بقلم هاني الترك
مجلة عرب أستراليا- سيدني- بن روبرتس سميث الجندي الاسترالي المميز الحاصل على اعلى وسام الشجاعة «فيكتوريا كروس».. قد يُجرّد من الوسام ويُسحب منه.. وذلك إثر صدور تقرير عن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الاسترالية الخاصة في أفغانستان.
وروبرتس سميث هو احد 19 جندياً استرالياً تم إحالة ملفاتهم الى جهاز الشرطة للتحقيق معهم.. إستناداً الى قتلهم المدنيين والأسرى في أفغانستان.
فقد أوصى المحقق في جرائم الحرب القاضي بول ميريرون بتجريد المتورطين في جرائم الحرب من وسام الشجاعة وإحالتهم الى القضاء.. وقد ينجم عن ذلك سجنهم إستناداً الى ان جرائمهم لا تتفق مع المعايير والقيم الاسترالية.
والواقع ان استراليا هي إحدى الدول الموقعة على المعاهدة الدولية بمنع قتل الأسرى والمدنيين في الحروب.. وقد إلتزمت استراليا بتطبيق نصوص المعاهدة الى ان ما بدر من نتائج التحقيق في الحرب في أفغانستان.
فالتاريخ يقول لنا ان في حرب البوير التي خاضتها القوات الاسترالية مع القوات البريطانية في جنوب إفريقيا انه تم إدانة 3 جنود استراليين في جرائم حرب.. وهم هانكوك ومورانت وديكون.. فقد أُتهموا بقتل أسرى الحرب واعترفوا بالتهمة.. ولكن بناء على اوامر قائد القوات البريطانية في ذلك الزمن.
وقد تم إعدامهم وقال مورانت جملته المشهورة وقت إعدامه: «إطلقوا النار أيها اللقطاء».وفي عام 1941 في الحرب العالمية الثانية صدرت الاوامر الى البحرية الاسترالية والبرية بإحتلال نيوغيني الألمانية.. ووُجهت الاتهامات للقوات الاسترالية بقتل الأسرى.. وجرت محاكمة ولكن ثبت إدانة جندي واحد بالجريمة.
وهناك تقارير في الحرب العالمية الثانية أيضاً ان قوات الحلفاء ومن بينها القوات الاسترالية قتلت الأسرى اليابانيين.. ولكن لم تثبت بعد التحقيقات تلك الاتهامات.
وفي حرب فيتنام قال المؤرخون انه عام 1969 قد ارتكبت القوات الاسترالية جرائم الحرب بقتلها للأسرى الفيتناميين.. ولكن بعد التحقيقات لم تثبت صحة التهم.
وهكذا فان سجل استراليا نظيف بعدم قتل الأسرى والمدنيين عبر تاريخها في الحروب التي خاضتها خارج حدودها. يجب هنا ملاحظة هامة وهي ان الجنود الاستراليين الذين قتلوا الاسرى والمدنيين في أفغانستان هم من القوات الاسترالية الخاصة.. وهم مدربون تدريباً شاقاً جداً.. وليسوا من الجيش الاسترالي العام. وقد أُحيلت ملفاتهم الى جهاز الشرطة والنيابة العامة للتحقيق في مدى صحتها.
وإذا ثبتت التحقيقات فانهم سوف يخضعون للمحاكمة وقد تُفرض عليهم عقوبة السجن.. إضافة الى سحب الأوسمة منهم.. مثل بن روبرتس سميث الحاصل على أعلى وسام الشجاعة في الدولة.. فهم إرتكبوا جرائم حرب ولا يجب ان تسيء الى سمعة استراليا مجموعة من الجنود الاشرار الذين خرقوا قواعد معاهدة عدم قتل الأسرى والمدنيين في الحروب.. فان سجل استراليا خالٍ من وصمات العار إلا في هذه الحالة في أفغانستان.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=12533