بقلم نضال الاميوني
مجلة عرب أستراليا – سيدني
“نعم أنا أتغيّر …”، هذا ما قالته أم صديقتي شارفت على السبعين، فسألتُها: “ما الذي تغير لديك؟”
فبعد أن كنتُ أحبّ والديّ وأشقائي وزوجي وأولادي وأصدقائي فقط، بدأت الآن أحب نفسي !
فقد أدركت للتوّ أنني لست مثل “أطلس” في أساطير اليونان، والعالم لا يقف على ظهري !
لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار، فبالنهاية، لن تزيدني بعض القروش غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه !
لقد تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ. فبالتالي لم يعد يهمّني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين وتربيتهم . إن السلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي !
صرتُ أمارس التعبير بسخاء وحرية بلا نفاق. إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى الكلام الجميل والبناء، ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا !
تعلمتُ ألا أنزعج عن تجعّد يحدث على قميصي أو اتساخ فيه أو ارتداء نفس الثياب مرتين أو ثلاثة. فبالتالي إن قوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر !
صرتُ أبتعد بهدوء عن الناس الذين لا يعرفون قيمتي، لكنني أنا أعرف جيدا من أنا ! وأصبحت لا أهتم لمن يخذلني .
لقد صرت باردة كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم ، في النهاية، لن يبقى من كل الجدالات شيء، وأنا لم أعد أتحمل.
إنني أعمل كل ما يجعلني أشعر بالسعادة وأن أستمتع بحياتي .. فالعمر يمضي.. وأولادي جزء من حياتي وليس كل حياتي.. وأن أستمتع بعلاقاتي مع الأصدقاء… فبعد موتي.. كم من سيذكروني؟ ولمتى؟؟
وبالتالي فهمتُ بأني أنا المسؤولة عن سعادتي في الدنيا. ويجب أن نعيش الحياة على مهل والتلذذ بكل لحظة تمر كأنها آخر لحظة.
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=12346