضارات المتعددة.. وتتميز بالتناغم.. إستضافتنا نحن المهاجرين وأعطتنا الكثير.
إن إنتمائنا لأستراليا رغم الاعتزاز من الأصل الفلسطيني.. وندين أي عمل غير قانوني أو إنساني ضد أبناء الجالية اليهودية في أستراليا.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=40700