مجلة عرب أستراليا-سدينى-رويترز-تردد صوت الأذان في مدينة كرايستشيرش وفي أنحاء نيوزيلندا يوم الجمعة، بينما تجمع الآلاف لتأبين 50 شخصا قتلوا بالرصاص في مسجدين بالمدينة قبل أسبوع.وانضمت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن لنحو 20 ألف شخص في الوقوف حدادا على الضحايا في متنزه هاجلي أمام مسجد النور الذي سقط فيه معظم القتلى خلال صلاة الجمعة الأسبوع الماضي.
وقالت في كلمة قصيرة ”نيوزيلندا تشاطركم الأحزان. نحن واحد“.وأعلنت أرديرن، التي سارعت بالتنديد بالهجوم ووصفته بأنه إرهابي، فرض حظر على البنادق الهجومية شبه الآلية كتلك التي يستخدمها الجيش.والبلاد في حالة تأهب قصوى منذ الهجوم وقالت الشرطة يوم الجمعة إنها تحقق في تهديد تلقته أرديرن عبر تويتر.
وكانت صحيفة نيوزيلاند هيرالد ذكرت أن منشورا على تويتر يضم صورة بندقية وعليه تعليق يقول ”أنتِ التالية“ أرسل إلى رئيسة الوزراء. ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك من مصدر مستقل.وغالبية ضحايا أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ نيوزيلندا مهاجرون من دول مثل باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنجلادش.
وقال إمام مسجد النور جمال فودة للحشد ”قلوبنا محطمة لكننا لم ننكسر. نحن على قيد الحياة.. نحن معا وكلنا تصميم على ألا نسمح لأحد أن يقسمنا“.وأضاف في خطبة الجمعة التي تم بثها على مستوى البلاد ”لأسر الضحايا أقول أحباؤكم لم يموتوا سدى. فدماؤهم روت بذور الأمل“.
وقام عشرات الآلاف من الأشخاص بتأبين الضحايا في أنحاء نيوزيلندا، حيث شكل البعض سلاسل بشرية أمام المساجد وأدى آخرون صلوات صامتة في المدارس والمقاهي وحتى في أماكن العمل.وفي كرايستشيرش، تدفق أقارب الضحايا ومشيعون آخرون على مقبرة وري فيها 27 من الضحايا الثرى.
وقال مشيع عبر مكبر للصوت ”هذه جنازة خاصة. نحن لا نفعل ذلك كل يوم… نحن لا ندفن 27 من إخوتنا وأخواتنا كل يوم“.وكان أول شخص يدفن هو نعيم رشيد الذي قتل خلال تصديه للمسلح في مسجد النور.ووجه القضاء النيوزيلندي اتهاما بالقتل إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض ويعيش في دندين بساوث آيلاند في نيوزيلندا.وتارانت محتجز حاليا ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة في الخامس من أبريل نيسان. وتقول الشرطة إنه من المرجح أن توجه له مزيد من الاتهامات.
* ”إسلاموفوبيا“
وارتدت أرديرن التي أحاط بها وزراء ومسؤولون أمنيون في متنزه هاجلي غطاء للرأس وملابس سوداء. وارتدت كذلك شرطيات في المتنزه أغطية رأس وعلقن وردة حمراء على ستراتهن.وفي خطبة مفعمة بالمشاعر استمرت 20 دقيقة، قال إمام مسجد النور إن نيوزيلندا عصية على الانقسام والتفكك بسبب ما أظهرته من حب وتعاطف.
ووجه الشكر لرئيسة الوزراء على ما أظهرته من محبة وتعاطف، قائلا ”لقد قدمت درسا لزعماء العالم… شكرا لك على احتضانك لأسرنا“.وأضاف ”حادث الأسبوع الماضي إنما هو دليل للعالم أجمع على أن الإرهاب ليس له لون أو عرق أو دين. تنامي (نزعة) سيادة البيض تهديد عالمي كبير للإنسانية ويتعين أن ينتهي ذلك الآن“.
وتابع ”الرهاب من الإسلام حقيقي. إنها حملة مستهدفة للتأثير على الناس لنزع الصفة الإنسانية عن المسلمين والخوف منهم دون منطق“.ويمثل المسلمون ما يزيد قليلا على واحد بالمئة من سكان نيوزيلندا.وارتدى كثير من النساء غطاء الرأس إظهارا للتضامن مع الجالية المسلمة في نيوزيلندا وكان وسم حركة ”#حجاب من أجل التناغم“ (هيدسكارف فور هارموني) من الوسوم الرائجة على تويتر.
وشجعت الحركة التي دشنتها طبيبة من أوكلاند النساء على ارتداء الحجاب يوم الجمعة كرمز لتضامنهن ودعمهن للجالية المسلمة. وقالت روبين مولوني (65 عاما) التي كانت ترتدي هي ومجموعة من صديقاتها أغطية للرأس في متنزه هاجلي ”نرتدي الحجاب إظهارا لدعمنا وحبنا وتضامننا مع المسلمات ونأمل أن يظهر ذلك للمسلمات أننا معهن“.
ونشرت وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم صور رئيسة الوزراء النيوزيلندية مرتدية غطاء رأس أسود لدى زيارتها لأسر الضحايا بعد يوم من الهجوم.وشوهدت نساء في العاصمة ولنجتون يرتدين الحجاب في طريقهن إلى العمل صباحا.وتفرض الشرطة حراسة أمنية على المساجد في جميع أنحاء نيوزيلندا منذ الهجوم وانتشرت بكثافة يوم الجمعة لطمأنة المصلين.
ووضع الضباط الذي انتشروا في محيط كرايستشيرش شارات خضراء على صدورهم تعبيرا عن السلام والتضامن.وخصصت الصحف النيوزيلندية صفحات كاملة نعت فيها جميع الضحايا بأسمائهم وتضمنت دعوة إلى حداد وطني.وقالت صحيفة نيوزيلاند هيرالد في صفحتها الأولى ”دعوة إلى الصلاة.. في الوحدة قوة“.
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=2911