مجلة عرب أستراليا- بقلم الإعلاميّة مايا إبراهيم
سام لحّود يثبت في المهرجان أنّ الحرب لن تقوى على مصادرة تاج لبنان ولا الصولجان ، والأسود على شواطئه يتحوّل لأرجوان ،..
كسحابةٍ مُثقلة بالغيث مرّ مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة على أرضٍ تعطّشت للفرح ، مرّت الأعياد الميلاد المجيد ، رأس السنة ، الفصح وعيد الفطر ،… دون فرحٍ يُذكر فغدت الروزنامة باهتة متشابهة لا تمييز في تواقيتها ، حتّى حلّ الرابع عشر من نيسان ليعيد ألوان الفرح الزاهية للروزنامة الباهتة فكان العيد الحقيقي للبنان الطفل الذي ترعرع على حبّ الحياة والفرح ، ومنظّم كرمس العيد كان كعادته سام لحّود الذي اعتاد تحدّي القنابل بزرع السنابل وتوزيع الفرح دون مقابل فيطهو على نارٍ هادئة حلويات العيد بأشهى التوابل ليجمع الفينيق بالفرعون وبابل ،…، وكيف لا ومن ربّته إمرأة عظيمة أهدته القيثارة (guittar) ليعزف وينسى العبوة والغارة ، ل يتعلّم أنّ وراء كلّ خسارة مكاسب بغزارة وتُسدل الستارة بانتصار الحقّ ويتمّ التصفيق بحرارة ، فعند السؤال هل سيُلغى المهرجان من أجل الحرب ؟ قال لا الحرب ستُلغى لأجل المهرجان وهنا كانت أجمل عبارة بالفعل في كلّ مرّة يُثبت لنا سام أنّ لبنان وجه الحضارة لن تجرؤ تغيّرات الحياة تحويلها لصحارى . كم أنت كبير يا سام بكلامك ، طموحك ، شغفك ، عملك ، عمقك ، ثقافتك ،… وبارك الله الوالدة التي بغياب رجل البيت أحسنت التوجيه والإدارة.
أمّا يُسرا أو السيڤين أي الوردة التي لا تموت فكانت شبيهة الفينيق الذي من رماده يستفيق ، أطلّت بعباءتها الأنيقة التي اختصرت الحياة ألا وهي الليل والنهار فتميّزت بلونها الأسود القاتم مع الذهبي وكأنّها قالت كلمتها قبل صاحبتها مهما طال الليل لا بدّ لوهج الشمس أن يُنير العتمة والظلام ، حتّى التانيت كان شبيه مفتاح الحياة الفرعوني ،.. فلو نظرنا لكلّ هذه التفاصيل لرأينا العِبر بعدم تكرار التاريخ بل التعلّم من أخطائه ، الماضي عِبرة والحاضر خِبرة لاستقبال القادم ، أمّا يسرا فكانت كال manège دوّامة الفرح بكلامها الصادق النابع من قلبها النقي ومحبّتها ورصانتها وحضورها الراقي المُستحبّ ،… فاستحقّت التكريم بجدارة لأنّها خير مثال الامرأة الناجحة العصاميّة المتواضعة الجبّارة ،…
يسرا :
ي : يليق ب
س : سيرتك
ر : الراقية الرائعة
ا : ألف تكريم
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=36850