spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

كارين عبد النورـ هل “تُردي” الحرب العام الدراسي اللبناني قبل أن ينطلق؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور قرار وزير...

الإيجابية الواقعية… كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ ومن دون نكران؟

مجلة عرب أسترالياـ الإيجابية الواقعية... كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ...

د. زياد علوش ـ الخيار الثالث يقتحم المشهد الرئاسي اللبناني

مجلة عرب استرالياـ د. زياد علوش على وقع التطورات الدراماتيكية...

سهير سلمان منيرـ تحسين الذكاء بالغذاء !

مجلة عرب أسترالياــ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير...

 أ.د .عماد شبلاق ـ “أيام الآحاد في سيدني والذكرى السنوية لأكتوبر!”

 بقلم أ.د . عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي...

ماذا ترك الأستراليون في ليبيا؟بقلم: دينا سليم حَـنـحن

بقلم: دينا سليم حَـنـحن

تذهب بنا  قراءاتنا المتعددة إلى أماكن ربما تعتبر منسية بالنسبة لهذا الجيل المنهمك بأمور ترفيهية أكثر، أما الجيل السابق فأعتقد أنه ما يزال منهمكا بالبحث والتقصي، سوف  أتوقف عند بعض المواقف التي تخص الجيش الأسترالي الذي حارب إلى جانب الحلفاء.

لنذهب إلى الوراء قليلا وتحديدا إلى سنة 1942 ، الحرب العالمية الثانية، وتحديدا منطقة طبرق، وهي  مدينة ساحلية ليبية تبعد عن العاصمة طرابلس بمسافة تقدر ب 1300 كيلو متر شرقا.

لقد احتل القائد الألماني إرفين رومل طبرق ومنها ترقى إلى رتبة مارشال، وأعتبرت المعركة الضارية التي جرت هناك حدثا وطنيا  وقوميا حيث بدأ الضباط الألمان يحلمون في المبيت في فنادق القاهرة الفخمة، لكنهم لم يدخلوا مصر. في طبرق مقبرة حربية (كومنولث) وتضم رفات 2479 جنديا من الحلفاء وأغلبهم من الأستراليين… ومقبرة عكرمة الحربية (نايت بريدج) أو جسر الفرسان، وتضم رفات 3649 جنديا من الحلفاء معظمهم من الإنجليز وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا… ومستشفى كرموسة اقويدر الأسترالي، لا ندع أفكارنا تذهب بعيدا، فهو عبارة عن جذع شجرة تين معمرة  واستخدم كمستشفى ميداني قام بإسعاف وعلاج جرحى الحرب الأستراليين… ومتحف طبرق الحربي الذي يضم بعض القطع القديمة من مخلفات الحرب ومنها آثار وصور وأسماء لجنود أستراليين.

لنعد إلى القائد الكبير  رومل الذي هزم في معركة طبرق مما أدى به الانسحاب  إلى طرابلس حتى وصل منطقة تسمى (العلمين)  وتقع على بعد 90 كم غرب مدينة الإسكندرية، حيث انسحبت القوات الألمانية والإيطالية من  شمال أفريقيا، وهناك توجد محطة قطار تحمل ذات الاسم. في معركة العلمين الشهيرة 

وفي ليلة 30-31 أكتوبر  1942شنت الفرقة الأسترالية التاسعة هجوماً نجح في عزل فرقة المشاة 164 الألمانية.

 دفع رومل بقواته بغرض تحرير تلك الفرقة ونجح في ذلك ولكن بخسائر كبيرة راح ضحيتها نصف الجيش الألماني مما أدى بالقائد رومل ارسال رسالة إلى هتلر  يطلب فيها انهاء الحرب، لكن رفض هتلر ذلك بل ووبخه في رسالة  قاسية، وحامت الشبهات حول رومل عندما خطط المعارضون لاغتيال هتلر وذلك في التفجير الذي حصل في مقره في بروسيا الشرقية، سقطت العبوة بين قدمي هتلر لكنه لم يصب بأذى وأدى الحادث إلى جرح الطاقم الذي كان معه. وفي الأثناء سيطرت قوات الحلفاء الجوية على منطقة النورماندي وقطعت الطريق على رومل وهو في طريقه إلى فرنسا، أصيبت مركبته يالرصاص وهو داخلها ونقل إلى ذات المشفى الذي نقل إليه الطاقم الذي كان بصحبة هتلر، وجاء الأخير  ليزور  الجرحى ومرّ على رومل أيضا، وهنا بدأ التخطيط لنهايته المحتمة. أرسل رومل أو ذئب الصحراء كما لقب، رسالة إلى زوجته، وكان متأكدا أنها سوف تُقرأ، ولكي يحمي عائلته من بطش الديكتاتور،  كتب فيها (صدمتني محاولة قتل الفهلور بشكل خاص، الحمد لله أنها انتهت بشكل جيد).

تردد هتلر كثيرا في كيفية التخلص من رومل، خاصة وأن الأخير أصبح بطلا عالميا وذلك عندما استطاع تخليص فيلقا كاملا من جنوده وهربه إلى تونس، سار  بالفيلق مسافة 2300 كم مخترقا الصحراء في جو عاصف، بما معناه أنه بدأ يعلم أنه يجب تخليص العالم من أيدي هذا الرجل المعتوه المصاب بجنون العظمة، هتلر، لذلك وبعد محاكمة قصيرة  أتهم رومل بالتخطيط لعملية التفجير، وفي 14/10/1949 اقتحم وفد حكومي ألماني بيت رومل ووضعوه بين خيارين، أن يسلم نفسه ويشنق أمام الشعب، وهكذا تتشتت عائلته وتسحق، والخيار الثاني هو  أن يقوم بتمثيل مشهد الانتحار، فاختار رومل الخيار الثاني حيث أجبر  على شرب مادة السيانيد السامة التي وضعت في أنبوب وعلى مرأى من زوجته و ابنه المراهق.

 انتهت الحرب وقامت الولايات المتحدة في 6 أغسطس و9 أغسطس من عام 1945 بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي،  تجاوز عدد ضحايا الحرب في العالم من العسكريين والمدنيين 62 مليون نسمة أي ما يعادل 2% من سكان العالم وكان نصفهم من المدنيين، هرب هتلر  أو انتحر كما قيل، ولم يعثروا حتى الآن على أي أثر له، وفقدت أستراليا 39,000 من جنودها! 

 رابط مختصر… https://arabsaustralia.com/?p=1043

الكاتبة دينا سليم حَـنـحن

ذات صلة

spot_img