spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

أ.د . عماد شبلاق ـ أدب ورقي التخاطب والتعامل مع النفس

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس...

منير الحردول ـ الثقافة السياسية في الوطن العربي بين الإقالة والاستقالة

مجلة عرب أستراليا- سيدني-الثقافة السياسية في الوطن العربي بين الإقالة والاستقالةمنير الحردول

بقلم الكاتب- منير الحردول

أمام واقع غريب يتسم بتناقضاته الصارخة، وانفصام لا مثيل له بين الأقوال والأفعال، في عوالم السياسة والمال والأعمال في العالم العربي، يأسف الضمير الحي على مجاراة الطريق المنحرف، الذي يريد أن يؤسس لعبارة أطلق عليها ظلما وعدوانا متطلبات المرحلة!

فكيف يعقل للعاقل، أن يتقبل الخطابات المنادية بالصدق، وربط المسؤولية بالمحاسبة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والشفافية ودولة الحق والقانون وخدمة مصالح الشعوب القطرية العربية، وغيرها من المفاهيم الثقيلة، والجميلة التي يسعد سامعوها، لما لهما من وهج إحساسي، مفعم بالعدالة والحق، والإخلاص لثوابت الأمة العربية الراسخة في وجدان شعوبها، والموروثة بتراث عريق لا ينكره إلا جاحد.

إذ، أن أنصار التقليد الأعمى، يقلدون كل شيء، بدء بالثقافة اللغوية، مرورا بالبروتوكولات المظهرية، ويتغاضون عن المهم، خلاصته نكران الذات، وتحمل المسؤولية، والسبق للاستقالة من المسؤولية في حالة الوقوع الأخطاء الفادحة، أو الهفوات الكارثية، عوض انتظار الإقالة. فلا يعقل لمن يدعي الثقافة ويسهر على حماية الحقوق، والدعوة إلى حرية الرأي والتعبير، أن يجنح للاختباء من رأي عام ينادي بالترفع عن الذاتية، وإعادة الاعتبار للعمل السياسي، والحياة الحزبية الإقصائية في أغلب الأحيان، والتي تحولت لضيعة محاطة بسياج شائك يمنع الترقي، أو الولوج إليها دون ضمانات متعلقة أساسا بالولاءات والصفقات وهندسة النزالات، وكثرة الولائم والحفلات، في المقابل يتم تهميش المواهب والمهارات، والزج المبالغ فيه، بأصحاب أوراق الشهادات الأكاديمية، كمعيار وحيد لتحمل مسؤولة ما، عوض السماع للأفكار الجديدة، والتي قد تكون معبرة، ولو كان مصدرها من شخص لم يلج المدارس الرسمية في حياته قط.

ولعل أغلب البلدان العربية، والتي تقع في محيط مليء بمختلف التحديات، حتما ستكون مستهدفة من الأصدقاء قبل الأعداء، بيد أن هذا الاستهداف قد يولد نتائج أقل حدة! لو قام الضمير بصحوة من تلقاء نفسه، وابتعد عن تقديس الكراسي، وتمعن في النظر إلى الديمقراطيات العريقة، ومدى تأثير الرأي العام على مسار الحياة السياسية للكثير من صناع القرار، دون التورط كما يقع لنا هنا، في الفضائح وخرق القوانين، وإعطاء صورة سيئة عن المشهد السياسي للأقطار العربية، رغم المجهودات الكبيرة التي بدلتها بعض الدول العربية في مؤسسة العمل السياسي وفق ضوابط، تراعي الاحترام، والإخلاص للواجب أولا وأخيرا، لا الإخلاص للكرسي أو الحزب أو القبيلة أو المال أو الشهرة الفانية.

فالشعوب العربية تحتاج للصحوة والمنطق في عالم السياسية من خلال الاعتياد على الاستقالات في عوارض موضوعية، لا انتظار الإقالات وما يتبعها من حرج للجميع.

كما أن الجوانب المقرونة بالحقوق، خصوصا تلك المرتبطة بحقوق الإنسان، فيبدو أنها قد بدأت تنحرف عن مسارها الطبيعي، وتتحول كوسيلة للضغط ليس إلا! بهدف الحصول على مناصب نفعية معينة، أو مناصب قيادية بارزة، بل وصل الأمر عند البعض لدرجة الخيانة، والإساءة لمؤسسات الدول العربية الدستورية، في الكثير من الاحتجاجات، حيث يتم اللجوء إلى منظمات أجنبية تكن للأقطار العربية العداء منذ أزل بعيد، بل وصل الأمر بهم إلى درجة الافتراء، وخلق الأكاذيب، وإتقان الألاعيب، لهدف واحد، هو الإساءة لتلك البلدان، والاستهزاء بتاريخ العباد.

فها هي المنظمات التي تدعي الحقوق تدافع عن  القتلة  والمغتصبين، والمناوئين للوحدة الترابية للكثير من الدول الناطقة بالضاد، بل تشوه سمعة تاريخها، ناهيك عن العداء العرقي أو الاديولوجي أو الديني، الذي توظفه أو يوظفه البعض، ويكيفه مع حقوق الإنسان الكونية، بهدف الوصول لمبتغى الإقصاء، وتهديد وحدة البلدان، وتلاحم شعب متنوع، أجمعت كل المصادر التاريخية، على سلمية تعايشهم مع مختلق الثقافات والروافد، بعيدا عن مفاهيم التنافر، والصراع الذي يساهم فيه من يصطاد في الماء العكر، بانحرافه وتشتيت جهود الجميع بهدف أكل الغلة وسب الدمة.

كما أن السياسي الذي لا يخجل حين يدافع عن أشياء جوهرية، في المنظومات السياسية الاقتصادية وحتى الإنسانية، في حين يتم التحايل عليها ودون خجل، ولا يبالي أصحابها بأننا في بلد العالم العربي، نطمح جميعا إلى الالتحاق بمصاف البلدان الصاعدة، هذا الطموح للأسف تعرقله أفكار لا تؤمن بالتناوب، بل غارقة في تقديس المناصب، ومتعجرفة لأنانية الأنا ولا أحد سوى الأنا! ناهيك عن الاستهتار آيبان تحمل مسؤولية ما، والتحايل للهروب عن الاعتراف بالأخطاء، والخوف من اعتبار الاستقالات نهجا تربويا، سياسيا عاديا، في بلدان مليئة بالكفاءات، ومفعمة بشعوب تسعى لكي ترفع راية بلادنا عاليا، بعيدا عن التفاهة، وشعار نفسي ثم نفسي، كأننا في يوم القيامة.

وفي حكمة ما قبل النهاية! نتمنى بداية جديدة للأمل، أمل بطعم صحوة الضمير، وذلك بغية النهوض بمجد جميل، مجد عالم عربي يراعي مصلحة شعوبه المغبونة في كل شيء تقريبا!

الهداية لنا وللجميع.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=14390

ذات صلة

spot_img