مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب منير الحردول
حين قال الفيلسوف ديكارت عبارته الشهيرة: “أنا أفكر، إذن أنا موجود”، لربما لم يتخيل أن التفكير قد يقود إلى شعور معاكس تمامًا: “أنا أفكر، إذن أنا مغيّب عن الوجود!” فكلما تعمّق الإنسان في التفكير، ازدادت رغبته في العزلة. والسبب بسيط: فالوحدة والابتعاد عن الناس – ولو لفترات مؤقتة – تكشف لنا هشاشة هذا العالم، وخطر النفاق المتفشي فيه.
كم من شخص كان مهمًا ثم غادر بلا أثر، وكم من شخص يتوهم الأهمية، وكم من شخص حقيقي ترك بصمته النقية في أسرته، ومحيطه، وبين عامة الناس، فقط لأنه اعتاد الصدق، والتواضع، وامتلك ضميرًا حيًّا يمنعه من استغلال البسطاء أو أكل حقوق الآخرين لتضخيم ذاته بأوهام زائلة.
في غابة المصالح والأنانية، تظل مقولة “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان” حاضرة وفاعلة، خاصة حين تصدر عن من يدّعون الورع أو الثقافة أو الصعود على أكتاف ضعف تفكير الآخرين.
هذه هي الحياة، بكل تناقضاتها. ويبقى التقدير والاحترام المتبادل، وقبول التنوع، والاحتكام إلى القوانين العادلة، هي المفاتيح الحقيقية لنهوض الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
فهل من واعٍ يدرك؟ وهل من مجيب؟
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=43425



