مجلة عرب أستراليا سيدني
{الأَرضُ المُقدسَةُ..هكذا كانتْ دَعوةُ رِسالةُ الأديان} بقلم الكاتب مُنير الحردول
أعتقدُ جَازماً أنَّ العقيدة التي تؤمن بقتلِ النفس البشرية؛ للتقرب إلى اللَّه، هي عقيدةٌ بعيدةُ كلَّ البعد عن أوامر الله عز وجل. فما كان النّبي موسى عليه السلام يدعو إلى قتل الأبرياء، وسِرقة أراضي النَّاس، واغتصاب الحقوق، وهذا الأمر ينطبق على نبي الله المسيح عيسى عليه السّلام، و النّبي أحمد عليه السّلام.

ليس هناك خللٌ في الدِّين قطعاً؛ بل يعشعشُ منذ قرونٍ في عقولِ أتباع الدِّيانات السَّماوية، فمؤسفٌ استِمرارُ جَهل البشر بالمقابل يغفلون عن المعاناة، والظُّلم، ويدعونها تمرُ مرور الكِرام في عالمٍ يتبجح بكونية حقوق الإنسان، بل يتغاضون عن قَتلِ الأطفال، والنّساء، والشُّيوخ في عالم يذيعُ، وينادي بحقوق جنس البشر كلٌّ على حَسب الأهواء، والمصالح الخاصة به فقط. فلسطينُ أعتذر، وكان الله في عون شعبكِ مع نفاقِ هؤلاء البَشَر!
فالقضية الفلسطينية قضيةٌ ليست مرتبطةٌ بالأرض فحسب، وإنَّما عقيدةٌ عندَ أتباع الأديان السَّماوي كلّها. للأسف تدَّعي الأديان؛ اليهودية، والمسيحية، والإسلام أنّها على حقٍّ، يؤمنون بأنَّ تلك المنطقة مِهبطُ الأنبياء، والرُّسل في يومٍ لا ريبَ فيه!
السُّؤال هنا يطرح نفسه: هل تعتقدُ أنانيةُ العقيدةِ أنَّها تخدم يهود العالم بوساطة القتل، والتّدمير؟
لا أظنُ ذلك قطعاً، فما كان التَّوراة دين يدعو إلى قتلِ النّفس البشرية بغير حقٍّ، وهذا الأمر ينطبقُ على الإنجيل، والقرآن الكريم، وبالمناسبة أشكرُ بعض المتدينيّن اليهود الذين يعلنونَ صراحةً أنّ اليهودية دينٌ نُزِلَ ليستقر في المناطق كلّها،وليس دينٌ نُزِلَ لتكوينِ دولةٍ على أرضٍ تابعةٍ لِسكان عاشوا، ويعيشون فيها، ولم يَسبقْ لهم أنْ اغتصبوا أرضَ غيرهم كما يفعلُ مَن خالف التّوراة.
يؤمنُ أهل الإسلام بالتّوراة، كإيمانهم بالمسيح عيسى ابنَ مريم عليه الصّلاة والسّلام!
فيا أهل العقل!
خلقَ الله عزَّ وَجلَّ النّاس؛ لكي يتعايش جميعهم، لا قتل لِمَن يخالفكَ بِدعوى أنّك تنتمي إلى شعبٍ مُختار!
فالله خَيَّرَ البشر؛ لِلعيش في أرضٍمن دونِ اختيار!
فسبحان الله على مَنْ خالف رسالة الأنبياء!
لذا أقولُ قولي هذا، وأكمله:
كم أتمنى أنْ تُصبِح أرضُ فلسطين جامعة لبني إسرائيل، وإسماعيل، والدِّيانات السَّماوية الأخرى. فيا فلسطين، وإسرائيل!
دينُ الله واحد، وأرضُ الله واحدة، فكفى من الأحقاد التي تزرعُ الرُّعب في مستقبلٍ يتمنى أهلُ العقل، والخير أنْ يُمسي سلاماً على الجميع.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=19772