spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

أ.د . عماد شبلاق ـ أدب ورقي التخاطب والتعامل مع النفس

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور

«ما رأيناه في نقابة المهندسين يوم الأحد لم تشهده النقابة سابقاً». عبارة تردّدت على لسان أكثر من متابع للعملية الإنتخابية التي انتهت بفوز النقيب فادي حنا. مدعوماً من «التيار الوطني الحر» و»الثنائي»، تفوّق حنا بفارق 505 أصوات على المرشح المستقل، المدعوم من «القوات» و»الكتائب» و»المستقبل»، بيار جعارة. أما حصول الأخير على 70% من نسبة الاقتراع المسيحي، بحسب الماكينة «القواتية»، فحمل المدقّقين بالأرقام على التساؤل: هل ينعكس ترجيح «الثنائي» لكفّة النقيب الفائز على «سياسة» ولايته؟

سجّلت الانتخابات إقبالاً غير مسبوق انتهى بحصول حنا على 4,634 صوتاً مقابل 4,129 صوتاً لجعارة. وفي قراءة للنتائج، حصد جعارة حوالى 3,500 من أصوات المهندسين المسيحيين، وحوالى 600 صوت سنّي، وغابت عن «غلّته» الأصوات الشيعية والدرزية. من ناحيته، حصل النقيب المنتخَب على حوالى 2,600 صوت شيعي – أي ما نسبته 98% من الاقتراع الشيعي – وما يقارب 1,400 صوت مسيحي، ما لم يتجاوز 28% من مجموع التصويت المسيحي. أرقام اختلفت قراءتها بين الطرفين.

النقيب فادي حنا – داخل النقابة ليس كخارجها

النقيب حنا أسف عبر «نداء الوطن» لتحوّل الصراع الانتخابي إلى آخر سياسي، حيت كان يجب الالتزام بالهوية المهنية حصراً. «لا أخجل من القول أنني أنتمي خارج النقابة إلى «التيار الوطني الحر» لكنني مهندس داخلها. وهذا لا يعني أنني مستقلّ في تفكيري إنما في تصرفي مع المهندسين. لقد تواصلت مع الجميع أمس لطيّ الصفحة ولننطلق جميعاً بالنقابة، لأن العمل لا يكتمل إلّا باتحاد كافة الأطراف». وعن سؤال حول فوزه بأصوات «الثنائي»، أجاب حنا أنه، كنقيب، لا يهوى حديث الطوائف. وإذا كان عدد الناخبين الشيعة يبلغ 2,643، فهذا لا يعني أن الأصوات تلك «جُيّرت» برمّتها له، لا بل أن 20% منها على الأقل ذهب لغيره من المرشحين.

وعن التأييد المسيحي، بحسب ماكينة «التيار»، قال: «لست هنا لأتكلم بمنطق المسيحي والمسلم، لكنني أؤكد أنني حصلت على أكثر من 40% من أصوات الناخبين المسيحيين، وإلّا لما نجحت. هذا لا يعني أن باقي الأصوات المسيحية حصدها مرشح «القوات»، إنما هي توزّعت بين المجتمع المدني و»الأحرار» و»الكتائب» و»القوات». على أي حال، أصبح الأمر ورائي وأنا اليوم نقيب كافة المهندسين بشتى طوائفهم».

أما بالنسبة للـ»انشقاق» داخل «حركة أمل» وعدم مشاركة عدد كبير من مهندسيها في الانتخابات، فتساءل: «ألم تسمعوا عن الضربة الإيرانية لإسرائيل عشية الانتخابات؟ من المؤكّد أن مناصري «الثنائي» القاطنين في الجنوب تأثروا بالحدث، لكن ثقتنا بالشارع المسيحي لم تغيّر في النتائج المتوقعة». وفي ما خص تخوُّف البعض من استغلال النقيب منصبه لتمرير مشاريع هندسية مستقبلية، ليس أقلّها ما يرتبط بالسدود ومرفأ بيروت، أكّد حنا التعاطي مع مختلف الملفات بحيادية وموضوعية واستقلالية. وأخيراً استفسرنا من حنا عن الاحتفال بالفوز مع رئيس «التيار»، جبران باسيل، رغم ادّعائه الاستقلالية داخل النقابة، فأجاب: «عليكم أن تميّزوا بين فادي داخل النقابة وفادي خارجها، حيث أنتمي وبكل فخر إلى تيار سياسي أعتزّ به. احتفلت مع الجميع داخل النقابة وأكملت باحتفال خاص خارجها».

نبيل أبو جودة- مستقبل النقابة لا يطمئن

عضو المجلس المركزي في «القوات»، المهندس نبيل أبو جودة، شدّد في حديث لـ»نداء الوطن» على حصول جعارة على ما يفوق 70% من التأييد المسيحي، في وقت حشد «الثنائي» ما يتخطى طاقته لإيصال النقيب الفائز. «لسنا متفائلين بأداء النقابة في المرحلة المقبلة لأن النقيب سيقع أسير الأصوات التي أوصلته. «الثنائي»، من خلال هذه الانتخابات، سعى لتمرير رسالة واضحة مفادها أنه قادر أن يصل بالنقيب المسيحي الذي يريد».

ماذا عن «المستقبل» وهل خذل مرشح «القوات»؟ بحسب أبو جودة، حجم الأول معروف. فـ»مستقبل» اليوم ليس «مستقبل» الأمس، لكن كان هناك التزام واضح من قيادته باللائحة رغم أنها لا تمون على التصويت السنّي كاملاً، والرقم كان متوقعاً. أما موقف «الإشتراكي»، فوضعه في خانة تفضيل المصلحة السياسية على النقابية. «كان واضحاً أي من المرشحَين يملك الكفاءة، ولو كان «الإشتراكي» حريصاً على مستقبل النقابة لاختار نقيباً حرّاً ومتحرراً. لكنه لم يمنحنا أي صوت».

الخوف، وفق أبو جودة، هو من أداء «التيار» – الذي يعود لأكثر من 35 عاماً – أينما حلّ، ما ساهم في دمار لبنان. من هنا، تمنّى على النقيب المنتخَب الأخذ برأي المهندسين كي لا يكون ممثلاً لمشاريع «التيار» المشبوهة. وإذ شكر «الكتائب» و»المستقبل» وكافة المهندسين الذين منحوا جبارة ثقتهم، هنّأ النقيب والأعضاء المنتخبين باعتبار أن الصفحة قد طويت، داعياً الجميع لأخذ العِبر لعدم تكرار ما حصل في نقابات وأماكن أخرى.

جوزف مشيلح-إلى المراقبة والمحاسبة

على ضفّة «المستقلّين»، اعتبر المرشح لمركز النقيب، المهندس جوزف مشيلح، في اتصال مع «نداء الوطن»، أن المعركة التي كان يُفترض أن يتمّ التعاطي معها على أُسس نقابية تحوّلت لدى البعض إلى معركة وجودية وفرصة لإبراز خط رابح وآخر خاسر، علماً بأن النقابة للجميع ويجب أن تكون الرابح الوحيد. فاستحضار الصراعات السياسية والخلافات إلى داخل النقابة مضرّ بالعمل النقابي. «بعد الانشطار العمودي الذي أصاب الجسم النقابي كانت النتيجة متوقعة، ذلك أن المهندسين لم ينتخبوا بناء للمعطى النقابي بل استناداً إلى الغريزة السياسية والطائفية والمذهبية».

وأضاف: «نحن ثابتون على موقفنا بأن عملنا نقابي صرف، وبأن النقابة تحتاج بين الحين والآخر إلى السياسة، لكن تلك التي تجمع ولا تفرّق. فما شهدناه يوم الأحد انتخابات سياسية اجتمعت فيها القوى حول مصالح مشتركة لا علاقة لها بالمناقبية النقابية». مشيلح، الذي رفض اعتبار أن أداء النقابة السابق حفّز عودة الأحزاب، رأى أن هذه الحجة مجرّد واجهة كون الصراع السياسي أكبر بكثير من شؤون النقابة. وقد يكون إظهار فشل العهد السابق متعمَّداً للوصول إلى ما كان يخطَّط له. فرغم الظروف، تمكّن المجلس النقابي من الانتقال من نقابة أموالها محجوزة مع صفر إحتياطي، إلى نجاح في تأمين الاستشفاء لأكثر من 100 ألف مواطن، كما رفع الراتب التقاعدي من 25 إلى 195 دولاراً. هذا إضافة لما حصل في الفرع الأول من إعادة تثبيت للأنظمة والقوانين.

عن التخوّف من أي استغلال لمنصب النقيب لتمرير مشاريع هندسية معيّنة، أفاد مشيلح: «بعيداً عن لغة التشكيك، علينا الاستمرار في مراقبة عمل النقابة كالعين الساهرة كي لا تتحوّل إلى غطاء لأمور أخرى. القصة أكبر من سدّ ومرفأ، إذ يجب تطوير النظام والقانون كي تمرّ كافة المنشآت الهندسية عبر النقابة. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان». وختم متمنياً من كافة المهندسين الالتفاف حول أي نقيب أو مجلس وترْك شعارات المعركة الانتخابية جانباً، داعياً الجميع للقيام بدورهم في المحاسبة باستقلالية وشفافية. فعدم إعادة اللحمة إلى الجسم النقابي ستشكّل الضربة القاضية هذه المرة.

هانية الزعتري-إعادة فرز ومعاقبة

الناشطة ضمن مجموعة «مهندسون من صيدا والجوار» ورئيسة دائرة في وزارة الصناعة، المهندسة هانية الزعتري، أعربت لـ»نداء الوطن» عن عدم الرضى عن نتائج الانتخابات. «صحيح أننا، كـ»النقابة تنتفض» سابقاً، أخطأنا في أحيان كثيرة والخطأ الأبرز عدم استخدام أدوات الضغط المتاحة لنا في وجه المجلس النقابي الذي كان عليه اعتماد أساليب مختلفة عن أساليب السلطة. فجاءت انتخابات الأحد لإعادة فرزنا بين 8 و14 آذار، إضافة إلى الفرز الطائفي، فأتت النتيجة تعبيراً عن معاقبة الناخبين لنا، وهذا حقّهم».

وأردفت الزعتري أن انتخابات نقابة المهندسين تعكس دوماً أجواء الانتخابات النيابية وأجواء السياسة العامة في البلد. ففي حين لم تكن العلاقة جيدة بين الأحزاب في الفترة السابقة، ها هي تلتقي مجدداً ضمن تحالفات غير واضحة المعالم، علماً بأن الظروف الإقليمية والمحلية قد عزّزت هذه الاصطفافات. «أيّاً يكن من استلم الدفّة، يُفترض أن نقف بجانبه لنواكب تقدّم العمل وممارسة الضغط اللازم للوصول إلى النتائج المرجوّة. لقد التقينا بكافة المرشحين قبل الانتخابات ووعدونا بأن تبقى أحزابهم خارج النقابة. في النهاية، النقيب مهندس ويملك العقل الذي يمكن أن نخاطبه من خلاله، شرط أن نبقى متيقّظين كي لا يخطئ هو والمجلس بحقّنا».

علي درويش-تصويت مذهبي لا هندسي

محطتنا الأخيرة مع أمين المال السابق المنتمي إلى «تجمّع مهندسي لبنان»، الدكتور علي درويش. فقد رأى في اتصال مع «نداء الوطن» أن خسارة الفريق القديم، أي «النقابة تنتفض» بكافة أطرافها، نتيجة طبيعية لفشل المسار النقابي الانحداري المستمرّ منذ تموز 2021. «مفتاح النجاح والاستمرار في السلطة هو تحقيق الإنجازات. فالفريق الذي وصل إلى السلطة بنجاح غير مسبوق أكمل بمسار «دونكيشوتي» حصد نتيجته في انتخابات الأحد. أما النتيجة العامة، فكانت بمثابة تعبير فاقع عمّا يجري في البلد. حتى أن أحدهم همس بأن المذاهب هي من صوّتت وليس عقول المهندسين. فانحسرت المقاييس للأسف بتعداد أصوات المسيحيين فالشيعة فالسنّة فالدروز».

نسأل إن كانت ديناميات اللعبة السياسية والحزبية ستبقى خارج النقابة، فيردّ درويش بأنه لضرْب من الجنون أن يفكّر أي كان باللعب على حافة الهاوية وممارسة اللعبة الحزبية في نقابة تشكّل حصناً لأعضائها وتخدمهم جميعاً. فهي تحلّ اليوم محلّ الدولة من خلال برامج الاستشفاء وخدمات التقاعد وغيره. «من مصلحة أي حزب أن يثبت قدرته على استرداد أموال النقابة المحجوزة في المصارف وحسن إدارة شؤونها. ليس معيباً انتساب النقيب لحزب ما، لكن من غير المنطقي أن يذهب في مسار يسيء إلى النقابة… فذلك سيرتدّ عليه وعلى حلفائه في المرّة المقبلة».

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=36789

ذات صلة

spot_img