spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ هل فشلت التعددية الحضارية؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM تعالت الأصوات...

مهرجان ACT الوطني للتعددية الثقافية – يستعد لعام 2025 باحتفالٍ بالتنوع

مجلة عرب أستراليا مهرجان ACT الوطني للتعددية الثقافية – يستعد...

Post Event Coverage – ACT National Multicultural Festival

  Arab Australia Magazine ACT National Multicultural Festival – Sets the...

د. فريد لخنش ـ ما مدى تأثير رسوم ترامب الجمركية على الاقتصاد الأسترالي؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. فريد لخنش تُعتبر أستراليا واحدة...

الدكتور طلال أبوغزاله-مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني

مجلة عرب أستراليا- بقلم الدكتور طلال أبوغزاله ضجت وسائل الإعلام...

الكاتب منير الحردول “فيروس كورونا”..والصراع البيولوجي

spot_img

بقلم : الكاتب منير الحردول

مجلة عرب أستراليا- سيدني-لن أدخل في الجدل القائم والخفي عن أصل فيروس كورونا، والأسباب التي أدت إلى ظهوره، أو طريقة اخراجه للوجود، أو الصراع البيولوجي الخطير الذي أصبح محط تنافس بين مختلف القوى العالمية، لكسب المعارك مستقبلا، بعيدا كل البعد عن أهمية أسلحة الدمار التقليدية، والتي ربما ستصبح في خبر كان لتعوضها بقوة العلم غير النافع إلى أسلحة بيولوجية مدمرة للإنسان والحيوان في آن واحد!

لكن الحديث عن الفيروس، وارتباطات انتشاره بالاقتصاد والسياسة والاعلام والثقافة، يشكل جوهر البناء الجديد للعلاقات الدولية، المتشعبة المصالح والمتنوعة المرامي والأهداف.

فالصراع المالي والاقتصادي، والتنافس الواضح والخفي على كسب الاسواق وبسط السيطرة على مختلف أنواع الثروات، علاوة على الاستمرار في أرجوحة ضمان الولاءات، في اطار التبعية الاقتصادية السياسية، قد يكون المحدد الرئيسي في ظهور جراثيم قد تكون مصطنعة أكثر منها طبيعية.

فالتنافس المحتدم حول النفوذ، بغية الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للبلدان الوازنة، قد ينخرف في اتجاه تدمير البيئة الطييعية للبشرية جمعاء. مادام الكل أصبح يختزل في المال والراسمال المادي الصرف!

ولعل تضارب المصالح التي أصبحت شاهدة على نفسها، في هذا العالم، لخير دليل على ان الأمور أمست تتحرك وفق سياسات واستراتيجيات بعيدة المدى، لا يعلم بهت إلا أصحاب القرار والأجهزة الاستخباراتية المتنوعة، لمختلف دول العالم، والتي تشتغل ليل نهار في اطار خدمة الامن القومي للوطن اولا واخيرا قبل وبعد كل شيء.

ولعل الاحصائيات التي تصدرها الهيئات والمنظمات الدولية بخصوص تجارة الأسلحة، لدليل قاطع على حالة اللاأمان، الذي يعيشها العالم، من جراء التنافس الشرس بين القوى الكبرى، حول الهيمنة على الأسواق والسيطرة على عقول سكان العالم، وذلك في اطار نمط استهلاكي موحد تهيمن عليه ثقافات، توظف مفهوم القوة باسم حقوق الإنسان في كل شيء، لهدف واحد هو كسب العقول، لترويج المتجات الخاصة بكل دولة للسيطرة على الأسواق، أو اشعال الحروب باسم الحرية والمدنية.

والدليل على ذلك ما وصلت إليه نتائج الفوضى الخلاقة المدروسة بدقة، والتي دمرت دولا وشردت الملايين، وزعزت استقرار الكثير من الأقطار. وزرعت الشك في النفوس. فأثرت على النمو الاقتصادي للبلدان، وساهمت في خلق نوع من اللاأمان النفسي والمالي والاقتصادي لمعظم الدول النامية!

فما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا ودول اخرى لغريب بغرابة فيروس كورونا.في المقابل تطهر نوعية الثقافات، البسيطة الساذجة والبريئة، والتي تربط كل حدث بالعقاب الالهي، في اشارة تنم عن ضعف كبير، في فهم مجريات وخبايا وأسرار دهاليز السياسة العالمية.

أمام هذا الوضع، ومن باب الحكمة المطالبة بمعالجة الخلل الذي أصاب النظام العالمي الجديد، والذي هو نتاج لمخلفات الحرب العالمية الثانية. بحيث لا يعقل أن يبقى العالم حبيس دول محددة داخل مجلس الأمن هي الآمر والناهي في هذا العالم الواسع، وفي المقابل لا زالت الحروب مشتعلة في الكثير من بقاع العالم، ناهيك عن تدمير البيئة والتأثير عل الأرض التي تعد تراثا مشتركا بين جميع البشر.

فما وصلت له الإنسانية من نفور في الثقافات، فهذا النفور أصبح مدمرا لقيم التعايش وفق مبدأ الإنسانية الكونية، فأصبح البشر عدوا للبشر، وهمه تدمير البشر بل وصلة وقاحة الإنسان والحضارة المزيفة إلى الاعتداء على التوازن البيولوجي للأرض، والتي يعيش فيها كل البشر.

الفيروسات هي عدوة مشتركة للبشرية جمعاء، لذا حظر الأسلحة البيولوجية والتخلص منها قمة من قمم الإنسانية التي نسعى أن تسود في هذا العالم الذي أصبح يخيف شيئا فشيئا!

فعوض الصراع المحموم بين القوى المؤثرة في العالم، من باب الضمير الإنساني تغيير النظام العالمي القائم على الصراع إلى عالم قائم على الأخوة الإنسانية.فالفيروسات تتحدى البشر بتطوير نفسها لقتل المزيد من البشر، فهاهو فيروس سارس! وهاهي أنفلونزا الخنازير! وهاهي أنفلونزا الطيور! وهاهو فيروس ايفولا! وهاهو يلتحق من جديد فيوس كورونا الذي يحصد أرواح البشر من كل الجنسيات بدون تمييز.

لكن الأسف، هو أن ينخرط الإنسان، في صنع الفيروسات أو إقامة مراكز للأبحاث، غير محصنة قد يخرج منها فيروس قاتل، قد يقلب موازين القوة و الأحداث، ويحول الصراع بين الدول إلى صراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=8061

ذات صلة

spot_img