مجلة عرب أستراليا- بقلم الشاعرة نسرين صايغ
كمن إستَوْشَمَ الغياب فَتاهَ في زرقة الندمِ، لمحته وهو يعبر في الغواية!
لمحته وهو يسلخ رموش الليل عن سعف نهاري
مطرز بالسحاب منحوت بالتلاشي وصدى الأغنيات.
دع الناي يا مناي دع الناي…. وسِر في خطاي.
واغزل كما غزلت ضبابك من شعاعي وامضي كما مضيت حافيا وعُد بك اليك إلى سيناء شغافي، إلى رذاذٍ شذّب مزن التلاق.
أنا من نثَرتُ خلاياي للطير يقتات على موتي ويحلق في منفاي
وأنا البراح والمرايا أنا السراي.
أرسو على جسدي في شعرية إياب وخُطاي أيائل تشاكس رحلة الأنفاس.
وَقَلَمِي على حَافَّةِ الرِّيحِ يَرْقُصُ حافِيا ويَصرخُ أدمع هو؟
أَم صَانِعَة اَلْمَطَرِ قَدْ أَقْبَلَتْ!.
الطير يلهثُ ولا يلهث
والغد ماضٍ لا يمضي
وقلبي صاح والسماء هنا صافية.
حَملتُني على كتفي تاريخ مهاجر، وعلى أكفّي تنبت الكلمات.
قنديلي العاشق نيشان مغمور كالكأس سارح بوريدي ويشهق!
أفأقول تدمنكِ الجمل؟
لتلبسكِ القصيدة حللا لا تليق إلا بمعصم عصرك الطاغي عطاءً وكبرياء؟
هنيئا لدهر تهجد في أسحارك نافلة يشي بالدفء قبل النهار.
كوني أنتِ كما أنتِ
يكفي لسنا روحك أن يسرج شموع الحنان أبدا سرمدا
كوني أنتِ….وكفى!
قلتُ:
هلّا حدثتني أكثر عن معنى الثمالة؟
أجبني لثوانٍ وخذ عمري
فكأسي ممتلئ بي، أنّى للشمس المغيب!؟
أخبرني هل استذوقت لمرّة مُرّ اللذع بالكلمات؟
قال: لا ضرر ولا ضرار في بعض من الجنون
وكثير من الهوس الرزين في تشدق فردانية الكلمات واضاف:
كأسك خَزَفٌ يرمش كَالْوَنّ الطروب! يا شاعرة
وشفتاكِ غيبٌ مسوّف ويكابر كرنين هوى لجرس عابر؟
رباه من أنتِ!
قلتُ: أخالني زئبق مهووس بواقع الخرافة بواقع الحقيقة بواقع الصدى المتيم بارتداداتي.
ما الصمت إلا مقبرتي هو نجمتي المهجورة.
بوحي نور وسِرّي نار والروح بصمة اختصني بها القدر
لَكَم اشتعلتُ لَكَم انطفأتُ!
لَكم تعاطيتُني شعرا وصافَحني مناي حتى انطفأت بلحنه الباكي
ولي في البارقات المولعات بدمعي الصارخ فرحة في المرايا ولك قلبي كله فلتتعجل!
أسدل لي الستائر
وهمّش لي الدفاتر وَلَبّي حشرية الريح
فالنداء حناجر والصمت خناجر
والذكرى سكتة صاخبة والنّفَس عميق عميق..
وسَلَامُ سَلَامٍ لِلثَّغْرِ اَلْبَسَّامْ اَلسَّلام إِلَى أَنْ يَشْرَب اَلصَّوْت وَيَرْتَوِ.
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=3786