spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

هاني الترك OAMـ أستراليا جمهورية

مجلة عرب أستراليا  سيدني- أستراليا جمهورية

بقلم  الكاتب هاني الترك OAM

نشر في جريدة التلغراف الاستراليه

تبنى حزب العمال الفيدرالي في مؤتمره السنوي الذي عُقد خلال عطلة الأسبوع كجزء من سياسته الخارجية التعهد بعقد مؤتمر قمة دولي للأمم الديمقراطية في العالم.

والسياسة التي تبناها الحزب هي من بنات أفكار دانيال وايت مستشار النائب الفيكتوري أنطوني بيرن.. ووايت هو مؤسس العمال لأستراليا جمهورية.. من أجل تحقيق أيديولوجية وإقتصادية وتكنولوجية.. بهدف إقامة ديمقراطيات عالمية مع نهاية القرن.. وقد طرح وايت هذه السياسة في كتاب نُشر مؤخراً.

ويتضمن ذلك ضرورة تحول أستراليا الى جمهورية.. ففي إستطلاع للرأي العام الاسترالي وُجد فيه ان 51% من الاستراليين يودون تحويل أستراليا الى جمهورية.. وذلك بإنهاء دور الملكة إليزابيث كرأس للدولة الأسترالية.. وفك إرتباط أستراليا من تبعيتها للتاج البريطاني.. لتصبح أستراليا جمهورية مستقلة.. وذلك إستناداً للخطوات التالية:

*  من ناحية قانونية صرفة فمنذ قدوم البريطانيين الى أستراليا عام 1788 وحتى سنة 1987 كان يحق للبرلمان البريطاني تشريع وسن قوانين سارية المفعول على استراليا.. ولكن في سنة 1987 صدر قانون بريطاني أسترالي مشترك يقضي بوضع حد لسلطة البرلمان البريطاني على أستراليا.. وهذه مرحلة هامة نحو طريق الاستقلال والمهمة قبل تحول استراليا الى النظام الجمهوري.

*  منذ حولي 45 عاماً ألغى البرلمان الأسترالي حق إستئناف القضايا القانونية من المحكمة العليا الأسترالية الى المحكمة العليا البريطانية.. وبذلك أصبح الحكم النهائي للفصل في القضايا القانونية في استراليا هي المحكمة العليا الأسترالية.

* وكذلك فقد ألغت المحاكم العليا في الولايات الإلتزام بالقانون البريطاني.. ولم يعد يحق للمحكمة العليا البريطانية البت في قضايا استرالية تُرفع من المحاكم العليا للولايات.

*  منذ تأسيس أستراليا وحتى هذه اللحظة أخذت شخصيتها عبر التاريخ تتغير وتتطوّر حتى أصبحت ملامح هويتها وعناصر ثقافتها مخالفة للهوية البريطانية.. ولن تأخذ الشخصية الوطنية الأسترالية ملامح الاستقلال التام والاعتراف الكامل بها من قبل العالم إلا بالإنفصال التام عن التاج البريطاني.. وذلك حتى لا تظل الفكرة العالقة في ذهن العالم طالما انها بقيت تابعة للمملكة البريطانية بأن أستراليا ليست دولة ذات سيادة تامة.

*   إن جزءاً كبيراً من الأستراليين لا ينحدرون من أصل بريطاني.. وهؤلاء غير مرتبطين تاريخياً أو عرقياً أو ثقافياً من بعيد أو قريب ببريطانيا.. ولا يرون أي معنى على الإطلاق في ولائهم لبريطانيا.. فحينما يحصل المهاجرون على الجنسية الأسترالية الآن يقسمون يمين الولاء لاستراليا بعد ان كان القسم في الماضي للملكة.

*   إن الأغلبية من الأستراليين الذين يعارضون فصل أستراليا عن بريطانيا يظنون ان تحول استراليا الى جمهورية يعني القضاء على جميع الروابط مع الكومنويلث.. حيث تصبح استراليا غير ديمقراطية وغير مستقرة من الناحية السياسية.. هنا يكمن سوء الفهم.. فإن التحول الى النظام الجمهوري لن يؤثر على النظام الديمقراطي البرلماني فيها.. ولن يكون إنتخاب رئيس الدولة مشابهاً لإنتخاب رئيس جمهورية في الولايات المتحدة.. حيث يترأس الرئيس هناك السلطة التنفيذية أي الحكومة.. في حين أن في النظام الأسترالي لن يتمتع رئيس الجمهورية بصلاحيات السلطة التنفيذية.. ولكن تبقى سلطته محدودة كصلاحيات الحاكم العام.. وفي حال تحول أستراليا الى جمهورية فلن تخرج من حلف الكومنويلث.. فإن 92% من الأستراليين يحبذون بقاء استراليا في الكومنويلث.

*  إن أول بند في الدستور الأسترالي الذي أقر عام 1901 هو ان أستراليا دولة تابعة للتاج البريطاني.. وان الملكة هي السلطة العليا فيها.. وممثل الملكة في استراليا هو الحاكم العام الذي يترأس البلاد من ناحية دستورية في استراليا.

* نظام تمثيل الملكة في شخصية الحاكم العام أثبت وجود ثغرات فيه تقود الى أزمات دستورية وسياسية.. ففي عام 1975 طرد الحاكم العام سير جون كير ممثل الملكة هنا طرد رئيس الوزراء ويتلم المنتخب دستورياً من قبل عامة الشعب.. ونجم عن ذلك أزمة دستورية وقانونية وسياسية كادت أن تقسم ظهر البلاد.

*   ومن أجل ان تصبح أستراليا جمهورية يجب تعديل الدستور لينص على ذلك صراحةً.. وهذا التعديل يتم بموافقة الأغلبية المطلقة من عامة الشعب بعد عقد إستفتاء رسمي بموافقة أربع ولايات على الأقل من الولايات الست.

*   فإن فصل بريطانيا عن التاج البريطاني هو ضروري إذ لم يعد لبريطانيا أهمية تُذكر.. أو أي تأثير على استراليا من النواحي الاقتصادية أو العسكرية او حتى الثقافية.. فبعد الحرب العالمية الثانية حلّت الولايات المتحدة مكان بريطانيا كحليفة أولى لأستراليا.. مع ان استراليا إنبثقت من بريطانيا.. ومع انها ورثت منها الميراث القانوني والنظام السياسي الديمقراطي واللغة الإنكليزية.. وبقى إرتباطها بالبلاط الملكي فقط.. صحيح انه لا يمكن للبرلمان البريطاني ان يسن قانوناً يُفرض على أستراليا.. ولكن الملكة إليزابيث هي رأس الدولة الأسترالية ويمثلها في أستراليا الحاكم العام.. فإن التحول الى النظام الجمهوري هو مجرد مسألة وقت.. ويرى البعض انه سيتم بعد رحيل الملكة إليزابيث.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=15546

ذات صلة

spot_img