مجلة عرب أستراليا – السيدة فيروز عجاقة تعزز لغة الضاد في أستراليا
مقابلة خاصة مع اللبنانية الأسترالية فيروز عجاقة
ناشطة مجتمعية ذات شخصية معطاءة بداخلها طاقة كبيرة قادرة على الابتكار والابداع ،امرأة متحدية في خوض غمار الصعوبات والتحديات بخبراتها ، تشع عزيمة وإصرار سطرت بنجاحاتها وجهودها قصص نجاح ملهمة ، وأثبتت جدارتها من خلال مسيرتها الثقافية وعملها الاجتماعي متمسكة بالهوية الوطنية والتي منبعها الطموح من أجل الارتقاء إلى ما ترنو إليه ضمن مشروعاتها التي تلائم تكوينها الثقافي والمعرفي.
من هي السيدة فيروز عجاقة ؟
اسمي فيروز الياس عجاقة, ولدت وأمضيت طفولتي الأولى في بلدة يارون، في اقصى جنوب لبنان على الحدود تماماً مع فلسطين المحتلة. أكملت دراستي الجامعية وعملت في قطاع التعليم في لبنان قبل ذهابي إلى فرنسا لمتابعة الدراسات العليا. تعرفت على زوجي الأسترالي في فرنسا وهاجرت معه الى أستراليا في بداية تسعينات القرن الماضي. عشنا في سدني لفترة قصير ة ثم انتقلنا للعيش في أدلايد في سنة 1997.
متى تأسست جمعية اللغة والثقافة العربية في أديليد ؟
تأسست جمعية اللغة والثقافة العربية في جنوب أستراليا سنة 2012. في بداية اقامتي في أدلايد لم أكن أعرف أحداً يتكلّم اللغة العربية. كنت أتحدث مع زوجي بالفرنسية في البيت وطبعاً باللغة الانكليزية خارج البيت. سنحت لي الفرص بتعليم اللغة العربية في جامعة جنوب أستراليا لعدة سنوات و بدأت بعدها أهتم بتعليم اللغة العربية مما عرفني عبر العمل الى أشخاص آخرين من متكلمي العربية.
لاحظت حينها أن الثقافة العربية عير معروفة كثيراً في المجتمع العام في ولايتنا وأن ما يتداوله الرأي العام يعتمد فقط عل ما ينشر في وسائل الاعلام الغربية وبما فيه من التركيز المطلق على مشاكل بلادنا الأولى، من دون التعريف على الوجه الإنساني لثقافتنا أو معنى العادات والتقاليد العربية العريقة.
مع مجموعة من الأصدقاء المهتمين بالثقافة العربية، أنشأنا جمعية اللغة والثقافة العربية في جنوب أستراليا، المعروفة بألكاسا.
ما هي أهداف ونشاطات الجمعية ؟
تهدف الجمعية أن تقدّم صلة وصل ما بين الثقافات، ثقافة متكلمي العربية في ولايتنا وثقافة المجتمع العام حولنا. قررنا أن نخلق مساحة خاصة نملئها بأخبار إيجابية عن نشاطات نقوم بها في ورشات واحتفالات دورية . التقينا شهرياً وأسسنا مجموعة للعائلات حيث يتداور الأهل في قراءة القصص للأطفال، يلعبون معاً ويقومون بالأشغال اليدوية التربوية ويتكلمون بالعربية فيما بينهم لخلق محيط اجتماعي يعزز فرصة الحديث بالعربية. وأسسنا أيضاً مجموعة للمحادثة باللغة العربية للأفراد وقدمنا ورشات ثقافية في الطبخ والأزياء والموسيقى والرقص والفنون المرئية. وأيضاً نظمنا سهرات وعروض أفلام عربية.
ما هي التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك ؟
أكبر تحدي لمتابعة النشاط أتى مع جائحة الكوفيد بسبب العزلة القسرية ولانتشار الأمراض الخطيرة. حاولنا الاستمرار بالنشاط الجزئي ولم ننجح كثيراً. وفي تلك الفترة، خلال تلك الفترة، كبر الأطفال وتوجه اهتمامهم الى مجالات أخرى وللأسف توقفت مجموعة العائلات ولكن نسعى الآن لاستعادتها بالتعرف على عائلات جديدة.
منذ سنة 2022 ونحن نستعيد النشاط الدوري تدريجياً. ولحسن الحظ، كل ما قمنا به حديثاً يلاقي ردة فعل إيجابية ومشجعة. من أهم المشاريع التي قمنا بها منذ 2023 مشروع معرض عن الضيافة في الثقافة العربية بالتعاون مع متحف الهجرة في جنوب استراليا وعدد من المؤسسات العربية المحلية. استمر المعرض ستة أشهر من شباط/فبراير الى حزيران/تموز 2023.
فتح لنا المعرض فرصة للعمل معاً من دون أن نلتقي شخصياً في زمن الأوبئة. تبادلنا القصص عن أشياء حملناها معنا من الوطن الأم وتحدثنا عن أهمية هذه الأشياء بالنسبة لنا. خلال فترة المعرض، قدمنا ورشات ثقافية مختلفة حول الضيافة العربية مما سمح لنا باستعادة النشاطات الدورية تدريجياً فنحن نقدم الآن ورشات في الدبكة وأيضاً في المحادثة العربية. وأيضاً نقوم بالمشاركة في المهرجانات العامة في ولاياتنا مثلاً في مهرجان الفرنج المعروف وفي أسبوع اللاجئين حيث قدمنا حفلات موسيقية تحت اسم “أغاني زمان” وفي مهرجان التاريخ قدمنا ورشة عن خبز الصاج. مؤخراً قمنا بفعالية لطيفة Quiz Night حضرها أكثر من ستين شخص ممن يتكلمون العربية وغيرهم . حالياً نحضر لمهرجان الربيع وسنقدم فيه باقة من الورشات الفنية والثقافية المختلفة بالتعاون مع آخرين من الجالية العربية هنا.
نسعى دائما للثبات والاستمرار في جهودنا ونشاطاتنا مهما كانت الظروف. نطمح لتوثيق الصلات بين متحدثي العربية في أدلايد مع التركيز على الأمور الإيجابية في حياتنا وكل ما يجمعنا مع الآخرين مما يعزّز الشعور بالانتماء الفعلي الى المجتمع الأسترالي المتنوع الثقافات.
رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=38987