spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

عباس مراد ـ كتاب مفتوح ـ إلى فخامة الرئيس جوزاف عون

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد فخامة الرئيس العماد...

أ.د. عماد وليد شبلاق ـ التفاهه وتأصيلها في المجتماعات المحافظه .. عفويه أم مقصوده ؟

مجلة عرب أستراليا بقلم: أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس الجمعية الأمريكية...

هاني الترك OAMـ لا عنف ضد الجالية اليهودية

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM منذ 50...

الدكتور طلال أبوغزاله ـ الملك عبدالله الثاني.. محطة تأمل في مسيرة إنجازات متواصلة

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الدكتور طلال أبوغزاله في كل...

كارين عبد النورـ الأزمة التعليمية في لبنان: جيل مهدد بالضياع وسط انهيار اقتصادي متسارع

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور يواجه...

منير الحردول-وهم الأنا والأنا الأعلى..من أنا ومن أكون!!

مجلة عرب أستراليا سيدني

وهم الأنا والأنا الأعلى..من أنا ومن أكون!!

الكاتب منير الحردول
الكاتب منير الحردول

بقلم الكاتب منير الحردول

أنا الفرعون الطاغية المجنون، أنا قاهر الضعفاء في زمن أمهل الجبناء وقتا كافيا للاختفاء وراء مال الأثرياء الموعود، أنا الظالم الذي تجرّد من إنسانيته واتبع الشهوات إلى أقصى الحدود، أنا من أغلقت المنافذ والحدود.. على البشرية لتعجز عن التعارف والتعايش بلا حدود! وتقيم في أراض محدودة عنوانها أنانية أنت ابن بلدك وجنسيتك وعقيدتك فإياك أن تخرق تقاليد وتراث الحدود، أنا من أمر الفيروسات بالزحف وأعطى الضوء الأخضر للطغيان على اللعب على أوتار النفوذ، أنا الذي خلخل المفاهيم الكونية للإنسانية وبات قاب قوسين بين تخمة الشراب والأكل، وبين الجوع القاتم القائم على أكل ما تحتاجه البشرية للبقاء في وضع غريب اسمه سر الوجود، أنا المحرك للتاريخ، والمفسر للظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي جابت العالم منذ زمن يلقب بالعهود، أنا المسبب للمجاعات والحروب، أنا الآمر والناهي في إشعال الحروب، أنا الغشاش آكل أموال اليتامى والضعفاء من أبناء الجنس الآدمي الموهوب!

أنا القادر على زحزحة الواقع بغية تغيير عقليات الوجود، أنا ثم أنا..

عذرا وعفوا! أنا لست أنا، أنا مجرد إنسان، مدرّس؟ يلبي واجب نداء تربية أجيال مستقبل الشروق والغروب، أنا مجرّد عبد ضعيف بسيط عاش في أسرة فقيرة، كافح معيلها الأب قدوة السر المحجوب، ومعيلها سنوات تحت الأرض في منجم فحم ببلدة صغيرة تحولت إلى مدينة عمالية وأغلقت لتمسي في ذاكرة اسمها مدينة “جرادة” الفحم الأسود المنبوذ، أنا الذي أعشق الكتابة وأخطط ليل نهار بيدي لدرجة الإدمان في زمن لا يعير للكتابة اهتمام ولا احترام بالموجود، أنا الذي أعتقد أني بالأنا التائهة أني أحب الخير للجميع، وأتعايش مع جميع الأفكار والثقافات وأرفض الإقصاء من أي شخص أو جهة لأسباب تراثية أو عقدية أو فكرية مهما كانت ترسبات وعي الوجود، أنا المحب للخير بحسب قناعاتي الخاصة، ناهيك عن الميال لشرب القهوة، والمواظبة على قراءة الكتب وتتبع الأحداث وقراءة مقالات الرأي والفكر والفن داخل وخارج الحدود الوهمية التي رسمها البشر لشخصي الذي يؤمن بإنسانية المجد المفعمة بالمحبة والتعايش مع الخلاف والاختلاف إلي أبعد الحدود!

أنا منير التافه!! الميال لتقبل الصدمات والألم داخليا، ألم عنوانه المكر والخيانة والتحامل والتعالي رغما عني وأنفي!! أنا من تمرس في العملين السياسي والنقابي سابقا واكتشف سر التسلق المحموم! أنا وأنا، وذلك بحكم أن الفطرة لا تعترف أبدا بطب أدوية المهدئات ومسكنات ألم الروح المليئة بالألغاز، ألغاز غارقة في وعد منحوت في لوح محفوظ! ذاك اللوح  هو سر من خلق إله، خالق لحياة سميت بالوجود الوجود!

عفوا، أنا إنسان، وفي بعض الأحيان يتوهم  وجداني بصوت خافت، صوت اسمه من أنا ومن أكون،وكفى!!!!

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30507

ذات صلة

spot_img