spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 54

آخر المقالات

فضيحة قضائية تهز لبنان: ملف رياض سلامة يشهد اختفاء مستند رسمي وتنحي قضاة دون تبرير

مجلة عرب أسترالياـ فضيحة قضائية تهز لبنان: ملف رياض...

روني عبد النور ـ البشر والأخطار الوجودية… التكيّف يُسابِق التدمير الذاتي

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور تستعر...

هاني الترك OAMـ تعويضات مالية لمقبل

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM تاجر المخدرات...

أ.د. عماد شبلاق ـ حذاري أن تكون متفوقًا في هذا البلد!

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق ـ...

عباس مراد ـ شمّاعة إنتخاب المُغتربين  

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب عباس علي مراد...

معاذ سالم- هل في المنفى سعادة ؟! …

spot_img

مجلة عرب أستراليا سيدني– هل في المنفى سعادة ؟! …

الكاتب معاذ سالم
الكاتب معاذ سالم

بقلم الكاتب معاذ سالم 

رحلَ شهرُ آب آخذاً معه الأيامَ الجميلةَ وجزءًا كبيرًا من ذكرياتي …

انتهى موسمُ الحصادِ..

بيعَ الموسم، امتلأت الجيوب، دبكنا في أعراسِ القرية وانتهى موسم الأعراس …

رحلَ آب ونجحَ مَن نجح.. زغردت كلُّ نساءِ القرية، وزارَنا كلُّ المهنئينَ والأحباب …

لا مزيدَ من عرائشِ العِنب وجلساتِ الصَّيف وبطيخةٍ استقرت في المنتصف تسرُّ الناظرين …

صفيرُ قطارِ العودةِ وأجراسُ المحطةِ تنذرُ المغتربينَ بما لا يشتهون، يسرقونَ الوقتَ بضحكةٍ هناك ووداعٍ هُنا وابتسامةٍ تخنُقها غصة.. يتسابقونَ مع الزمن على لحظةِ فرح كان قد نسيَها على عتبةِ بابٍ من أبوابِ الأهلِ، على حذاءٍ لابنه، على نافذةٍ تغلق جيداً، على غطاءٍ يدثِّر به غرفةَ جلوسِهم وطقمُ الكنباتِ، على بقايا أرواحهم المعلّقة في تجاعيد أبوين انتظرا آب حتى ملّ الانتظارُ نفسَه …

حانَ وقتُ الرّحيل يا مهجّرين الأرض؛ منهم من عانقَ السماء مودِّعاً وآخر ركبَ الصحراء ملوّحاً وحقائبُ حُبلى بهدايا الوطن لعلّ قطعةً تذكاريةً أو نصفَ كيلو موالح أو كيساً من الزهورات كفيلٌ بتخديرِ الذاكرة لموعدِ (آب) آخر …

لا أدري إذا كانت سياراتُ السّفر التي تنقلنا إلى المطار والحدود تشعرُ بما نشعرُ.. أظنّها كانت مثلَنا كسولةَ الخُطى، تسيرُ على خجلٍ من دموعِ المودعين كأنّها تريدُ أن تعطينا شرفَ اللّحظاتِ الأخيرة …

طالما كرهتُ الوداعَ وحقائبَ السّفر والأختامَ والصورَ ذاتَ المرارةِ التي تتجددُ عندَ كلِّ مشهدٍ في صالاتِ المغادرينَ أحاولُ جهدي أن أُغمضَ عيني وأشغلُ نفسي حابساً عَبرةً أكادُ اخنقها كلّما رأيتُ ولداً يرتمي في حضن أمِّه يلثمُ يديها كطفلٍ على مشارفِ الفِطام بينَ عنفوانِ أبٍ يتجلد بالصّبرِ الجميلِ وقلبُهُ منفطرٌ كحالِ يعقوبَ وابنَهُ يوسفَ، بينَ اخوةٍ يتكىءُ أحدهُما على الآخرِ تغلبُهم ابتساماتُ القهرِ التي لا يعلمُ بها إلا خالقَها، إلى زوجَين التقيا في تموز وتزوجا وفي (آب) افترقا على أمل لمّ شملٍ أو حتى مكرمةِ زيارة، يتودّعا على استحياءٍ وفي قلبِ كليهما بركانٌ من الانكسارِ والألم

أسرقُ النّظر إلى ساريةِ علمِ بلادي ووجهُ ضابطِ الجوازاتِ وكلّ من حولي، وأتمتمُ سرًّا أما آن الأوان أن تنهضَ وتظلّنا أما حانَ للأمّ أن تحنو على مهجّريها أم أنكَ أصبحتَ محطةَ عبورٍ كباقي محطاتِ العمرِ الرديء …

يا كلَّ المهجّرين قسرًا وطوعاً يا كلَّ العائدين والراحلين أستحلفُكُم هل في المنفى سعادة ؟؟…

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25096

ذات صلة

spot_img