مجله عرب استراليا – سدني – بقلم الدكتور هيثم عيد – عندما تُصّر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن يكون هناك دوراً لألمانيا في تسوية النزاع في ليبيا مشددة على إستخدام تعبير حروب بالوكالة ومستشهدة بالمشهد السوري الحاصل فهي تعي تماماً ما تقول .
فالقارة الأوروبية العجوز كانت المتضرّر الأول من ما سُمّي بالربيع العربي الذي أتى على بعض الدول العربية ليحولها الى شتاءً مكفهر ، لذلك كان من الطبيعي أن تتحرّك منظومة الدول الأوروبية التي عانت من هذا الربيع من خلال الزحف البشري والذي بات يهدّد أمنها الإقتصادي والإجتماعي والقومي.
طبعاً إذا إستثينا بريطانيا والتي أرخت بثقلها في هذه المطحنة العبثية ، يُدرك الأوروبيون تماماً حجم المخاطر التي تواجه مجتمعاتهم جراء النزاعات والصراعات التي تعصف بالمنطقة العربية من المحيط الى الخليج سواء على صعيد الملف اليمني – السعودي أو الليبي – الليبي وهو بالنهاية صراع سعودي / تركي بإمتياز ، أو الملف السوري المتعدد الأطراف .
وحتى الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة تشكّل قلقاً أوروبيّاً يثبّت دعائم هذا القلق الموقف الأميركي الذي يريد أن تغرق هذه القارة بالمزيد من الحفر والمستنقعات الإقتصادية ، فالأميركي الذي أدرك أنّ نمط تفكيره العدواني وإستخدام العصا حسب تعبيره لتأديب المارقين في مفرداته التوسعية بات غير ذو فائدة ، ولم تعد أساطيله تخيف الدول الساعية الى التحرر من ربقة العبودية الحديثة .
لقد فشل في إختبار الصراع التجاري مع الصين ولم يستطع تثبيت إتفاقية مع الكوريين الشماليين أمّا بالنسبة للملف الإيراني فهناك توّجه بإغراء مالي قدره ١٥ مليار دولار لإيران بهدف العودة الى الإتفاق النووي وهذا بالطبع ما أراده الرئيس الفرنسي ماكرون عبر ما يسمى بالخط الإئتماني أي تقديم تسهيلات مالية محددة .
وفيما يخّص صفقة القرن الذي روّج لها البيت الأبيض فهي قد إصطدمت بمطامع نتنياهو الذي إستساغ لعق العسل الأميركي ليشرب الوعاء كلّه ممّا أحدث فرملة في بعض الدول المتماهية مع هذه الصفقة وهذا ما سمعناه في الآونة الأخيرة.
، هامش الحركة الآن عند الأميركي هو الشمال السوري وقد سحب بعض الأوراق التركية حين سيّر دوريات مشتركة على طول الخط بما يسمّى المنطقة الآمنة وهي منطقة كان أردوغان يريد إستغلالها بوجه الاوروبيين مجدداً مهدداً إياهم بزحف بشري جديد الى اوروبا يقدّر بحوالي المليون شخص .
هل ينجح الأوروبيون بالإمساك بملفات الشرق الاوسط مجدداً والبدء في عمليات حوار توقف هذه الدوامة التي تهدد اوروبا أم سيتسمر الأميركي يلعب بالروليت الإقليمية مستفيداً من بعض الأنظمة التي لن تبخل عليه في هذه اللعبة بحال خسارته !
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=4988
الدكتور هيثم عيد