بقلم ،آسيا الموسوي ـ عضوة مجله عرب استراليا – هوبارت
مجلة عرب استراليا ـ سيدني ـ أجرت الزميلة آسيا الموسوي ـ عضوة المجلة ،زيارة الى موقع تابين الضحاياة، وكتبت المقال التالي
أسئلة كثيرة طرحت من بعد مجزرة كرايست تشرش في نيوزيلند, و تحليلات عدة قام بها الكثيرون, نظريات مؤامرة, نظريات إرهاب و عنف, و تساؤلات كثيرة تحلق في فضاء القلق و التوجس بإنتظار الإجابة الشافية و لكن ما هو حتمي أن سفاح نيوزلاندا فرض واقع جديد, معادلة بقوة السلاح, مفادها أن لا مكان آمن بعد اليوم.
إرهاب النفوس هو ما عمل منفذ العملية الارهابية على إيصاله, 17 دقيقة من الموت كانت أكثر من كافية لتسجل واحدة من أكبر المجازر التي شهدها العهد الحديث, سبعة عشر دقيقة جعلت نيوزلندا البقعة الأكثر هدوءاً في العالم و التي لم تشهد يوماً أي أحداث ارهابية, تتصدر واجهة الاخبار العالمية بمجزرة هزتها حتى الأعماق.
أحداث يوم الجمعة الدامي الذي شهد إزهاق أرواح العشرات من المصليين, نفذها اليميني المتطرف برينتون هاريسون تارانت ,الأسترالي الجنسية و الذي نفذ عمليته عن سابق إصرار و ترصد و تصميم, حمل معه سلاحين, سلاحه الناري بيده و كاميرا “غو برو” مثبتة على رأسه, نقل جريمته ببث مباشر الى ملايين الناس في العالم الافتراضي الفيسبوك و الانستغرام, نفذ الجريمة في نيوزلندا و شاهدها مباشرة الملايين في أوروبا و استراليا و أميركا, نجح ىإيصال الرعب لكافة أنحاء المعمورة بدقائق فقط.
فهل توقظ مجزرة نيوزلند وحش الإنسانية النائم , لتذكر العالم اننا كلنا ضحايا الإرهاب بدون استثناء, و أن الإرهاب فكر و طريقة حياة و ليس دين؟ و لتثبت خطأ من قال ” ليس كل المسلمين إرهابيين و لكن كل إرهابي هو مسلم”؟
ديانات متفرقة و خلفيات متنوعة جمعتها الإنسانية في هوبارت, “تسمانيا تقف بصف واحد مع نيوزلاندا”,هو نشاط اطلقته بلدية هوبارت بالتعاون مع مجلس التنوع الثقافي في تسمانيا على صفحات التواصل الاجتماعي داعية فيه الى وقفة تضامنية مع ضحايا المجزرة و من منطلق اعتنق الإنسانية أولا , ثم اعتنق من الديانات ما تشاء أطياف المجتمع التسماني بأغلبها كانت حاضرة كل منهم صلى على طريقته, عانق من كان بجانبه .
دموع و شموع و دعاء..فرانكلين سكوير شهدت أمسية تضامن و تشابك ايادي بين سكان المدينة و مواطنيها من الجالية المسلمة, تأكيد على وحدة الحال و على رفض العنف و التمييز العنصري و نبذ للارهاب بكل أشكاله, دقيقة صمت عن أرواح الضحايا صلوات بوذية, غناء روحي , صلاة جماعة و نظرات تطمين و تعزية.
مهما علت أصوات السلام و تعددت نشاطات التضامن مع ضحايا الحادث الإرهابي من المؤكد أن جريمة الكراهية والعنصرية التي ارتكبها سفاح نيوزيلند لن تمرّ مرور الكرام، وستفتح الباب واسعاً أمام “حرب من الجرائم” التي ستحمل عناوين مختلفة، وما الضحية الا اناس أبرياء.
و لكن اكثر من يُخشى منه هو دوامة الإرهاب المفرغة ومن تأثيرها بتأجيج الصراع بين الاسلاموفوبيا الذي يقوده العنصريين الراديكاليين من جهة و بين المتطرفين الإرهابيين “الضحايا” من جهة أخرى.
على الضحايا السلام, أما تارانت فالمؤكد ان التاريخ سينسى إسمه و سيعلو صوت الأبرياء و الضحايا و السلام مرة أخرى في العالم.
رابط مختصر… https://arabsaustralia.com/?p=2784
الصور بعدسة الزميلة آسيا الموسوي