مجله عرب استراليا – سدني
لسنا سعداء – فما هو الحل ؟ بقلم ألأخصائية في العلاج ألإيحائي نجاح كرباج – عضوه في المجله .
في هذه الحياة نتوق الى السعادة. نتعلم على أمل ان نجد الوظيفة التي ستساعدنا على بناء مستقبل جيد لنا ونبني حياة سعيدة. الا انالعديد من الناس في مجتمعنا الحاضر يواجه تحديات كثيرة وربما ايضاً ينتابنا شعور بالكآبة أو تقلب المزاج أو الضغط النفسي أو السترس لأسبابٍ قد تكون نفسية أو صحية. وقد لا يهتم الشخص بهذه المشاعر السلبية على الأطلاق في البداية إلى ان يصبح الأمر معقداً ومزمناً ويحتاج للعلاج الفوري. ومعظم الناس تلتجئ إلى العقاقير الطبية المعروفة بالإنكليزية antidepressant tablets.
إن اهم مراحل الحياة للنمو العقلي والنفسي للإنسان هي مرحلة الطفولة. فإذا تعرض الطفل للاعتداء الجنسي مثلاً فهذا سيؤثر حتماً على تصرفاته وقدراته على التعامل بسلاسة مع الآخرين. وعادة ما يعاني الطفل من الاعتداءآت الجنسية من اقرب المقربين للعائلة وبالتالي يخاف أن يفشي هذا السر. فالطفل ضعيف والاعتداء عليه يضعف شخصيته اكثر، ويهز كيانه، ويتراجع تفكيره وتركيزه في المدرسة، ويشعر بالحزن والألم لأسباب لم يكن هو السبب فيها ويتغير سلوكه ويصبح إما عدوانياً أو منطوياً على نفسه. وقد يشعر انه ما من أحد سيصدقه اذا أفشى سره، فيدفنه في داخله ولا يعرف مدى تأثيره عليه في المستقبل.
وقد يكون السبب أيضاً إهمال الأهل له أو قد يكون نقص في التغذية.
فيمر الإنسان في تجارب عديدة في حياته تكوّن شخصيته. فالخلافات العائلية والزوجية والحرمان من الحب والعطف كلها أسباب تؤدي إلى الحزن والى النفور والى الغضب. وتبدأ المشكلة اذا استمر الشخص في غضبه وحزنه وحقده على الآخرين لسنواتٍ عدة مما يولد مرض نفسي أو عقلي يضطره إلى زيارة الطبيب.
فالطبيب يصف دواء الأعصاب أو الإكتئاب مثلاً او ما يعرف بالإنكليزية antidepressant tablets. ويستسلم الشخص اكثر لهذه الأدوية ويغرق اكثر في مرضه. فيستيقظ بعد نومٍ طويل متعباً ويشعر بانه مرهق اكثر من السابق، ويرى ان شرب القهوة ستصحيه، ويزيد من شرب الكافيين طوال اليوم، ويرى متعة تامة في نفخ السيجارة وهو لا يدري انه اصبح مدمناً على هذه العقاقير وعلى السيجارة حتى يظن الشخص ان زيادة عيار الدواء كفيل بمساعدته وإسعاده، فيزيد الطبيب العيار بناء على طلبه.
إن هذه الأمراض ناشئة عن تغيير طريقة التفكير والسلوك الذي يتبعه الإنسان والغذاء ايضاً لا أكثر ولا أقل. فكلما راودته فكرة معينة سيئة كانت أو سعيدة فانها تتبلور. وكلما كان وحيداً عاودته نفس الافكار وهكذا الى ان تتبرمج الأفكار السيئة في دماغه وتسيطر على تفكيره. أما اذا قرر ان تناسى الإساءة وعاد الشخص وبرمج حياته لانه يريد العيش بسعادة فيكون بالتالي قد غير سلوكه وحياته إلى الأفضل.
وبعد دراساتٍ عديدة يعتقد العلماء اليوم أن بإمكان الشخص إعادة برمجة دماغه بمساعدة اخصائيين مؤهلين كمعالجي الايحاء او اطباء النفس.
علينا أن نعرف ايضاً أن المشاكل التي يعاني منها البعض قد يكون لها علاقة بعوامل بيولوجية. فهناك الكثير من الناس يعانون من فقدان التوازن الكيميائي في الدماغ. وعدم التوازن هذا له تأثير خطير على قدرة الشخص على ممارسة حياته اليومية بفرح وسعادة وهو حتى لا يشعر بحياةٍ عادية ودائماً نراه متقلب المزاج.
يًُجمع الأخصائيون في هذا المجال على ان السبب يعود الى نمط الحياة والغذاءالذي يتبعه الانسان مما يجعل الكيمياء الذي يصل الدماغ غير متوازن. فاذا لم يأخذ الشخص حاجته من الاحماض الأمينية فهذا يؤدي الى النقص في المواد الكيميائية الجيدة التي تصل الى الدماغ والمعروفة بالسيروتونين والدوبامين كما يؤثر على هورمون السترس المعروف بالكورتيزول.
فالغذاء الذي يحتوي على الكثير من السكريات والنشويات والزيوت كالبطلطا والدجاج المقلي، وقلة الرياضة او المشي وقلة النوم، والالتصاق بالتلفزيون او التواصل الاحتماعي كل ذلك يؤدي الى خلل في كيمياء الدماغ ويؤثر عليه. السيروتونين أو ما يعرف بهرمون السعادة هو عبارة عن مادة كيميائية تنتج هورمونات في الجسم مما يجعل الانسان سعيداً ومرحاً هادئاً متفائلاً وواثق من نفسه. كما انه يرسل اشارات بين الجسم والدماغ. وقد ارتبط انخفاض مستوى السيروتونين بالاكتئاب والقلق والتوتر والتصرفات السلبية.
إن استخدام العقاقير الطبية وانخفاض السيروتونين يؤثر سلباً على حركة الجسم وبالتالي يؤثر على المشاعر والاحاسيس والتئام الجروح وصحة العظام.
أما الدوبامين فهو هورمون طبيعي موجود في جسم الانسان ويعزز الشعور بالسعادة والطاقة والإندفاع والإثارة. كما انه يرسل اشارات بين الجسم والدماغ. فاذا انخفضت نسبة الدوبامين في الجسم فانه يؤدي الى الإدمان بكل انواعه بدءً من الكوكايين الى التسوق المفرط. ويعود السبب في نقصه الى انخفاض مستوى افرازه في الجسم.
أما الكورتيزول او هورمون السترس فهو موجود بشكل طبيعي في الجسم. يحتاج الجسم الى كمية قليلة جداً منه للتأقلم مع متطلبات الحياة.
وترتفع نسبة الكورتيزول اثناء التوتر الشديد او الاضطرابات النفسية المزمنة او الاجهاد المفرط وغير ذلك. وقد نلاحظ زيادة في الوزن نتيجةً لذلك خاصةً في منطقة البطن والصدر والاكتاف. إن عدم توازن الكورتيزول في الجسم يؤدي ايضاً الى الشعور بالتعب الشديد، قلة النوم، الأكتئاب مما يدفع الشخص الى شرب المزيد من الكافيين والمزيد من الادوية.
إن افضل طريقة للإبتعاد عن المشاكل النفسية هو ابقاء الهورمونات الثلاث متوازنة. ويتم ذلك من خلال التغذية السليمة والفيتامينات خاصة فيتامين B المتعدد وبالاخص B12 واوميغا3 الموجود في انواع من السمك بالاضافة الى الفاكهة والخضراوات الطازجة والاكثار من شرب الماء والابتعاد عن المشروبات الغازية والكحول والسكريات.
ممارسة الرياضة أو المشي لنصف ساعة يومياً على الاقل.
ممارسة رياضة اليوغا والتأمل هما من افضل انواع الرياضة الروحية.
فاذا اردنا فكراً حاداً وصائباً لكنه هادءئ علينا أن ننظر الى غذائنا.
علينا ايضاً أن نعود إلى برمجة عقلنا والنظر الى الأشياء بطريقة إيجابية وأن نبتعد عن الأفكار السلبية قدر المستطاع.
تمنياتي القلبية دائماً لقراء مجلة عرب استراليا الصحة والسعادة. وأن يعم السلام أرجاء العالم.
نجاح كرباج
الأخصائية في العلاج الإيحائي السريري
www.najahshypnotherapy.com.au
info@najahshypnotherapy.com.au
Fb: najah’s hypnotherapy
Mob: 0415 068809
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=6037