spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

د. زياد علوش- طوفان الأقصى بنسخته اللبنانية يفتقد دور الحريرية السياسية

مجلة عرب استراليا- بقلم د. زياد علوش تغييب "الحريرية"السياسية افقد...

كارين عبد النور _ النزوح الداخلي على وقْع الحرب: مهمّة إنسانية سامية تشوبها المخاطر الأمنية

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور الحرب الإسرائيلية...

هاني الترك OAMــ الهرب الى المجهول

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إبّان الحكم...

نضال العضايلة- السودان إلى أين؟: إرحموا الشعب يرحمكم الله

مجلة عرب أستراليا سيدني

السودان إلى أين؟: إرحموا الشعب يرحمكم الله

الكاتب نضال العضايلة
الكاتب نضال العضايلة

بقلم الكاتب نضال العضايلة

قبل كل شيء علينا الإقرار بأن المكوِّن العسكري في السودان ليس كتلة متجانسة شأنه في ذلك شأن المكوِّن المدني، وأن الخلافات تدب في صفوف كلٍّ منهما، وأن انحياز العسكريين للثورة السودانية التي أطاحت بالبشير عام 2019 لم يكن انحيازًا للديمقراطية وإنما امتصاصًا للغضب الشعبي وكسبًا للوقت، في محاولة لإعادة فرض الهيمنة العسكرية على الحياة السياسية السودانية.

كان السودان وما يزال على الرغم من دعاوى السلام الكثيرة، والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك للم الشمل، وعدم تشتيته في نزاعات لا تجدي، مرتعاً للحروب، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، تلك التي تنشأ بين قبيلتين، وبين قبائل عدة، وبين منشقين عن الوطن، ضد الوطن، وأظن أن السودان من الدول التي يمكن تصنيفها دولة «حروب»، أو أريد لها أن تظل هكذا تنهض من حرب، لتواجه حرباً أخرى.

حصدت الحرب اللعينة الدائرة اليوم بين الجيش وقوات الدعم السريع أرواح عدد من المواطنين الأبرياء وألقت بآثارها الكارثية على البلاد قتل وإصابات وترويع ودمار للمقار والمؤسسات وكله كان نتيجة التهور العسكري الكسيح الذي أختار المواجهة ولا خيار غيرها، وكشفت الاشتباكات عن خطورة المواقع العسكرية والمعسكرات داخل الأحياء السكنية الخطر الذي كان يحيط بالمواطنين منذ زمن بعيد والذي أصبح الآن مهددا واضحاً لحياة الناس.

الشعب السوداني الذي يدعي الطرفان حمايته والوقوف معه يرفض بصورة واضحة وجود الطرفان داخل العملية السياسية، وهو يدرك تماما اطماع قياداتها في السيطرة على مقاليد الحكم ودفع في سبيل ذلك الكثير من الأرواح وهو مازال يكافح من اجل الانعتاق من هذه السيطرة التي تعتمد على البطش وقوة السلاح، وكلا الطرفان يعلم ذلك ولكن النفس الأمارة بالسوء تسيطر عليهم ويتجاهلان رغبة الشعب.

سيناريو الصراع على الحافة والذي شهدناه في الأيام الماضية مثل وشكل اختبارا حقيقياً لقوى الثورة والانتقال بما قدمه من صور جائزة وممكنة لتخريب البلاد إمعاناً في ضرب العملية السياسية وإجراءاتها وهو ما يجب حالياً تفادي إعادة صناعته والذهاب فوراً ودون إنقطاع نحو غايات التحول الديمقراطي وتوسيع فرص الإتفاق على الأهداف الموصلة لنهاياتها.

المستقبل في السودان مرتبط بإعادة الترابط والوحدة بين المكون المدني والإتفاق على الأولويات التي من شأنها أن تحقق للسودان انتقالاً ديمقراطياً صحيحاً وآمناً، ومرتبط كذلك بقناعة المكون العسكري أن حكم البلاد منفرداً أمر بات من الماضي.

ومع ذلك، فعلى الرغم من صدق الحكومة المدنية وجديتها، إلا أنه لا يمكن للسودان أن تعكس ثلاثة عقود من الفساد المستفحل والخلل بين عشيّة وضحاها، فقد أحرزت البلاد تقدماً حقيقياً في السياسة والإقتصاد غير أن هذه التطورات الأساسية المشجعة كانت مجرد خطوات أولية.

المطلوب اليوم، وبدلاً من الإقتتال وتخريب البلاد هو تمكين المدنيين من إدارة شؤون البلاد دون تدخل أو وصاية من العسكريين، وفي الوقت ذاته على العسكر الإستمرار في أداء وظيفتهم المنوطة بهم فيما يتعلق بالأمن والحماية والدفاع، مع إعادة تأهيل المؤسستين، العسكرية والشرطية، وتحديثهما لتحقيق ذلك.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=28926

ذات صلة

spot_img