مجلة عرب أستراليا سيدني– الكلام الآخر
بقلم الكاتب نعيم شقير
قالت لا تبخل علي بكلماتك ..
فهي تحيي أحاسيسي التي دفنتها ومشيت في جنازتها وجف دمعي على فراقها ..
كلماتك تعيد لي ثقتي بنفسي ..
تحملني على بساط الريح، وتحلق بي في سماء الحب الذي فقدته ولم أعثر عليه في جعبة البصارة ولا في صندوقة الساحر ولا في خبايا المشعوذين ..
تنتشلني من قاع الواقع المظلم إلى قمة الحلم المضيء وتتركني هناك أتذوق حلاوة الشعر وطيب القصيدة ونبيذ الكلام ..
هل أطلب الكثير ؟
***
يليق لك الكلام يا سيدة الكلام ..
الكلام الجميل وجد لك وخيط من أجلك ..
ما أنا سوى صياد يقطف من بستان الكلام أحلى عصافير الحروف ..
يصعد الجبال الشاهقة وينزل الوديان السحيقة ويقطع الأنهر والجداول ويصطاد الحروف الطازجة ..
يقطفها من حقول الياسمين ويجعلها باقة في جعبته ، ويعود بعد رحلة شاقة ينفض عنها غبار الطلع ويمسح قطرات الندى لتصير على مقاسك ، ويعيد صياغتها من جديد ، حرف من هنا ، همزة من هناك ، ضمة من هنا وسكون من هناك ..
فإذا بالكلمة تصبح مغناة ..
إذا بها فراشة تحيك لك الصبح وتوقظك من سباتك العميق ..
تقول لك صباح الخير بكل لغات العصافير وأناشيد الطيور ..
تنفض عنها مشقة الرحلة ، وتستريح عند جفونك وتحوم حول رموشك ..
وتحط على مدرج جميل تشتهي كل الطيور أن تستريح فوقه ..
هذه الكلمات التي صارت فراشات ..
هي لك يا فراشتي الزرقاء ..
تحمل لك تحية الصباح بعناق الألوان ..
احجبيها عن الضوء حتى لا تحترق ..
فهي مثل صيادها تخشى الضوء وتعشق العتمة وتشتهي بياضك الذي ينافس الصبح ويغلبه ..
وتغني لك الحب الذي ضاع .. بلغة لا تحتاج إلى معاجم ولا قواميس ..
لغة لا يفهمها سواك ولا يجيد صياغتها سواي ..
صباح الخير يا حبيبتي ..
صح النوم يا عروستي البيضاء ..
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25021