مجلة عرب أستراليا سيدني
غزة وحكاية البطولة
بقلم الكاتبة نهى فرنسيس
***
لهفي على مدينة تحولت عظام أطفالها
حبات مسابح
يتسلى بسماع طقطقاتها
المدمنون على حضور المسرحيات
والتفرج على الصور …
ليتها تحولت عظامهم الصغيرة
في قلوبهم وفي عيونهم غزّات
***
حاصرت قامتك يا غزة المقهورة
وحوش….. أياديها مجارف
أظافرها مدافع وقذائف
تحرق الشجر تهدم الحجر
تقتل الطير والفَراش
في أحضان أمهاتها
تكره النور لتنشر العتم الحالك
تخنق الورود والعرائش
وأشجار النخيل وتنحر القمر
***
غزة هل تعرفين بأن الوحش أميّ ؟
سيان عنده المتحضر والجاهلي
لا لون بشرة مفضل عنده
هو لا يسمع الموسيقى
لا شغف عنده بالفن والرقص
ونظم الشعر وإلقاء القصائد……
وحشنا يهوى أزيز الرصاص
وهدير دبابة وصخب مجنزرة
يطرب لصليل خنجر
وزرع الحفر
***
غزة! ما عادت أرضك قادرة
على امتصاص دماء أطفالك
وعجائزك والشباب…
أحالوا نهارك ليلا وليلك نهار
ونشروا فيك زلزالا من دمار
سوف تفيض دماؤك ينابيع عذبة
وأنهارا تهدر لتجرف الأسوار
وتزيل الوحول العالقة
على جوانب قنينتك
التي سجنوك فيها وسدوا الابواب
لفوا عنقك الجميل بالحبال
وصوبوا نحوك آلاف الحراب
جعلوك مختبرا لاسلحتهم الفتاكة
وتركوا وراءهم البيوت والساحات
حجارة مبعثرة وأرضا خراب
***
ما أشبه اليوم بالامس
نيرون عاد…..
رأيناه يترع الخمر الاسود
وروما تحترق…..
“وأبو عبدلله” ينعم بخيرات الذل
بعد أن أهدى غرناطة الأندلس لجلادها
وعرب الذل والعار يتفرجون
كي ترحل الغيمة عن صدورهم
من أية بوابة يهرب أطفال غزة
من رفح أم باتجاه بني صهيون؟
هناك هيئ لهم الاقرباء والاعداء
جنازة تليق بصبرك وصمودك
تليق بالبراءة وسحر “العيون” المفتوحة
والرؤوس المقطوعة
فما من جنون بعده جنون
***
غزة…. يا لون البلح في مواسم الجفاف
كبيرة أنت بكبرياء أهلك
غزة…. كسري القيد الجديد
إصنعي من عظام أطفالك
قيثارة للحب والسلام
لعلها تكون لهم العزاء
من الحليب المتدفق من صدور أمهاتك
اللواتي رفضن الموت والفناء
إرو النفوس العطشى للأمان…
لتخرج من ثراك بيض الحمام
***
يا رجال غزة لكم الامم ركعت إجلالا وإكبارا
يا أبطالا ببطولات غير مقروءة ولا مرئية
تصدون جحافل البرابرة الجدد بصدوركم
تردون هولاكو الحديث عن بواباتكم
تدافعون عن “الشرف العربي الرفيع”
باللحم الحي
بالدم الغاضب السائح من أجساد عجائزكم
تسفهون التكنولجيا المتطورة
كل أنواع السلاح جربوها على أجسادكم
صنعوا من عظامكم سلالا
ليضعوا فيها قطاف كرومكم
أنتم وحدكم تستحقون العيش بسلام
أنتم وحدكم تقدرون نعمة السلام
انتم وحدكم تستحقون قطف أثمار أتعابكم
أنتم وحدكم لا أحد غيركم
***
أيها العابثون بدماء الشعوب
كفى! فدماء أطفالنا ليست لعبا تتسلون بها
ليست تجارة
أوقفوا الآن حساب الربح والخسارة
كفى سفكا! كفى سادية….
كفى انتقاما…. كفى عبثية
كفى !!
كل أدوات حربكم جربت حظها
على جسد الضحية
يا خجل التاريخ من جديد النازية
***
شكرا لكم يا عرب
شكرا لموتنا…..
لقد سقطت ورقة التين التي تستر عريكم
من زمان بعيد ……
يا خصيان العهد التركي البائد
يا بائعي “الشرف الرفيع” بليلة مع فاجرة
فإلى متى تمضون في رحلة الذل….
ومتى سترحلون إلى غير رجعة……
فعلى رحيلكم لن نكون آسفين…..
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=31252