مجلة عرب أستراليا ـ سيدني
بقلم ـ ندى المسكي
كما لكل اختراع حسنات وسيئات، هناك أيضا مخاطر.
من هذه المخاطر حصرا هذه الأيام، ما يحدث حالياً في الثورة الغامضة التي يقوم بها ( مارك زوكربيرج) المالك الحالي للكثير من المنصات الاجتماعية ومنها الانستغرام، الفيسبوك، والواتساب وغيره.
قد يصلنا في بعض الأحيان رسائل تحديث لأجهزتنا الهاتفية وسببها كما ذكرت سابقا، وهو شراء ( مارك) لهذه المنصات.
لذا يتوجب عليه تعديل وتحديث حقوق الملكيةوالمنفعه التجارية هذه المنصات وكيفية الاستفادة منها بشكل أفضل دون مراعاة الخصوصية للأفراد المنتفعين لهذه المنصات الاجتماعية.
لأن المنتفع الأول والأخير هو من يملكها وليس الزبون أو (نحن) المشاركون فيها ظانين بأنها مجانية، وهذا ظن خاطئ تماما. .
بالرسالة الأخيرة على الواتساب التي وصلت لمعظمنا، هدفها في هذا الشرح المفصل. .
هل سيتمكن فيسبوك من قراءة رسائل الواتساب الخاصة بك؟
وصلتنا العديد من الرسائل عبر تطبيق والتي تعلن عن تحديث لشروط وسياسةالخصوصية الخاصة بها وتطلب من المستخدمين اختيار الموافقة على هذه الشروط في آخرها.
وبما أن العديد منّا لا يهتمّون لقراءة هذه التحديثات المكتوبة بلغة قانونية معقدة، فمعظمنا سيختار الموافقة عليها دون تفكير، خاصّة وأنها ستستمر في الظهور وإعاقة استخدام البرنامج حتى يتم قبول الشروط.
ولكنني أعتقد أنكم ستودون إلقاء نظرة أقرب على الشروط هذه المرّة.
ما الجديد هذه المرة؟
فيسبوك قرر تغيير طريقة عمل بداية من الشهر المقبل وفي حال عدم قبولكم للشروط الجديدة فإنكم ستضطرون لإلغاء تطبيقالواتساب من هواتفكم.
ولكن لا تتسرّعوا، إذ عليكم أن تعرفوا أن من ضمن هذه الشروط الموافقة على السماح لواتساب بجمع المزيد من بياناتكم ومعلوماتكم الشخصية، ليس عبر الاطلاع على محتوى رسائلكم بشكل محدد، ولكن بطرق أخرى تنتهك خصوصياتكم.
صلاحيات فيسبوك الجديدة
سيتمكن فيسبوك عبر الصلاحيات الجديدة من جمع الكثير من معلوماتكم الشخصية من خلال الواتساب كأرقام هواتفكم وعناوينكم وجهات اتصالكم ومعلومات الحالة لديكم واستخداماتكم ومواقعكم.
كما سيتمكن من الإطلاع على معاملاتكم المالية وتعاملاتكم مع خدمات العملاء من خلال خاصية باينت والتي ستمكنكم من إتمام عمليات الشراء من خلال التطبيق.
إضافة إلى تمكنها من الاطلاع على مراسلاتكم مع أي مؤسسات تجارية أو أصحاب أعمال عبر الواتساب لجمع أكبر كم ممكن من المعلومات عنكم.
ما هي البيانات المالية التي سيطلع عليها تطبيق الواتساب؟
من الممكن أن يصبح باستطاعة الوصول إلى حسابك البنكي وتحريك أموالك وجمع معلومات عن تعاملاتك المالية بشكل غير مباشر. ببساطة يود فيسبوك أن يعرف كيف وأين تصرف أموالك.
وبالرغم من عدم قدرة الفيسبوك من الاطلاع على محادثاتك المشفرة مع عائلتك وأصدقائك على الواتساب إلا أنها تستطيع جمع المعلومات عنها من خلال خاصيّة لحفظ المحادثات التي تصل بنجاح لمدة ثلاثين يوماً قبل أن تمحوها وحفظ
وحفظ الصور والفيديوهات في سيرفراتهامؤقتاً. مما يساعدها على بناء ملف تعريفي كامل عن عاداتك وتفضيلاتك وتعاملاتك المالية ومشاركة معلوماتك مع شركات أخرى.
لماذا يريدون هذه المعلومات؟
الفيسبوك يحاول كسب المال من خلال تتبعك بحسب المعلومات الخاصة بك على الواتساب.
وهذا يعتبر حلم أي شركة في العالم.
سيعرفون تفاصيل عن مشترياتك ونفقاتك وتفضيلاتك وعنوانك وبيانات الاتصال بك مما سيسمح لهذه الشركات بتوجيه الإعلانات لك بعدة طرق.
حاول مثلا البحث عن رحلات طيران أو فنادق لعطلتك المقبلة وستجد اقتراحات لفنادق وخيارات لرحلات طيران وحتى إعلانات للمطاعم التي يمكنك زيارتها خلال عطلتك. كل هذا يحدث لأنهم يتتبعونك.
على ماذا يدل كل هذا؟
لا شيء مجاني في هذا العالم، وهذا ينطبق أيضًا على تطبيق الواتساب الذي لم يعد مجانياً بعد أن اشتراه مارك زوكربيرج مقابل 19 مليار دولار في 2014، مبلغ اعتبر الكثيرون أنه مبالغ فيه لجهلهم بمخططات زوكربيرج الرامية لاستخدامه في جمع معلومات قادرة على تحويل فيسبوك إلى منصة تجارية إلكترونية بواسطة الإعلانات المستهدفة خاصة وأن فيسبوك تحقق 99% من إيراداتها عبر بيع المساحات الإعلانية، وذلك وفقًا لتقرير واحد فقط.
بعد مرور عامين على شراء تطبيق الواتساب، أراد مارك زوكربيرج أن يبدأ في جني المال عبر جمع المعلومات من خلال التطبيق، لكن مؤسسي عارضوا هذه الخطة لعدم رضاهم عن نموذج عمل شركه فيسبوك، مما اضطرهم لمغادرتها.
ما هو نموذج عمل شركة فيسبوك؟
الإعلانات!
يقوم فيسبوك عادة بجمع معلوماتك لاستهدافك بإعلانات تُعْنَى بك وبمتطلباتك وتفضيلاتك الشخصية مقابل مكاسب مالية من الشركات المعلنةوستقوم الآن من خلال الواتساب بتوسيع هذه العملية عبر جمع ومشاركة كم أكبر من المعلومات لبيع المزيد من المساحات الإعلانية علي فيسبوك وعلى انستغرام والتسهيل لك بشرائها عبر الواتساب. . . تلك هي خطتهم!
في الختام، يجب علينا أن ننتبه كيف نتعامل مع هذه الثورة الذكية بالانتباه من أجهزتنا الذكية، وعدم تركها بأيدي أطفالنا، لأنها أصبحت أجهزه مراقبة وتتبع لكل حركاتنا وأحاديثنا.
ناشطه وأخصائيه اجتماعيه لإدارة شؤون المسنين و ذوي ا
ومنسقة للمناسبات الأجتماعية.
رابط مختصر …https://arabsaustralia.com/?p=13272