مجله عرب استراليا – سدني –بقلم رئيس تحرير جريده التلغراف / انطوان القزي
انتقمت وزيرتا الخارجية والدفاع الأستراليتان لزميلاتهما الأربع الديموقراطيات اللواتي جعل منهنّ الرئيس دونالد ترامب مكسر عصا ولم يوفّر أسوأ النعوت إِلّا وكالها لهنّ!.
ظنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه باصطحابه الصقر الجمهوري وزير الدفاع الجديد مارك اسبر إلى أستراليا، سيعود بغلّة وافرة إلى البيت الأبيض وسيحمل معه موافقة الكنغر الأسترالي لمواجهة التنّين الصيني ، لكن الصقرين الأميركيين سقطا أمام الحمامتين الأستراليتين ماريز پاين وليندا راينولدز وعادا خائبين، ولأول مرّة في تاريخ الزيارات الأميركية الى أستراليا يعود زوارنا الى بلادهم وسلّتهم ليست ملآنة كالعادة.
تحية الى ماريز وليندا اللتين قالتا ما لم يجرؤ على قوله سكوت موريسون. وبين لغة العاطفة ولغة الأرقام، فقد تحدثت الوزيرتان بلغة الأرقام ، لأن عاطفة الأستراليين هي السير وراء الولايات المتحدة ظالمةً أم مظلومة»، لكن لغة الأرقام أمْلت على وزيرتي الخارجية والدفاع أن تتريّثا في الإستجابة لمطالب بومبيو واسبر.. فالأرقام تقول ان مصلحة الاستراليين مع الصين والأرقام تقول ايضاً أن استراليا أنفقت أكثر من 12 بليون دولار على مشاركتها العسكرية في أفغانستان والعراق. والى هذه الأرقام استندت الوزيرتان الأستراليتان وكأنهما تنتميان إلى حزب العمّال: أوّلاً في انتقامهما للعضوات الديموقراطيات الأربع في الكونغرس الأميركي وثانياً لموقفهما من الصين المتناغم مع مواقف حزب العمال التاريخية إبتداءً ببول كيتينغ وصولاً إلى كيفن راد.
ولكم تعرّض هؤلاء للإنتقاد بسبب انفتاحهم على الصين إقتصادياً.. وها هو عضو المجلس التشريعي في الولاية شوكت مسلماني ما زال يتعرّض بين الفينة والفينة للدغات الإعلام الأسترالي بسبب انفتاحه ايضاً على الجالية الصينية.. فماذا يقول اليوم هذا الإعلام عن موقف كل من ماريز وليندا عندما قالتا امام بومبيو ان لنا مصلحة في البقاء على علاقة جيّدة مع الصين؟!.
يعرف الأستراليون جيّداً ان واشنطن تبني علاقاتها الخارجية على أساس المصلحة الإقتصادية، وما داموا يتأثرون بالأميركيين في كلّ شيء، فليتأثروا بهم في هذه النقطة ويبنوا هم أيضاً علاقاتهم الخارجية على أساس مصالحهم الإقتصادية؟!.
في الختام وضعت أرقام ماريز پاين وليندا راينولدز حدّاً لعاطفة الرجال، فتحية لهما لأنهما أيضاً لم تتركا للعمّال ما يقولونه؟!.